جمال عبدالحميد يكتب : منتخب مدغشقر .. عاشت الأسامي

ركن القراء

منتخب مدغشقر
منتخب مدغشقر


يعاني معظم متابعي كرة القدم من صعوبة قراءة أسماء اللاعبين التي تتكون من عدد كبير من الحروف ويتعثر نطقها وتضع بعض الأسماء، المعلقين والمحلليين الذين يتعاملون مع الأسماء بشكل كبير في في مواقف محرجة وهناك أكثر من دولة مشهورة بإنجاب لاعبين أصحاب أسماء صعبة في النطق والكتابة أشهرها اليونان وهولندا وبولندا وعلى صعيد افريقيا تعد مدغشقر هى الدولة صاحبة الأسماء الأصعب في القارة السمراء 
تختلف مدغشقرعن أي دولة آخرى داخل القارة الافريقية السمراء على صعيد اسماء مواطنيها وسكانها الذين يطلق عليهم الملجاشيين وهم ينتمون الى 18 قبيلة ومن المجموعات العرقية الرئيسية في مدغشقر المالو- الإندونيسية التي يُطلق عليها ( ميرنا ) او المريناس وهي المجموعة المسيطرة على الحياة الثقافية والسياسية في مدغشقر، وبيتسيميزاراكا، وساكالافا، وتسيميهيتي، وأنتايزاكا، ومجموعات من أصول عربية، والإفريقية والماليزية الإندونيسية وكارانا وهم من أصل هندي -باكستاني، وهناك سكان فرنسيون وكومار وكريول
عندما تاهل منتخب مدغشقر الى نهائيات كاس الامم الافريقية الثانية والثلاثون التى تستضيفها مصر فى الفترة من 21 يونيو إلى 19 يوليو كان خبرا سعيدا لابناء الشعب الملجاشى المقدر بحوالى 25 مليون نسمة على عكس بعض العاملين في الإعلام الرياضى وخصوصا المعلقين فى الاذاعة والتليفزيون الذين سيجدون معاناة كبيرة فى نطق الاسماء الصحيحة والسليمة أثناء التعليق على مباريات منتخب مدغشقرفى البطولة حيث يلعب المنتخب الملجاشي الشهير بالجاموس ضمن المجموعة الثانية مع منتخبات نيجيريا وغينيا وبوروندى ومن الاسماء الغريبة  والصعبة فى نطقها للاعبى منتخب مدغشقر والذى يعتمد عليهم فى المشاركة الاولى له فى المونديال الافريقي...توافينا رامبلوسون  - باسكال رزكانانينينا - جان ديودوني راندرياناسولو  - ماركو إيليماريترا  - أندونياينا راكوتوندرازاكا  -  فانيفا إيم أندريسيما  - أندرياميرادو أندرياناريمانانا  - زوتسارا راندريامبولولونا - كارولوس أندرياماتسينورو- 
وتعود اسماء سكان ومواطنى مدغشقر الطويلة الى العهود القديمة والتى تنحدرأغلبها من عرقيات ميرينا التي تقطن العاصمة انتاناناريفو وضواحيها، علاوة على منطقة بيتسيليو الواقعة جنوبي البلاد وطول الاسماء فى مدغشقر يعود بالأساس إلى ارتباط الألقاب التي تطلق على الأطفال بأسماء الأب أو الأم أو الجد أو الجدة على اعتبار أن الاسم هو نتيجة للسوابق واللواحق التي تضاف عليه والملجاشيين يعتقدون بعلم النجوم والأبراج ما يدفعهم إلى اختيار ألقاب نسلهم على هذا الأساس.
وهناك أسماء رؤساء و فنانين ورجال سياسة ومفكرين من ابناء مدعشقر طالما أحرجت كل من حاول لفظها من الأجانب حيث يصعب نطق الأسماء بالنسبة لغير أبناء الجزيرة الكبيرة، بل إنّ ترجمتها أيضا إلى مختلف اللغات يطرح التعقيد نفسه على مستوى الكتابة والنطق، ولعل اسم الرئيس الملجاشي الاسبق ( هيري مارسيال راكوتواريمانانا راجوناريمامبيانينا ) و الذي كان يسمى اختصارا  ( هيري راجوناريمامبيانينا ) من الاسماء الأكثر تعقيدا كونه الأطول على الإطلاق في العالم بـ 44 حرفا وهناك أسماء أخرى حطّمت الرقم القياسي في تاريخ البلاد والعالم، أهمها ( أندريانتسيميتوفيميناندرينديهيبي ) الذي يعني " النبيل الذي لا يضاهيه أحد بين النبلاء " وهو اسم أمير حكم مملكة ميرينا (وسط مدغشقر) من 1650 إلى 1670وكان ملك مدغشقر فى القرن التاسع عشر يدعى ( أندريانامبوينيميريناتومبوكويندريندرا ) ويعني " الأمير الذي وُلد لمملكة ميرينا والذي هو سيدي الحقيقي " أو شقيقه ( أندريانتسيميتوفياميناندرياندرازاكا ) الذي يعني " النبيل الذي لا  يضاهيه أحد بين أشقائه " وبحسب وثيقة بالقسم الملجاشي في معهد اللغات والحضارات الشرقية في العاصمة الفرنسية باريس فاللقب المكون من 31 حرفا يعني ( الأمير الذي لا يشبه بقية الأمراء العظماء ) 
ومع دخول الاستعمار الفرنسي لمدغشقر عام 1896 تم تخفيض الأسماء الطويلة، ليصل الأمر إلى وجود اسماء تتكون من 12 حرفًا فقط وهو الحد الأدنى لحروف الأسماء والتى لم يقتصر الامر على طولها فقط فى البلاد فكل الكلمات الملجاشية تقريبًا طويلة حتى ان الملجاشيين أنفسهم يواجهون في بعض الأحيان صعوبة في قول أسماء أقرانهم. وبالتالي من الشائع أن نسمع اللغة المالاجاشية واللغة الفرنسية في نفس الوقت عند الاستماع إلى أشخاص من مدغشقر يتحدثون مع بعضهم البعض  لتسهيل المناقشة اليومية.