تنسيقات حوثية إخوانية عسكرية لاستفحال الصراع في اليمن

السعودية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


اعتبر سياسيون يمنيون أن ارتفاع الضجيج لحملات حزب الإخوان في اليمن، التي تدار من خارج البلاد، ليس بعيد عن ممارسات مليشيا الحوثي الإيرانية. 

ويشير الخبراء إلى أن الإخوان سعوا لتحجيم دور التحالف العربي وتشويه الإمارات منذ نجاحاتها في الجنوب والساحل الغربي للبلاد مقابل تخاذلها في الجبهات.

رغم ذلك لا تزال أصابع تنظيم الحمدين الإرهابي الحاكم في قطر، تتورط في أعمال الشغب والتخريب التي شهدتها محافظات اليمن، لاسيما في عدن، بهدف إرباك المشهد، من خلال تحركات مشبوهة لجماعة الإخوان وأذناب الدوحة في المناطق المحررة.

وأحبطت توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي قبل أيام، مخططا إخوانيا لإثارة الفوضى في عدن العاصمة المؤقتة، بعد حملات أطلقها تنظيم الإخوان المسلمين الموالي لقطر ضد الأجهزة الأمنية.

تقارير إخبارية محلية أكدت أن نشطاء من الإخوان أطلقوا حملات إعلامية لاثارة الفوضى وتشتيت تركيز قوات المقاومة، والعمالقة والألوية، والحزام الأمني التي تقاتل الميليشيات على حدود محافظة الضالع للسماح للميليشيات بإعادة ترتيب أوضاعها وتعويض خسائرها البشرية التي تكبدتها خلال الفترة الماضية.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن الرئيس عبدربه منصور هادي أجرى مساء الأحد، اتصالا هاتفيا بنائب رئيس الحكومة وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، للوقوف على الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة بما يهدف لتعزيز الأمن واستتبابه، وتوحيد الجهود والصفوف والحفاظ على وحدة النسيج المجتمعي وتعزيز روح المقاومة وتسخير كافة الامكانيات والجهود لمواجهة العدو المتربص بالشعب اليمني في كل منطقة وموقع من الميليشيات الحوثية الإيرانية.

ووجه هادي وزير الداخلية بالتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية ذات العلاقة، وبتكاتف أبناء المحافظات المحررة، لتوحيد الإمكانات لمواجهة الميلشيات الحوثية الإيرانية ومن يساندها، لافتا إلى ما قدمته عدن، ولحج، وأبين، والضالع، وتعز، وباقي المحافظات من تضحيات جسيمة في سبيل ذلك وبسط نفوذ الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين والاهتمام باحتياجاتهم ومعيشتهم اليومية.

وأوضح المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم: "من الطبيعي عندما يخسر العدو وأحزابه، وتفشل مخططاتهم الإجرامية، تبدأ الماكينة الإعلامية الممولة والتابعة للعدو في نشر وترويج الشائعات الكاذبة وهي من أخطر الحروب المعنوية، لأنها تسمح بانتشار الأوبئة النفسية ممن لديهم عقدة نقص وحقد على الجنوب وأهله ليكونوا أدوات للتحريض ونشر الفتنة تارة عن جهل وأخرى عن قصد".

وفي مارس من عام 2015 نجحت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "خاصة القوات المسلحة الإماراتية"، في إلحاق خسائر فادحة في صفوف الحوثيين بالعاصمة المؤقتة عدن، في معركة انطلقت شرارتها من ساحل "الغدير" باتجاه المطار الدولي الواقع في مديرية خور مكسر، قبل أن يتم السيطرة تماما على المدينة.

لكن أذناب قطر في اليمن، لم ينفكوا عن ممارسة دور الخونة والمرتزقة، إذ عملوا على تشويه جهود قوات التحالف، فرغم ادعاءاتها الزائفة أنها تناصر الشعوب لم تكن عصابة الدوحة يوما مع حق شعب الجنوب في تقرير مصيره، بل تبنت التيار المعادي للشعب ووضعت يدها في يد القتلة والمجرمين في حق شعبنا ولا زالت تدعم الحوثي بالمال والسلاح والإعلام.

وسبق أن أطلق سياسيون وحقوقيون وناشطون يمنيون حملة الكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بمقاضاة دولة قطر دولياً على خلفية تورطها في دعم التنظيمات الإرهابية في اليمن بما فيها ميليشيا الحوثي.

واتهم السياسيون الجنوبيون دولة قطر بالارتباط الوثيق بعمليات الاغتيال التي تشهدها مدينة عدن ووادي حضرموت جنوب اليمن، لافتين إلى الدعم المالي الذي تقدمه لميليشيا الحوثي.

