مجلس الوزراء وجامعة الإمام ومطار الرياض شواهد على دقة العمالة الكورية

عربي ودولي

بوابة الفجر


يتذكر الجيل الأول خاصة في فترة الثمانينيات والتسعينيات، العمالة الكورية التي استفادت من الطفرة السعودية الأولى من الذين شاركوا في أشغال التشييد وعمارة المباني الحكومية بالرياض؛ كمجلس الوزراء وجامعة الإمام ومطار الملك خالد، ناهيك عن مشاريع البناء الأخرى وتمديدات الكهرباء وكابلات الهواتف الأرضية والبنية التحتية، التي قاومت كل الظروف؛ وذلك لدقة وصلابة التنفيذ، واستفاد الاقتصاد الكوري من حوالات عمالته التي كانت تأتي للسعودية حتى تصدّرت قوائم الأيادي العاملة في قطاع المقاولات بتلك الفترة التي كانت تعيش فيها السعودية نقلتها الأولى، حتى أصبحت كوريا اليوم إحدى أبرز الدول الاقتصادية في الصناعة وثامن شريك تجاري للسعودية.

ومع حديث ولي العهد أثناء زيارته الأولى هناك وقوله: "أن المملكة لديها تجربة رائعة جدًا مع كوريا الجنوبية في السابق، ونريد أن نكررها بشكل أكبر وأفضل لمصلحة بلدينا"؛ إشارة واضحة لما تمثله التجربة الكورية في تلك الحقبة من تحول تنموي تاريخي للسعودية، ولما عُرف عن الأيادي الكورية من دقة وانضباط ومخرجات للمشاريع بشكلٍ أفضل، حتى بقيت أعمالهم الشاهقة والصلبة المنتشرة بالرياض وبعض المدن شاهدًا على إتقان العمل.

وذكر سعيد الوهابي: "بين العامين 1974 - 1984 كانت العمالة الكورية رقم 3 في السعودية؛ حيث عمل 720 ألف كوري في السعودية في مشاريع وصلت قيمتها 600 مليار ريال؛ جيل كوري كامل استفاد من الطفرة الأولى وبنوا مشاريع بنى تحتية كبرى مثل جامعة الإمام ومطار الرياض وميناء الجبيل ومجلس الوزراء، والعديد من الطرق".

وأضاف: "كانت العمالة الكورية رخيصة وكانت مشاريع الشركات الكورية بالسعودية تمثل 62% من مشاريع التعمير خارج كوريا؛ وهو ما كان يمثل 20% من ميزانية السعودية لتنمية شركات مثل هيونداي لم يكن لها أن تكون بهذا الحجم لولا تلك المشاريع، اليوم سيارة من كل 3 سيارات يملكها السعوديون هي سيارة كورية".

وذكر تركي الدخيل السفير السعودي في الإمارات: "تصريح سمو ولي العهد برغبة ⁧السعودية⁩ تكرار التعاون مع ⁧كوريا⁩؛ إشارة إلى مساهمة الشركات الكورية بعملية البناء في ⁧السعودية⁩ بالثمانينيات بنجاح؛ من يتذكر العمالة الكورية يصفها بالالتزام والأدب. المفاجئ لي أن العمال من أفراد الجيش استخدموا من الشركات بعد الحرب".

ودوّن محمد المرعشي: "كانت العمالة الكورية الجنوبية في جدة كبيرة لدرجة أن اتحاد المسلمين الكوريين قام في العام 1978 بافتتاح مركز إسلامي لتوجيه العمالة الكورية التي ترغب التعرف على الإسلام، وأسلم في ذلك الوقت أكثر من 8800 عامل كوري في جدة فقط".