اهتمام رئاسي بسور مجرى العيون.. وقيادات الآثار تتأهب للعمل (صور)

أخبار مصر

سور مجرى العيون
سور مجرى العيون


اتخذت الدولة المصرية عدة قرارات تعتبر الأهم في تاريخ وزارة الآثار، حيث أصدر رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، توجيهات متتالية، بصرورة الانتهاء من عدة مشاريع قبل نهاية 2019.

وضمن ما جهت القيادة السياسية بضرورة التحرك فيه كان سور مجرى العيون، هذا المكان الأثري الذي يرجع إلى العصرين الأيوبي والمملوكي.

وتحركت قيادات وزارة الآثار بالتعاون مع كل الجهات المعنية في خطوات متسارعة للانتهاء من المشروع الذي بدأت أعمال الترميمات فيه منذ سنوات ولكن لم تكتمل بعد.

ومن ناحيته قال الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية، إن الخطوة الأولى كانت بإزالة التعديات على سور مجرى العيون والحرم الأثري له والذي يصل إلى 20 مترًا على جانبه، ويتم الآن استكمال عمليات الإزالة بالتنسيق مع كل الجهات المعنية من داخل الوزارة والأحياء التابعة لمحافظة القاهرة.

إن أعمال سور مجرى العيون ستتركز على تأمين المزار السياحي وإخلاء حرم الأثر وتنظيف المنطقة المحيطة به قبل بدء أعمال الترميم الفعلية.

ثم كانت الخطوة الثانية -والكلام لمصطفى- والتي تمثلت بصيانة موقع مبنى مأخذ المياه الموجود بمنطقة فم الخليج المطلة على نهر النيل، وصيانة نماذج السواقي المقامة أعلى المبنى، حيث خصص هذا المبنى قديما لرفع المياه من بئر المأخذ المتصل بنهر النيل إلى حوض التجميع بقناة المياه التي تجري فوق قناطر سور مجرى العيون والممتدة من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة، حتى تصل المياه لآبار حفظ المياه في القلعة.

وقد صدر تكليف من وزير الآثار والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى عاطف الدباح، مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى، بالإشراف على أعمال ترميم وتطوير سور مجرى العيون والمنطقة المحيطة به، لتكون مزارا عالميا يتناسب مع قيمة المنطقة الواعدة، وشهدت منطقة سور العيون زيارة بقيادة الدباح وكل قيادات آثار مناطق آثار مصر القديمة والفسطاط.

ولم تقتصر التحركات على وزارة الآثار فقط بل أصبح هناك تكاملًا في العمل بين أجهزة الدولة حيث قام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بزيارة منطقة السور مؤخرا، ووجه بإزالة المباني داخل المنطقة بالكامل، ووضع خطة عمل يومية عن موقف الإزالات لمتابعتها حتى اتمامها، كما حدث في مثلث ماسبيرو، تمهيدًا لبدء تنفيذ مخطط التطوير الطموح للمنطقة.

وبدورها، تحركت محافظة القاهرة وأعلنت انتهائها من إزالة 117 مدبغة من المدابغ التي تم تعويضها ماليًا أو بوحدة في مدينة الروبيكي، فيما تتبقى 156 مدبغة متبقية ومفترض إزالتها مع تعويض أصحابها وفق الضوابط والإجراءات التي وافق عليها مجلس الوزراء، وإعطاء مهلة لأصحاب الأنشطة التجارية في نفس المنطقة لنقل نشاطهم قبل الهدم والإزالة.

وكان لوزارة الإسكان دور آخر فقد أعدت رؤية تخطيطية لتطوير منطقة سور مجرى العيون تتناسب مع طبيعتها التراثية، والهدف منها هو إعادة إحياء وتوظيف القاهرة التاريخية، لتؤكد على دور القاهرة كمركز ثقافى حضارى سياحي، هذا إلى جانب العمل على حماية الهوية التاريخية من خلال التكامل مع النسيج العمرانى التاريخى للمنطقة وتحقيق التكامل بين البيئة التاريخية المتميزة للموقع.

ونتيجة لكل ما سبق فقد شهدت مناطق آثار مصر القديمة حملة إزالة مكبرة لعدد من المدابغ والتعديات على سور مجرى العيون، كما تم إجراء المعاينات اللازمة لمبنى السواقى وجزء السور المجاور له، وتم عمل الصلبات اللازمة لاستبدال بعض الأحجار التالفة تمهيدا لأعمال الترميم الشاملة للسور.

وعن تاريخ سور مجرى العيون، قالت سهير قنصوة، مدير عام مناطق آثار مصر القديمة والفسطاط، إن من أجمل المواقع الأثرية فى فلسفة وطريقة البناء والوظيفة، والمنظر الخلاب من أعلى فى وجود السواقى الخشبية ومتعة السير فى مكان مجرى المياه التى كانت تصل من النيل للقلعة، وستصبح زيارة المنطقة بعد التطوير متعة لا توصف.

وأضافت "قنصوة" أن سور مجرى العيون والمعروف باسم قناطر المياه، أنشأه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدا كاملا سنة 712 هـ - 1312 م، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.

ولم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شيئا غير بقايا قليلة، في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، والتي كان قد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما 4 سواقي على النيل في فم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبى.

وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة، بعدما كان قديما حتى القلعة وقد بني هذا السور من الحجر النحيت وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمة من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهى بصب المياه في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغورى أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به 6 سواقي بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.