"نغم".. حكاية طفلة مريضة بالقلب عذبها زوج أمها حتى الموت ببولاق الدكرور

حوادث

بوابة الفجر


"أم بقلب حجر".. لم توجد رحمة في قلبها، كل سيدة تتمنى بأن ترزق بابنة لتكون عزوتها في دنيتها، ولكن اختل توازن الدنيا، عندما تقوم سيدة بأن تنكر جريمة زوجها في قتل طفلتها الوحيدة ذو الـ4 أعوام.

"نغم"، مثلها مثل بقية الأطفال تلعب وتلهو ، وحينما يشد عليها البكاء والتعب، تريد الرحمة والحنية والحضن الذي يحتوي هذا الألم والتعب، استيقظ أهالي بولاق الدكرور في اليوم المشؤوم، على جريمة بشعة، بتعذيب وقتل طفلة بريئة، لم تكن تعرف الطفل أن هذا مصيرها على أيدي زوج والدتها بعد انفصالها عن والدها.

انتقلت "الفجر"، لمكان الحادث، لكشف الجانب الحقيقي من الرواية التي لا يعلمها أحد، وكيف قُتلت الطفلة البريئة على أيدى هذا الرجل بمساعدة والدتها.

"كان بيشرب مخدرات".. والطفلة مريضة بالقلب
"حسبي الله ونعم الوكيل".. كانت بداية كلام "م.ى" أحد جيران المنطقة، قائلاً، أنه طفلة بريئة لا يكون لها ذنب لتموت بهذه الوحشية، كان "محمد" والشهير برضا، متزوج من "أفكار"، من حوالي سنتين وكان لديها 3 بنات من زوجها المتوفي السابق "نغم" كانت الطفلة الوسطي ، وهي "مريضة بالقلب" وتكبرها بنت أخرى وتصغرها بنت أخرى، مضيفًا أن "محمد"، لديه إبنه من تلك المرأة عمرها حوالي سنة وشوية، وكانو دائمين التواجد بمنزل والده، يأتي بزوجته وأولاده  بعد العصر بالعربية التي يمتلكوها، يتركها ويذهب لعمله ، ويأتي مرة أخرى في المساء ليأخذها ليذهبوا لمحل سكنهم، وكان هذا بصفة مستمرة، نافيًا ماقيل في المنطقة من الجيرا أن أهل "محمد" لن يرضوا على تلك الزيجة.

"كان دائم الشجار مع الزوجة لبيع العربية"
وتابع أحد الجيران حديثه لـ"الفجر"، أن "محمد" قبل زواجه من تلك المرأة ، كان متزوج من إمرأة أخرى وهي قريبته، ولكن لن ينعم عليهم الله بالخلفه، لذلك كان السبب في أن يتزوج من إمرأة أخرى، مشيرًا أنه قبل زواجه كان لديه محل بالمنطقة ويعمل "مكوجي"، ولكن عندما تزوج من "أفكار"، عمل "سائقًا" على العربية التي تمتلكها تلك الزوجة بعد وفاة زوجها السابق، مضيفًا أنه كانت ترزق من تلك العربية، نافيًا ماقيل أن تلك العربية  ملكًا لـ"محمد".

"كان يشرب أنواع كثيرة من المخدرات"، كانت تلك الجملة بداية لمعرفة الحقيقة ، وحل اللغز لماذا هذا الرجل يضرب تلك الطفلة، "المخدرات لحست دماغه"، أنهى تلك الشاب كلامه مستغفرًا الله على ماحدث لتلك الطفلة البريئة، قائلاً، كان "محمد" يشرب أنواع كثيرة من المخدرات، وكان دائم الضرب في الطفلة بأساليب شتى من بينهم" أن يحرق السيجار بجسمها.. والضرب العصا والخرطوم.. وأساليب أخرى أدت لإنهاء حياة الطفلة، مضيفًا، أنه أيضًا كان يضرب الزوجة، وكل ذلك نتيجة لآثار المخدرات.

وتابع أحد الجيران كلامه لـ"الفجر"، أن "محمد" دائم الشجار مع زوجته، بسبب العربية التي تمتلكها من زوجها السابق ويعمل عليها "سائق"، ليرزقوا منها، لأنه كان مُصر دائمًا على بيع تلك العربية، لأسباب أخرى، وفي كل مرة كانت ترفض تلك المرأة لأنها رزق لأولادها، مما يعلو الشجار حتى يصل للضرب  فيها وفي أولادها والسب .

كانت رائحة الدم تنتشر في كل مكان
علامات دهشة واستغراب في نظرات الجيران، الذين لم يصدقوا حتى تلك اللحظة كيف وقع هذا، ومالذى حدث لتموت تلك الطفلة البريئة، فقال "م.س"،أحد جيران المتهم بالقضية، كنا نرى تلك الطفلة بشكل مستمر مع أخواتها، عندما تأتي لمنزل والد المتهم ويدعى "محمد.ع" الشهير بـ"رضا"، هو وزوجته ليقضوا اليوم، حتى يأتي الزوج ليلاً لياخذهم، ليذهبول لمكان سكنهم، مشيرًا أنه كان يعمل"سائق" على عربية سوزكي فان.
في عصر يوم الأثنين الماضي الموافق 12 يونيو، امتلأ الشارع بعربات الشرطة  ثم عربية الإسعاف لنقل تلك الطفلة من منزل والد المتهم، وفي منظر لم ينساه أهالي المنطقة كانت رائحة الدم تنتشر في كل مكان مشيرًا أنها كانت رائحة قوية.

