"أكلة تبن في الضل وفسحة تنتظر صاحب نصيبها".. يوم بصحبة خيول السياحة (معايشة)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


على بعد عدة كيلو مترات من منطقة أهرامات الجيزة، تقع منطقة "نزلة السمان" وهي واحدة من المناطق التي عرفت منذ القدم بـ"سياحة الجمال والخيول"، كل شبر بها يحوي جدرانها كثيراً من ذكريات وحكايات "الخيالة والسياح"، يقصدها الجميع من كل حدب وصوب في العالم.

ومع حلول ساعات الليل تغلق المنطقة أبوابها، تظهر الشوارع بحالة من الفراغ والهدوء، تختفي الزبائن وتعود إلى الخيول إلى مستقرها في الإسطبلات، وتختفي معها خزانة الأسرار بما يحمله"عالم الخيل" من ظروف معيشية وبيئية وتربية، لا أحد يعلم ما يجري خلف أبوابها المغلقة.

بمجرد أن تطأ قدماك منطقة "نزلة السمان"، تجد العديد من عربات الخيل والأحصنة يتراص بعضها على أطراف مساحة رملية يحيط بها "سرج"، البعض منها ينتظر زبون ليصطحبه في جولة سياحية، والأخر يلعب ويرقص في الساحة ويتناول طعامه.






مع دقات الساعة السابعة صباحاً، يستيقظ "عم عادل" 37 عاماً،  مرتدياً ملابسه الخاصة المكونة من قميص وبنطلون، ويتجه نحو الإسطبل الخاص به من أجل تجهيز أحصنته للخروج بها للعمل.






تبدأ رحلة "أربعيني" العمر، من مربع صغير يتوسط "إسطبل الخيل" الخاص به، يحتوي على"العلف والتبن"، يحضر منه كميات ويضعها بالخارج من أجل إطعام الأحصنة "بالنسبة ليا الخيل حياتي كلها، ولازم أصحى من النجمة أجهز كل احتياجاتها من أكل وشرب".






وبعد مرحلة الإفطار، تبدأ رحلة تمشيط الخيول وغسلها بالماء "الحصان بنعامله زي البني أدم بالظبط بنحميه يومياً، بنأكله ونشربه، ونسيبه يلعب أو يريح شوية"، ثم تبدأ المرحلة الأخيرة بوضع "السرج" والزينة الخاصة به، و تخرج الخيول لانتظار زبون أو غاوى، طالبا رحلة سياحية لمشاهدة الأهرامات، أو الخروج للتنزه بها.






تبدأ وردية عمل "الخيول السياحية" من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً "رحلات الخيل مختلفة فيه اللي بيقف في الشمس ومتعود عليها وده بيقى الحصان البلدي، وفيه اللي الخيل العربي ده اللي بنعامله معاملة ولاد الذوات وبيفضل في الإسطبل وبيخرج بالطلب".






تختلف تعريفة ركوب الخيول عن بعضها حسب نوع الخيل "الخيل البلدي بيقف طول النهار في الشمس بيستنى صاحب نصيبه، تمن اللفة بيه بتوصل لـ150 جنية أو 200 جنية  في الساعة، وبيشتغل أكتر من رحلة في اليوم، أما الخيل العربي أخره رحلة واحدة وبتتكلف في الساعة من 400 لـ600 جنية".






يتراص العاملون بمجال الخيول برفقة عرباتهم وأمامهم الخيول والجمال لمدة 8 ساعات منتظرين رزقهم "حالياً بيدخل لينا منطقة النزلة من 20 لـ50 نفر في اليوم، وبنفضل واقفين على رجلينا منتظرينهم فيه اللي بيطلب يطلع رحلة للهرم وفيه اللي بياخد جولة، والرزق بيتوزع على الكل من أول المعلم الكبير لحد الصبي".






