طارق الشناوي يكتب: نادية لطفي (الهوى هوايا)!

الفجر الفني

بوابة الفجر


كان رأيى ولا يزال أن الأمر لا يستحق، وأننا لو تجاهلناه فكأن شيئا لم يكن، ولهذا اقترحت على نادية لطفى ألا تثيره، لأنها سوف تثير نهم الناس للالتفات إليه.

قالت لى إنها غير مقتنعة بوجهة نظرى، وإن هناك جريمة متكاملة الأركان تمت بحقها، ولن تسمح لأحد بانتحال شخصيتها، وإن أبسط حقوقها أن أقف معها.

يا مدام نادية لا أحد شاهد هذا (الكليب)، يا (بولا) كما يحلو للأصدقاء أن ينادوها، اغلقى تماما تلك الصفحة، ولكن أبدا (ولا الهوا)، هى تريدنى أن أكتب.

والحكاية أن أغنية (الهوى هوايا) التى قدمها عبدالحليم حافظ مع نادية لطفى فى فيلم (أبى فوق الشجرة)، أعادت المطربة الإماراتية أحلام تقديمها بتقنية باهتة وضعيفة وساذجة كأنها تغنيها (دويتو) مع عبدالحليم.

لا أظن التسجيل جديدا، ربما مر عليه عام أو أكثر، ليس لدى يقين، المؤكد أنه غير قابل للحياة، فمن هى التى تجرؤ على أداء شخصية نادية لطفى، لم تستطع أى فنانة أن تفعلها من قبل؟ّ

طبعا مفروض أن يبدأ الغضب من ورثة شاعر الأغنية عبدالرحمن الأبنودى وملحنها بليغ حمدى، الجريمة ارتكبت عندما قُدمت الأغنية (دويتو) يجمع بين عبدالحليم وأحلام، بينما الشاعر والملحن قدماها داخل سياق الفيلم، فى قالب (المونولوج)، والمقصود به علميا الأداء المنفرد للصوت الواحد، وهذا يعنى أن هناك تشويها يتحمل من أقدم عليه عقاب التلاعب فى المصنف الفنى.

طبعا فى السنوات الأخيرة شاهدنا العديد من الإعلانات التى تأخذ لحنا شهيرا ويتم تركيبه للدعاية لأى سلعة من أدوات التجميل إلى المبيدات الحشرية، القانون يقضى بضرورة الحصول أولا على موافقة جمعية المؤلفين والملحنين المنوط بها حماية التراث الفنى، ويجب أن يحصل الورثة على مقابل مادى، كما يجب إخطارهم بالتغيير المسبق، ويبقى فيما حدث الجزء الخاص المتعلق بأن هناك من يعيد للناس أغنية ارتبطت بذاكرتهم وذكرياتهم، كان يرددها ضمن أحداث الفيلم عبدالحليم لنادية لطفى، والفيلم قطعا واحد من أكثر الأفلام المصرية تحقيقا للإيرادات، وهو من الأفلام القليلة التى استمرت تعرض عدة سنوات منذ انطلاقة عام 69، فهو آخر فيلم قدمة عبدالحليم حافظ من إخراج حسين كمال، بين الحين والآخر كانت دور سينما الدرجة الأولى، مع ذكرى عبدالحليم، تجدد العرض، حيث لم يكن مسموحا بعرضه تليفزيونيا.

(الكليب) الذى رأيته جريمة تخاصم الفن وتصالح القبح، تمت عبر (اليوتيوب) ولا أظن أن الفضائيات احتفت به، وإلا كنا قد سمعنا به من قبل.

الأجمل هو الذى يكسب، هذا هو يقينى، عدد كبير من اشهر أغانى أم كلثوم وعبدالوهاب ونجاة وعبدالحليم قدمت بأسلوب ساخر، محمود شكوكو أعاد (لا تكذبى) بتلك الكلمات (لا تكذبى إنى رأيتكما معا/ كنت بحسبك ملوخية/ لكن طلعتى مسقعة) وإسماعيل يسن غنى رائعة عبدالوهاب (يا وردة الحب الصافى) والتى صارت (يا حلة العدس الدافى). هذه المرة نحن بصدد حالة تبتعد تماما عن روح الدعابة، ولدت لكى تموت بالسكتة الجماهيرية، نادية لطفى بإثارتها صحفيا تمنحها قُبلة الحياة، وطلبات نادية لطفى ممكن أن تناقش لكنها مستحيل أن تُرد!!