خيانة العرش.. ليلة خطف فيها ماني《تاج》الملك المفضل !

الفجر الرياضي

صلاح وماني
صلاح وماني


خرج الملك ذات ليلة متقلبة، ليجلس على كرسيه الفخم المرصع بما هو أفخم من الذهب والألماس، فهو صُنع من خيبات أمل وضعت أحلامها فيه، من أجل أن يراها في كل مرة يذهب للجلوس عليه، حتى يجتهد الملك في تحقيق ما فشل هؤلاء في تحقيقه.

ومع الوقت أصبحت علاقة الملك بشعبه متوتره فالرياح جاءت بما لا يشتهي الجميع وفي لحظة من الزمان وقبل أن تقضى على الأخضر واليابس أخذت معها ما هو أثمن من كل شيء "التاج" المفضل لديه، الذي حصل عليه بالكاد ولم يوجد منه سوى قطعة وحيدة في العالم بأكمله، وعلى أثرها عاش لحظات في حسرة على فقدانه.

ولكن كم هي تكلفة ذاك التاج ولما هو تحديدًا المفضل لديه عن غيره إذا أردت أن تعرف عليك أن ترافقنا في جولة صغيرة من أرض الواقع ومنها ستعرف جيدًا كيف خسر الملك بعد ضياع تاجه ومن هو الذي نجح في خطفه.

مشهد البداية.. جماهير تعشق وتستعد لتنصيب الملك

تلك هي شعلة البداية التي كونت فصوص التاج، فهناك لاعبين مميزين في جميع أنحاء العالم ولم ينجحوا في الحصول على الحب والدعم الذي حصل عليه محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي وملك الفراعنة، فدومًا ما كانت الجماهير هى الداعم الأول والآخير له.

والدليل على ذلك لو لم يحصل صلاح على كل هذا الدعم هل كنا سنرى هذا الكم الكبير من الإعلانات القائمة فقط برعاية مشجعي اللاعب أم كنا سنرى الكاميرات تترقبه في كل مكان؟ هل كان سيصبح على ما هو عليه الآن ؟ أم ربما سيكون.

لاعب مميز وناجح ولكن تتجاهله كل أساليب الشهرة مثلما يحدث مع غيره حاليًا، يعملون ويجتهدون في صمت ولا يجدون من يتحدث عن إنجازاتهم.


المشهد الثاني..لحظة تنصيب صلاح "ملكًا"

"احتفالات ضخمة، أصوات عالية تهتف بإسمه، شوارع زينت بصوره"، تلك هي الحالة التي رسمتها الجماهير قبل تتويجه بدقائق، في المقدمة يقف كبير المشجعين ممسكًا بيده التاج ومئة مليون مصري خلفه يرددون "مو صلاح" ومعها صعد على المسرح ليضعه على رأس الفرعون ويعلنها وهو يحدق النظر فيه، لقد فوزت اليوم بجائزتك الكبرى وعليك أن تحافظ عليها.


المشهد الثالث.. صلاح "اتغير" ولا يوجد من يعيده إلى صوابه ؟

في ساعات قليلة أصبحت بلاد النيل حديث العالم بعد تنظيمها إلى بطولة الأمم الإفريقية، ولم يكن صلاح المستفيد من ذلك على الإطلاق حسبما توقع الجميع، فلم يظهر اللاعب بالمستوى القتالي داخل أرض الميدان كما اعتاد عليه متابعيه، فوجدنا شخص آخر لم يقدم أقصى ما لديه للمحافظة لوقت طويل على فرص الفراعنة لإقتناص اللقب.

ولكن إذا كنت تتحدث الآن في قرة نفسك أن من الإمكان أن يكون صلاح كان خارج أجواء المباراة أو إنه لم يكن يومه فعليك أولا أن تتذكر كل شيء كان يحدث، إذا كانت كل مطالب اللاعب مجابه فما الذي ينقصه ؟

تأخر على الإنضمام للمعسكر لقضاء أجازته ولا أحد يعلم متى سيقرر صلاح العودة، ترك المعسكر من أجل زيارة سيرخيو راموس لاعب ريال مدريد الإسباني، قبل المباراة بيوم واحد، فلا أحد يقدر على أن يرفض أوامره، واخيرا صلاح الغائب الحاضر في توديع مصر للبطولة مبكرًا. 


المشهد الرابع.. صلاح يفقد تاجه الثمين بإرادته 

يبدو وأن " مو" قد شعر بأنه الأعظم والأفضل حتى وإن كانت المقارنة مع عشاقه وجماهيره، ليأتي يومًا ويحرز هدف بقميص الفراعنة في مرمى المنتخب الأوغندي ببطولة الأمم الإفريقية وينظر للجماهير باستنكار وغضب.
ليتسأل الجميع بعدها.. أأنت صلاح الحقيقي أم من ؟.


المشهد الخامس.. ماني يستغل الموقف ويخطف التاج

"ماني ليست غبيًا"، تلك هى الكلمات التي يؤمن بها المدير الفني للمنتخب السنغالي عن لاعبه ساديو ماني، فاللاعب ترك الصراع الواضح مع صلاح قبل مغادرة الأنفيلد، لأنه يعلم جيدًا أن أمامه ما هو أهم من أن ينافس صلاح وأن غرضه الأساسي هو تحقيق لقب قاري مع بلاده.

فالأذكياء فقط هم من يقفون في وضع الاستعداد دومًا لإقتناص الفرص، ولكن تلك الفرصة لم تكن كغيرها فهي جاءت في "مقتل" للفرعون الذي حصل دومًا على الدعم الكامل ضد ماني حتى ينجح في أن يتخطاه، ومع الاستقبال التاريخي الذي حظى به عند وصوله إلى أراضي المحروسة.

ها قد جاءت الفرصة للسنغالي لقلب الطاولة على رأس صلاح بعدما لعب ماني على الوتر الإنساني المقرب لقلوب المصريين بمواقف بسيطه جعلته هو من يستحق ارتداء التاج في نظرهم.

وفي النهاية.. ماذا استفدت يا فخر العرب، وبماذا تفيد الجوائز ؟ فقد خسرت اليوم جائزتك الكبرى.