تقضي الخيول البلدي 8 ساعات خارج الإسطبلات في انتظار الزبون، ولكنها تخضع لنظام رعاية محددة حتى لا تتضرر أجسادهم من حرارة الشمس "الخيل دول ولادنا وأكل عيشنا علشان كده بنراعي ربنا فيهم، بنوقفهم في أماكن فيها ظل وبنحط ليهم ميه، وبنغرق جسمهم كمان كل ساعتين علشان يرطبوا جسمهم".







نسبة الأخطاء وارده في كل عمل، وفي نشاط "سياحة الخيل"، قد يتعرض الحصان للإصابات نتيجة اصطدامه بجدار، أو انقلاب العربة "لما الخيل بينجرح بنداويه ونسيبه في الإسطبل لحد ما يرجع سليم، ويشتغل تاني، لكن لما بينكسر بنحمله في عربية وبنوديه الهيئة البيطرية، وهناك بيداوه ويحطوه في حديقة حيوان، لكن عمرنا ما هنأذي أكل عيشنا" 
تواجه تجارة الخيول السياحية العديد من التحديات مؤخراً، أبرزها قلة الطعام نظراً للارتفاع الشديد في أسعار العلف ما يكلف التاجر أكثرمن 3 آلاف جنيه يومياً، ما أثر على صحة الخيول وكان سبباً في غلاء سعر الرحلة السياحية "الحصان الواحد بيأكل في اليوم 3 كيلو تبن وعلف، بقينا نحط ليه كيلو واحد علشان نوفر ونأكل بقية الأحصنة الموجودة".







تفعيل دور الهيئة العامة للطب البيطري
وفي هذا السياق، طالبت دينا ذو الفقار ناشطة في مجال حقوق الحيوان، بتفعيل دور الهيئة العامة للطب البيطري لأن الهيئة تملك وحدها "سلطة الضبطية القضائية" ولاتملك الجميعات الرفق بالحيوان أي ضبطية قضائية .

وأضافت ذو الفقار لـ"الفجر"، أن هيئة تملك وحدة خاصة للرفق بالحيوان، ويقصر دور أعضائها علي المشاركة في المؤتمرات العلمية خارج مصر بدون نشاط قوي علي الأرض، موضحة أن قانون وزارة الزراعة يعاقب بالحبس كل شخص يعذب حيوان او أزهق روح حيوان بغرض الأذى.

وحدة الرفق بالحيوان
وفي سياق متصل، قال الدكتور حسن شفيق نائب رئيس الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة سابقا لـ"الفجر"، إن الهيئة بها أكثر من وحدة لدعم الحيوان ووحدة علاجية ووحدة الرفق بالحيوان، كما أن الهيئة خصصت خط ساخن لتلقي شكاوي المواطنين عن حالات تعذيب الحيوانات.

لجنة الزراعة بالبرلمان تهتم بحقوق الحيوان
ومن جانبه ذكر النائب برديس سيف الدين عمران عضو لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي والثروة الحيوانية بمجلس النواب، إن مصر ليس بها أي انتهاك لحقوق الحيوان بالعكس هناك اهتمام بتربية الحيوانات الآليفة مثل الكلاب والقطط، وينفق عليها أصحابها مبالغ كبيرة في الطعام والعلاج.

وعن ما يتردد عن "تعذيب حيوانات السياحة، قال: "تصرف مستحيل، والفيلم الذي يروج له البعض كاذب لأنه ليس من المعقول أن يعذب صاحب الحيوان مصدر رزقه الراجل جايب الحيوان بفلوس، وتعذيبه وموته يخسر صاحب الإسطبل، ومن مصلحة صاحب الحيوان علاج وتغذية الحيوان للحصول على أفضل إنتاجية". 

وأضاف سيف الدين لـ"الفجر"، أن لجنة الزراعة بالبرلمان تهتم بحقوق الحيوان، ولا تحتاج مصر لقانون صارم لمعاقبة من يسئ للحيوان لان الرحمة بالحيوان منصوص عليها في القران والكتب المقدسة.