د.حماد عبدالله يكتب: موقع " القدس " المعقَّدْ !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية



سبق لي زيارة مدينة القدس الشريف ، وتأملت في عدة ساعات قَضَيتهُاَ بين عناصر تلك المدينة المقدسة ، حيث تراكمت الحقبات الزمنية وماحملته من عبق التاريخ وكذلك الإديان فوق بعضها ، وهذا هو التعبير القريب جداً من الواقع علي الأرض اليوم حيث حائط المبكي ( اليهودي المقدس ) هو الحائط الغربي أسفل تجمع المسجد الأقصي وقبة الصخرة ، وعلي يسارها بعدة أمتار الكنيسة ( الخالده )وهي موقع السيد المسيح عليه السلام وهو المقدس لدي مسيحي العالم كله – أي أن ثلاث مواقع دينية مقدسة  سواء لليهود أو للمسيحين أو للمسلمين ، تقع جميعها في أقل من خمسمائة متر مربع ، ولا يمكن الفصل بينهما بمعجزة من معجزات التخطيط العمراني !!.
وحينما تأملت كيفية الوصول إلي أتفاق طرفي النزاع في هذه البقعه المقدسة من الجميع ، ( الفلسطنيين ) أصحاب تلك الأرض وأصحاب القرار السياسي عليها قبل 1948 ، وكذلك 1967 ، إلا أن التاريخ القديم جداً جداً ، الذي يتمسك به الطرف الثاني وهم ( ليهود ) ، تحت الأسم العنصري ( إسرائيل ) بأن تلك الأراضي تعود إليهم قبل ألفي عام ، أي ما قبل الميلاد ، وحيث أن الأتفاق علي مايرضي الطرفين أصبح في حساب اللامعقول ، واللا محقق كما يتبدي لي في ظل تلك الأحداث  الجارية والأوضاع القائمة ، للقوى العالمية المتحكمة في الموقف السياسي الدولي , إلا أن من جانب أخر بحثت عن منطق يمكن أن يقرب ما بين الطرفين حتى ولو نظرياً من وجهة نظري المتواضعة !! 





فوجدت أن تلك المنطقة (القدس) , هي مدينة كل العالم , هي مدينة الأقباط واليهود والمسلمون معاُ , ولكن المشلكة هي إدارة هذه المنطقة وخضوعها لكونها عاصمة لإحداهما ( فلسطين أو إسرائيل ) وفي الواقع النظري , فإن إدارة هذه البلدة دولياً , مع سيطرة على المناطق الدينية لأطراف القضية – حيث الفلسطينون هم ممثلي الديانتين الإسلامية والمسيحية , أما ذلك الطرف الثاني المنادي (بيهودية) دولته ، فله ذلك الجزء من المدينة (حائط المبكي)  وهو أيضاً عملياً لا يمكن تطبيقه , ولعل الفكرة الجبارة التي أثارها الرئيس الأسبق الراحل" معمر القذافي " حينما خرج على المجتمع الدولي بدولة ( إسراطين) جامعاً للدولتين في دولة واحده مشبهاً بذلك دولة جنوب أفريقيا ، إلا أن ذلك لم يترتب عليه أي أتفاق أو موافقة من أحد الأطراف المشتركة في مشكلة المنطقة ، ولكنها كانت أيضاً مجرد فكرة ، مع أن مشكلة أفريقيا والعنصرية التي كانت سائدة تحت حكم ( ديكليرك ) ووجود ( مانديلا ) في الجانب الأخر 
( بالسجون ) ، لا يمكن أن تقارن بما هو واقع في أرض القدس الشريف ، ولكن مازال موقع القدس والمدينة هو الأكثر تعقيداً في مجريات الأحداث السياسية القائمة اليوم وغداً ..!!