وواصل أحد الجيران، حديثة لـ"الفجر"، أن "محمد" تزوج من تلك المرأة من حوالي سنتين، وكانت الزوجة لديها 3 بنات، كانت "نغم" تُعد الطفلة الوسطى لدى أخواتها من زوجها السابق المتوفي، متايعًا أن "محمد" لديه إبنه من تلك الزوجة عمرها حوالي سنة، بالإضافة أنها حامل في إبنه الثاني.

اختلاق قصة غريبة..سقوط الطفلة من السلم..والسلم ضيق
وبين نظرات الحزن والإستغراب التي تملأ أهالي الشارع، تحدث"م.ز" أحد الجيران لـ"الفجر"، قائلاً، أن أهل المتهم "محمد" معروفين بالمنطقة أنهم على خلق حسنة وسكنوا بالمنطقة منذ  زمن بعيد من حوالي عام 1973، قدموا من محافظة سوهاج ليستقروا بمنطقة بولاق الدكرور، ومنذ تواجدهم بالمنطقة لم نسمع أي كلام سئ عنهم.

وتابع أحد الجيران كلامه لـ"الفجر"، أنه في يوم الواقعة اختلقوا قصة غريبة لم يصدقها أهالي الشارع، أن تلك الطفلة "نغم"، سقطت من على سلم منزل والده، مستغربًا أن السلم ضيق جدًا، مشيرًا أنهم يقطنوا في الدور الأول، متسائلاً، كيف سقطت تلك الطفة من الدور الأول وبجسمها آثار وكدمات وتعذيب، هل وقوعها من هذا السلم الضيق يحدث لها كل ذلك، مشيرًا أن المتهم وزوجته، يقطنوا بمنطقة ناهيا ، وهي أحدى القرى التابعة لمركز كرداسة.

رأيت بعيني الكدمات وآثار التعذيب بجسد الطفلة البريئة
وعلى النقيض كانت هناك قصة أخرى، عندما تحدث"س.ر"، لـ"الفجر"، قائلاً،  وهو أحد مشاهدى اللحظات الأخيرة لتلك الطفلة، في يوم الواقعة حملت الطفلة بأيدى لعربية الإسعاف، مشيرًا أنني كنت متواجد وقت معاينة الطب الشرعي، مؤكدًا أن الطفلة بالفعل بها إصابات وكدمات وآثار تعذيب بجسدها.

وأكمل حديثة، قائلاً، أن "محمد" وزوجته يوم الواقعة، أتوا بالطفلة "نغم"، من مكان سكنهم، لأن وقت وفاتها لم يوجد بالمكان الذي يقطنوا به مستشفى، وكانت حالة الطفلة تحتاج على الفور مسشتفى، وعلامات استفهام أنهى كلامه بالترحم على تلك الطفلة التي لم تلحق بأخذ فرصة من هذه الحياة.

وكانت بداية الواقعة، عندما اشتد البكاء والتعب على الطفلة "نغم" بسبب تبولها اللارادي، فبدل أن يحن عليها زوج والدتها"محمد" ويحاول تهدئتها، قام عليها بالضرب المبرح في جسدها الهزيل الذي لا حول له ولاقوة، حتى تكف عن البكاء، ولكن هنا كانت البداية، لم يسيطر الزوج على نفسه فلم يشعر فارقت الطفلة الحياة.

جاءت والدتها"أفكار" تبلغ من العمر ال30 عامًا، عندما فوجئت بتعذيب وموت ابنتها الوحيدة، نتيجة لبكائها الذي لم يتحمله الزوج، ولكن هنا المفاجئة عندما اشتركت الزوجة مع زوجها لإخفاء الحقيقة، بعد أن اتفق المتهم مع زوجته على تقديم بلاغ والإدعاء بأن ابنتها فارقت الحياة عقب سقوطها على سلم المنزل، إلا أنه بالكشف الطبي عليها تبين وجود شبهة جنائية، وبإجراء الفحص ومناظرة الجثة تبين عدم تناسب الإصابات مع البلاغ وتبدو أنها آثار تعذيب.

وبسؤال والده الطفلة وزوجها، أنكروا وأصروا على سقوط الطفلة من على سلم المنزل، ولكن بتضييق الخناق عليهم، أقرت السيدة بتعذيب طفلته على أيدى زوجها حتى فارقت الحياة، بسبب تبولها على نفسها، مضيفة قررنا تقديم بلاغ أن الابنه فارقت الحياة بسبب سقوطها على السلم خشية من المسائلة القانونية.

وقرر قاضي المعاضات، بمحكمة جنوب الجيزة، بتجديد حبس المتهم "محمد"، بتهمة القتل العمد، 15 يوم على ذمة التحقيقات،  وقد أمرت النيابة، في وقت سابق بحبسه 4 أيام،  وانتداب الطب الشرعى لتشريح جثة الطفلة نغم تبلغ من العمر 4 أعوام، التي عذبت على أيدى زوج والدتها بسبب بكائها وتبولها اللارادي،  وبيان ما بها من إصابات وتحديد سبب الوفاة فيما قررت التصريح بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية، بالإضافة إلى طلب تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة.

كان بلاغ ورد لضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، من غرفة النجدة، بمقتل طفلة 4 سنوات، وعلى الفور تم تشكيل قوة من مباحث القسم، والانتقال إلى مكان الواقعة تبين وجود جثة الطفلة وبها آثار ضرب وكدمات في أماكن متفرقة من جسدها.

وبعمل التحريات تبين أن وراء الواقعة زوج والدة الطفلة، حيث تعدى عليها بالضرب حتى الموت، وتمكنت القوات من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بالواقعة وتحرر المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيق.