وزيرة الثقافة: الدولة تبذل جهودا كبيرة لمكافحة الفكر المتطرف وضرب الإرهاب

الفجر الفني

بوابة الفجر


أكدت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة أن الدولة تبذل جهودا كبيرة ومتواصلة في مجال مكافحة الأفكار المتطرفة وبيان مدى "تهافتها" وعدم صوابيتها ؛ وذلك في إطار المواجهة الفكرية للإرهاب التي تمثل أحد أبرز الأولويات لدى الرئيس عبدالفتاح السيسي خاصة في ضوء ما تتمتع به مصر من ثراء ثقافي وحضاري يتسم بالرقي والقوة وعمق التأثير داخليا وعلى مستوى العالم.


وقالت وزيرة الثقافة – في حديث خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في بيروت – إن الجهود الحثيثة للتصدي للفكر المتطرف الذي يغذي الإرهاب تشمل كافة أرجاء مصر ومحافظاتها إيمانا من الدولة أن مكافحة الإرهاب واقتلاع جذوره، هي عملية يجب أن تسير في مسارين متوازيين على صعيد المواجهة الأمنية وكذلك الفكرية والتي تقوم على نشر الفنون والثقافة التي ترتقي بالوجدان والفكر.


وأشارت إلى أن تعزيز التواجد الثقافي والفني يأتي من خلال التوسع الكبير في إنشاء قصور الثقافة الجديدة وإعادة تأهيل وتجديد القصور الثقافية القائمة، وتقديم محتوى يتسم بالرقي والجاذبية عبر الأساليب والوسائط الحديثة للمواطنين، فضلا عما يمثله معرض الكتاب من أهمية كبرى في هذا الصدد.


وأوضحت أن هناك خطة تم وضعها بتقديم معارض للكتاب في كافة المحافظات المختلفة، وتشجيع المواطنين على التفاعل معها، وأن هذا الأمر بدأ العمل فيه بصورة فعلية..مشيرة إلى أن هذه المقاربة جديدة ولم يسبق وأن تم اعتمادها، وأثبتت نجاحا كبيرا على الأرض في عدد من المحافظات، وأنها تأتي في إطار حرص كبير من الدولة على التواجد الثقافي وبشكل متكامل يشمل كافة الأنشطة الثقافية والفنية.


من ناحية أخرى..تطرقت وزيرة الثقافة إلى فرع الهيئة المصرية العامة للكتاب في العاصمة اللبنانية بيروت، والذي أُعيد بالأمس افتتاحه وتجديده وتوسعته بالكامل، حيث قالت إن أعمال تطوير الفرع نُفذت في وقت قياسي وأنها لم تقتصر على الأعمال "الإنشائية والديكورية" فحسب، وإنما على شملت المحتوى المتميز للإصدارات المقدمة.


وأضافت: "هناك حرص كبير على تعزيز وجود وانتشار الثقافة والفن المصريين - خاصة في الدول العربية الشقيقة - لما لهما من قيمة كبيرة وتأثير حضاري ممتد على مدى عقود طويلة".


وذكرت وزيرة الثقافة أن إعادة تشغيل فرع هيئة الكتاب ببيروت، يتماشى مع استراتيجية الدولة المصرية الرامية إلى استعادة مصر قوتها الناعمة ثقافيا وفنيا في محيطها العربي، معربة عن تطلعها أن يصبح الفرع "منارة ثقافية مصرية" تقام من خلاله الصالونات الثقافية والفكرية وليس مجرد منفذ تقليدي - على أهميته - لبيع الكتب.


وأشارت إلى أن فرع هيئة الكتاب ببيروت له تاريخ طويل وممتد يعود إلى حقبة الستينيات من القرن الماضي، ويشهد على تبادل ثقافي مصري – لبناني رفيع المستوى وبصورة متميزة، وعلى نحو عزز من حضور عظماء الفن والثقافة من مصر ولبنان، وهو الأمر الذي كان دافعا لإعادة الزخم إليه مرة أخرى.


ولفتت إلى أنه كانت هناك بعض العقبات الإدارية واللوجيستية أثناء وضع مخطط التطوير وإعادة تأهيل فرع الهيئة في بيروت ، غير أن الوزارة وهيئة الكتلب وجدت تفهما كبيرا من الجانب اللبناني لتجاوز تلك العقبات والمساعدة في تذليلها وتجاوزها، وأعيد تجديد الفرع بصورة كلية وصياغة المكان ثقافيا وإنشائيا.


وقالت: "ما كان يهمنا أيضا هو إدخال نمط جديد في التشغيل والإدارة بما يتناسب وروح العصر الحديث، ودعم اهتمامات مختلف الأجيال، بما يساعد على جذب القراء من كافة الفئات والشرائح العمرية".


وأكدت أن من بين الأولويات في مخطط تجديد الفرع وإعادة تأهيله أن يتحول إلى "مركز ثقافي مصري" بشكل متكامل خاصة في ضوء قوة وتنوع المحتوى المقدم، والذي يشمل كافة مجالات الإنتاج الثقافي المصري الذي يتسم بالثراء الشديد عبر عقود طويلة، إلى جانب الفنون والآداب والتاريخ والفلسفة والسلاسل الشهيرة وأوجه العلوم المختلفة.


وشددت على أنه كان هناك الحرص الشديد على دعم الفرع وإمداده بكل ما يلزم من مقومات النجاح الثقافي ، وأن هذه الاستراتيجية التي تقوم على تنفيذها وزارة الثقافة تأتي في إطار سياسة الرئيس السيسي نحو بناء الإنسان واعتباره حجر الأساس في مشروع التنمية، وإعادة الاعتبار إلى الثقافة المصرية في محيطها العربي لكي تتبوأ مجددا المكانة التي تليق بها وتستحقها.


وأشارت إلى أن فرع هيئة الكتاب في بيروت، يقدم إصدارته بأسعار تنافسية تم وضعها بعد دراسة دقيقة للسوق اللبناني، تشجيعا لنشر الثقافة المصرية، لافتة إلى الاهتمام البالغ بوجود إصدارات المركز القومي للترجمة ومكتبة الأسرة في الفرع، والتي تشتهر بتقديم إصدارات تتسم بالقيمة الفكرية الكبيرة رفيعة المستوى بأسعار زهيدة للغاية، فضلا عن إصدارات دور النشر المختلفة في إطار الحرص على التنوع.


وقالت: "هناك الكثير من الكتب المتنوعة، وضمن المخطط لدعم التأثير الثقافي المصري في لبنان سيتم إمداد الفرع بصورة متوالية بإصدارات حديثة وجديدة أولا بأول، لدعم تواجد فرع الهيئة في بيروت، وحتى يستعيد الفرع قوته وتأثيره على نحو ما كان عليه في فترات ممتدة منذ أن تم تأسيسه في الستينيات".