كاتب سعودي: إذا انتهى أردوغان سقطت قطر وتخلصنا من شرورها

عربي ودولي

أردوغان وتميم
أردوغان وتميم


قال الكاتب السعودي محمد آل الشيخ، إن سقوط إردوغان في تركيا، يعني أن الحروب والأزمات التي تغذيها قطر في العالم العربي ستختنق، وتصبح مشاغباتها في منتهى الضعف، وبالتالي يمكن تطويقها بسياج يضطرها إما الإذعان إلى الرشد وللشروط الثلاثة عشر التي وضعتها دول المقاطعة، وإما تبقى خارج أيّ حسابات إقليمية.

 

وفي مقال له، أوضح الكاتب السعودي أن الغاز القطري كان وبالا وشرا مستطيرا على العرب، مشيرا إلى أنه أشعل فتيل الفتن والاضطرابات في كل أنحاء العالم العربي، غير أن فشل ما أسموه الربيع العربي أصبح حقيقة واقعة.

 

وتابع: "في الاتجاه نفسه تنبه العرب أن هذه الثورات التي مولها هذا الغاز، كانت سببا لكل الحروب الأهلية التي ما زالت بعضها تستعر، سواء في سوريا، أو ليبيا، أو اليمن، إلا أن هناك نقطة في غاية الجوهرية والأهمية، وهي الدور التركي الإردوغاني المحوري الذي وقف بقوة مساندا دويلة قطر".

 

وأكد آل الشيخ أن سقوط إردوغان المتوقع، سيضعف ممارسات قطر المجنونة في محاولتها المستميتة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ثورات الربيع العربي، الذي صرفت عليه ملايين الدولارات إذا لم تكن المليارات، وعادت منه بخفي حنين.

 

وأضاف: "لهذا فإن إسقاطإردوغان من عرشه في تركيا، والعمل على محاربته، بجب أن يكون للعرب بمثابة الأولوية الجوهرية التي لا يتقدم عليها أيّ أولوية، لأن سقوطه يعني أن أمر الفتن والحروب الأهلية والاضطرابات الأمنية قد انتهت وحُسم أمرها.. أما دويلة قطر وثرواتها، فإنها ستجد نفسها دون إردوغان، كالقشة الصغيرة التي تتلاعب بها الرياح، فلا يقر لها قرار".

 

وأشار إلى أن فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري ببلدية إسطنبول هو بمثابة تغيرات يجب أن نستثمرها ونستفيد منها ونوظفها في محاصرة إردوغان بكل قوة، لا سيما أن بلدية هذه المدينة بمثابة تركيا ككل.

 

وبين: "كما يقول إردوغان نفسه: "من يفوز بإسطنبول فإنه يفوز بتركيا"، لا سيما أن إردوغان بعد خسارته لإسطنبول بدأ يدب الشقاق والخلافات والتجاذبات بين أعضاء حزبه، أضف إلى ذلك أنه أدخل تركيا في علاقات وتحالفات ستنعكس دون أيّ شك على قيمة الليرة التركية انعكاساً سلبياً".

 

وتشير أغلب التقارير إلى أن الشعب التركي، خاصة الشباب منهم، بدأ يقف من إردوغان موقفاً متحفظاً، بعد أن تكاثرت أخطاؤه؛ ولعل أهمها موقفه (الاستبدادي) تجاه كثير من المناوئين والنافذين له خاصة في المؤسسة العسكرية وأيضاً سلك القضاء وتقييده لوسائل الإعلام ولحرية الصحف، بشكل لم تعرف له تركيا مثيلاً فلم تعد تسمع إلا صوت إردوغان، والجميع يكرس سلطاته القمعية. كل هذه العوامل تضافرت وجعلت الناخب التركي يُعيد النظر في هذا الرئيس الذي يبدو أنه يسعى لأن يحوّل تركيا إلى ديكتاتورية عثمانية قمعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والقضاء على منجزات أتاتورك الذي يراه الأتراك في محل أب لهم.

 

ولفت إلى أن رغم هذه الضربات المتلاحقة الواحدة تلو الأخرى، إلا أنه ما زال مستمرا في مغامراته، ولعل آخرها إقحام تركيا في مناكفة قبرص في التنقيب عن الغاز ما أثار عليه الاتحاد الأوروبي، وكذلك تدخلاته في الحرب الأهلية المستعرة في ليبيا، رغم أن تركيا لا مصلحة لها في هذا الإقحام، وأوضاع تركيا الاقتصادية المهترئة تحملها أعباء إضافة لما تعانيه من أعباء، والسبب في كل ذلك أيديولوجيته التي تملي عليه نصرة جماعة الإخوان المسلمين هناك.

 

واختتم آل الشيخ مقاله قائلا إنه بسقوط إردوغان فإن جماعة الإخوان، ستنتهي حكما إلى ما انتهت إليه فرقة الخوارج في التاريخ الإسلامي.