ورغم الفضائح الدولية المتكررة التي كشفت عن تورط تنظيم الحمدين القطري في أعمال التخريب التي تشهدها المحافظات اليمنية، إلا أنه لم يتوقف عن المحاولات المستميتة لتمزيق اليمن وتخريبه، فخرجت عصابة الدوحة بمخطط جديد للتقارب بين أذرع الإرهاب في مدينة المكلا.

كشفت المنظمات المدنية في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، حقيقة الدعوات المشبوهة التي سعت إلى ترويجها بعض العناصر المحلية، من أجل تنفيذ مخطط تخريبي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والجهود التنموية، التي تقدمها دول التحالف العربي لإنعاش الحياة وتطبيع الأوضاع في المدينة.

ونفت منظمات المجتمع المدني في المكلا صلتها بالدعوات المشبوهة، التي يجري تداولها باسمها، من أجل تنفيذ احتجاجات داخل المدينة وتحت مبرر مطالب حقوقية وشعبية ولصالح تنفيذ أجندة سياسية خبيثة، تهدف إلى إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار، الذي تعيشه المدن الساحلية في حضرموت.

وأكدت المنظمات المدنية في بيان صدر عنها أمس، أن هناك جهات سياسية تسعى إلى إثارة الفوضى داخل المكلا وحضرموت مستغلة اسم منظمات المجتمع المدني، لتنفيذ أجندتها المفضوحة في استهداف قيادة السلطة المحلية والأشقاء في التحالف العربي، موضحة أن انتحال اسم منظمات المجتمع المدني يأتي لتمرير نشاط مريب وليس كما يتم الترويج له إعادة فتح مطار الريان الدولي.

وأكد البيان رفض منظمات المجتمع المدني القاطع لعملية تسييس قضية المطالبة بفتح المطار من قبل بعض الأطراف التي لجأت إلى التزوير باسم منظمات المجتمع المدني للدعوة لاحتجاجات ووقفات داخل المكلا من أجل الوصول إلى غايتها وأغراضها المشبوهة المتمثلة في زعزعة الاستقرار وتشويه الدور الكبير للأشقاء في التحالف العربي.

وثمنت منظمات المجتمع المدني دور الأشقاء في التحالف العربي وتحديدا دولة الإمارات العربية المتحدة التي تقف وتساند حضرموت وأبناءها منذ الوهلة الأولى، مشيرة إلى أن منظمات المجتمع المدني تقف إلى جانب السلطة المحلية لإيقاف أي عبث بأمن واستقرار حضرموت.

وكشفت مصادر محلية أن هناك مخططاً تخريبيا يستهدف حضرموت وتحديدا المدن والمديريات الساحلية في مقدمتهم مدينة المكلا عقب الأمن والأمان الذي تعيشه منذ هزيمة تنظيم القاعدة، موضحة أن هناك عناصر تخريبية تريد الخراب لحضرموت من خلال تنفيذهم لأجندة خارجية في المحافظات المحررة والمستقرة وضد التحالف العربي وجهوده التنموية.

وأكدت المصادر أن هناك تورطا قطريا لدعم المخطط التخريبي في المكلا من خلال الترويج المستمر ودعم أعمال الشغب والتخريب التي تشهدها مدن ساحل حضرموت، وتحديدا المكلا، وتوظيف ذلك سياسيا من أجل مهاجمة التحالف العربي وتشويه دوره في تطبيع الأوضاع وتأمين المحافظة من التنظيمات الإرهابية المرتبطة والممولة من الدوحة.

وأضاف أن وسائل إعلامية قطرية وأخرى تمولها شرعت بشن حملة مسعورة وتحريض كبير ضد السلطة المحلية والتحالف العربي، وذلك لإنجاح مخططهم المفضوح والهادف إلى إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار في المكلا وساحل حضرموت.

كما أشارت إلى أن هناك محاولة خبيثة جرى التحضير لها لتحريف المطالب الحقوقية والمشروعة بضرورة سرعة فتح مطار الريان وتوجيه الإساءة للأشقاء في الإمارات التي بذلت جهودا كبيرة خلال الفترة الماضية، لإنجاز مشروع تأهيل المطار تمهيدا لإعادة افتتاحه قريبا.

وتواصل قطر بالتعاون مع الملالي مخططاتها الإجرامية والتخريبية في اليمن، لتعزز من نهجها المعتاد في تقويض أمن دول المنطقة، ولتهيئة الطريق للتمدد الإيراني، ولتحقيق هذا الهدف جعلت غايتها تعزيز سلطة ميليشيات الحوثي، لكن يبدو أن الدفة اليمنية أصبحت تقود في عكس التيار القطري، في انتظار استعادة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي السيطرة على اليمن مجددا.