مشكلات وحلول لمنطقة "صحراء المماليك" في حوار مع مدير أثار شرق القاهرة

أخبار مصر

اللقاء
اللقاء


تعد صحراء المماليك مسارًا أثريًا لا يقل أهمية عن شارع المعز لدين الله الفاطمي، فهي تضم 18 أثرًا ترجع جميعها لفترة المماليك، وكلها ذات طابع سلطاني، حتى أن البعض أطلق عليها "وادي الملوك الإسلامي"، وتعاني آثار صحراء المماليك من عدة مشكلات أطلعنا عليها مدير عام آثار شرق القاهرة في الحوار التالي.

التقت بوابة "الفجر" الإلكترونية، محمد عبد الله، مدير عام أثار شرق القاهرة في حوار حول منطقة آثار صحراء المماليك والتي تضم بين جنباتها عدد كبير من الآثار الإسلامية تتعرض لأشكال كثيرة من الإهمال، والتعديات، حيث طرحت عليه عدد من الأسئلة والتي جاءت كالتالي.

كان أول تساؤلات الفجر حول مجموعة السلطان إينال وما أصابها من اعتداءات، حيث قال إن الفترة السابقة لم يتم على الأثر أي أعمال ترميم ولكن حالة الأثر الإنشائية مستقرة، ويجب على مشروع الترميم أن يكون شاملًا فلن نبدأ في أثر واحد دون أن يكون كامل المسار مؤهل للزيارة.

وأضاف أن الوزارة بالفعل بدأت التحرك حيث قامت عدة لجان بمعاينة الموقع الأثري لمجموعة السلطان إينال وباقي مزارات المسار والذي يمر بـ 18 أثرًا، والعمل لن يكون من جانب الآثار فقط بل سيكون بتكاتف كل الجهات المعنية مع الوزارة لتحويل صحراء المماليك إلى مسار سياحي متكامل، ويدرج على الخريطة السياحية، فمسار صحراء المماليك في الحقيقية مشروعًا ضخمًا ويجب أن تتضافر فيه كل الجهود للنهوض به

ثم كان التساؤل الثاني حول العقبات التي تواجه مثل هذا المشروع الضخم فقال مدير عام آثار شرق القاهرة، إن ترميم الأثر ليس فقط لتوظيفه واستغلاله وإن كانت هي الصورة الأمثل، وإنما يتم ترميمه للحفاظ على قيمته الأثرية والتاريخية وهو صميم عمل وزارة الآثار، ولكي نبدأ مشروع الترميم يجب أن يوضع مشروع توظيف كامل متكامل من كل النواحي سواء خدمات النظافة أو الأمن، وهما عقبتان تشترك فيهما عدة جهات سواء الأوقاف أو المحليات.

وزارة الأوقاف
وعن وزارة الأوقاف قال إنها المالك للآثار بحكم أن أغلب هذه الآثار مساجد، وهي مقيم الشعائر، فهي شريكة وزارة الآثار، وهي خاضعة لاشتراطات الوزارة في تأمين سلامة الأثر، إضافة إلى ذلك فإن مشروع تسجيل التحف المنقولة وبعد اكتماله ستتحول هذه التحف إلى عهدة على كل من هو في المسجد سواء مفتش الآثار أو الحارس التابع لوزارة الآوقاف، وسيكون المنبر المسجل أو غيره هو عهدة أثرية سواء لموظف الآثار أو الأوقاف، مما سيزيل أي خطر للسرقة أو الاعتداء على التحف المنقولة داخل الأثر.

ثانيًا التعديات على الآثار
وأشار عبد الله إلى أن الآثار الإسلامية كونها موجودة داخل الحيز العمراني تتعرض لكثير من الاعتداءات، لذا فهناك موجة من الإزالات ستصيب المنطقة في حال تطويرها ولدينا هنا نوعين من الإزالات الأول مدافن لا يتم استخدامها، والثاني مساكن مأهولة والتي تقطع مسار الزيارة أو تعيق رؤية بانوراما الأثر، كما أن البناء سيكون خاضع لاشتراطات سواء في لون الدهانات أو التصميمات، فهناك جزء من المنازل سيكون خاضع للإزالة وجزء آخر سيتم إعادة توظيفه وبالطبع هذا لن يتم إلا بتكاتف جهات عدة سواء الإسكان أو المحافظة أو المحليات أو الداخلية وكذلك قوى المجتمع المدني، ولدينا تجربة رائدة في ذلك وهي شارع المعز لدين الله الفاطمي، والذي تم تحويله لأكبر متحف مفتوح في العالم، وأصبح مصدر دخل كبير لساكنيه.

خدمات المنطقة
أضاف محمد عبد الله مدير عام آثار شرق القاهرة أنه بعد الانتهاء من المحور الرئيسي للمسار سنكون في حاجة لتجهيز المسارات المؤدية للمزار ككل، وتزويدها بأماكن انتظار وكافيهات وبازارات وغيرها من الخدمات التي تخدم الحركة السياحية، والمسار هنا له مدخلين الأول من ناحية مجموعة السلطان إينال وقرقماس، والثاني من ناحية مقابر المجاورين والذي يقع في بدايته قبة أفندينا.

الأهالي وتوظيفهم
وأشار إلى أن وجود الآثار في حيز العمران من الممكن تحويله لنقطة إيجابية بتوظيف الأهالي، وهو الأمر الهام للغاية، حيث أن أنسب أمر هو إحياء الحرف التراثية بالمنطقة، ونقل بعضها إليه، والسماح بفتح البازارات وذلك بعد وضع الاشتراطات الملائمة للمسار الأثري، ولدينا أمثلة كثيرة على استغلال الأماكن الأثرية في التنمية الاقتصادية، وهو ما سيحتاج أيضًا إلى تكاتف كبير من كل الجهات المعنية في الدولة.

تنمية الوعي الأثري
وختم محمد عبد الله مدير عام آثار شرق القاهرة كلماته للفجر قائلًا، إنه من الطبيعي بعد توفير كل ما سبق للمسار أن يتم توفير المرشدين أو المفتشين ذوي الخلفية الثقافية الملمة بالجانبين الشعبي التراثي والعلمي، بحيث يستمع الزائر لحكاية الأثر، ولا يصبح الأثر مجرد أحجار صامتة، بل تكون حية بحكاياتها الثرية، وهو الأمر الذي سينشأ تلقائيًا وستجد أن الكثير من محبي الآثار الإسلامية قد بدأوا التفاعل مع المسار بعد اكتمال تجهيزاته.