لماذا أصبح مستقبل "أردوغان" في خطر؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أصبح مستقبل أردوغان في خطر من كل جهات حيث خسر حزب أردوغان منصب عمدة اسطنبول، كما يواجه الحزب حالة انشقاقات واسعة بسبب رفض أعضاء الحزب لسياسة أردوغان، بالإضافة إلى موجة غلاء أسعار وتراجع الليرة التركية وركزد اقتصادي، واحتمالات وقوع عقوبات أمريكية بسبب منظومة الصواريخ الجديدة التي حصلت عليها تركيا .

 

عمدة اسطنبول

 

خسر بن علي يلدريم مرشح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الانتخابات المعادة لرئاسة بلدية اسطنبول، المدينة الأكبر سكانيا، الأمر الذي قد يكون علامة على انحدار أردوغان سياسيا.

 

ويقول معارضو أردوغان، إن مثل هذه الخسارة علامة على "أفول نجم الرئيس الذي لا يقهر"، وأن ذلك "بداية نهاية" حكمه الذي استمر أكثر من 15 عاما للبلاد.

 

وبينما اكتسب الرئيس التركي سلطات واسعة في ظل نظام رئاسي جديد، سيطر من خلاله على جميع أدوات السلطة، فقد أبقى هناك درجة من الديمقراطية، سعى من خلالها لإضفاء الشرعية على حكمه من خلال صندوق الاقتراع، ليؤكد للمواطنين نزاهة الانتخاب.

 

لكن نتيجة التصويت اليوم على رئاسة بلدية اسطنبول، أظهرت أن شعبية أردوغان في هذه المدينة، والتي استمدت قوتها إلى حد كبير من الخدمات المقدمة لسكانها، قد تضاءلت خلال السنوات الأخيرة، مع توقف طفرة البناء وتراجع الاقتصاد إلى درجة الركود.

 

انشقاق الحزب

 

تناقلت وسائل إعلام تركية مؤخرا أنباء عن استعداد شخصيات بارزة بحزب العدالة والتنمية الحاكم لتشكيل أحزاب جديدة وسط إشاعات عن وجود انشقاقات بصفوف الحزب طفت للسطح بعد انتخابات اسطنبول.

 

أوردت صحيفة "خبرلر" التركية، ومجلة "شبيغل" الألمانية عن كمال أوزتورك المدير السابق لوكالة الأناضول للأنباء قوله مؤخرا إن علي باباجان، نائب رئيس الوزراء التركي السابق، التقى أردوغان قبيل انتخابات اسطنبول ومنحه تقريرا شاملا، تحدث فيه عن المشاكل التي يواجهها الحزب الحاكم في تركيا.

 

وأكد باباجان نيته مغادرة الحزب في القريب العاجل ورغبته في تشكيل حزب جديد، الأمر الذي اعتبره كثيرون ضربة قوية لأردوغان، باعتبار باباجان من مؤسسي هذا الحزب.

 

ولا يتوقف الأمر على باباجان، إذ تناقلت وسائل الإعلام، ومنها موقع "خبر ترك"، و"ترك برس"، أن وزير الخارجية السابق، داوود أوغلو، والوزير السابق، محمد شمشك، والرئيس التركي السابق، عبد الله غل، من المرجح أن يشكلوا حزبا جديدا أو أكثر من حزب.

 

الركود الاقتصادي

 

دخلت تركيا مرحلة الركود الاقتصادي للمرة الأولى منذ عام 2009، بحسب بيانات نشرت، في مارس 2019، ما يشكل خبرا سيئا للحكومة، وتقلص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3 % بالربع الأخير من عام 2018 مقارنة مع العام 2017، بحسب المكتب الوطني للإحصاءات، وبنسبة 2.4 %  في الربع السابق.

 

وفي الربع الثالث من 2018، كان الناتج المحلي الإجمالي قد تقلص بنسبة 1.1 %، وهذا يعني أن تركيا دخلت في مرحلة من الركود الاقتصادي للمرة الأولى منذ عام 2009، ويعرّف الركود بأنه تراجع الناتج المحلي الإجمالي لربعين متتاليين، في حين بلغ النمو عام 2018 نسبة 2.6 % ، مقابل 7.4 % سنة 2017.

 

ويعود هذا الركود بدرجة كبيرة إلى تضخم كبير شهده الاقتصاد على خلفية أزمة الليرة التركية في أغسطس الماضي نتيجة التوتر الدبلوماسي بين أنقرة وواشنطن، فضلا عن عدم ثقة الأسواق بالسياسات الاقتصادية، التي تعتمدها السلطات في أنقرة.

 

وخسرت الليرة التركية عام 2018 ما نسبته 30 % من قيمتها، لكنها استقرت منذ بداية العام الحالي.

 

عقوبات أمريكية

 

قال مسئولون أمريكيون، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ما زالت تخطط لفرض عقوبات على تركيا وإنهاء مشاركتها في برنامج مهم خاص بطائرات حربية مقاتلة إن هي حصلت على أنظمة دفاع جوي روسية، رغم تأكيدات الرئيس التركي بعدم حدوث ذلك.

 

لكن مسئولين بالحكومة الأمريكية أبلغوا رويترز أن الإدارة تعتزم، حتى الآن على الأقل، فرض عقوبات على تركيا وإنهاء مشاركتها ببرنامج الطائرة المقاتلة إف-35 إذا تسلمت نظام إس-400 الروسي كما هو متوقع.

 

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "أكدت الولايات المتحدة دوما وبوضوح أنه إذا واصلت تركيا عملية شراء نظام إس-400 فإنها ستواجه عواقب حقيقية وسلبية للغاية منها تعليق المشتريات والمشاركة الصناعية في برنامج إف-35 والتعرض لعقوبات بموجب قانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة باستخدام العقوبات".