خبراء عن لقاء "روحاني" بـ"تميم": إيران تستهدف شق الصف الخليجي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


التقي الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمير قطر تميم بن حمد، على هامش المؤتمر الخامس للتفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا أو ما يُعرف بـ"سيكا"، وقد أثار اللقاءتساؤلات عديدة، وخاصة في هذا التوقيت بعد ضرب إيران لناقلات النفط في الخليج واتهامات أمريكية وبريطانية بتورط إيران في أعمال إرهابية في منطقة الشرق الأوسط .

علاقات أخوية 
وقال روحاني وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: "العلاقات بين إيران وقطر أخوية وقائمة على الصداقة وهي تصب في مصلحة دول المنطقة، توجد طاقات وفيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين أكثر فأكثر؛ مؤكدا ضرورة توظيف هذه الطاقات في سياق مصالح شعبي البلدين".

وأضاف روحاني: "تعزيز التعاون والمشاورات الثنائية ومتعددة الأطراف هي الحل الوحيد للحد من الخلافات وتسوية المشاكل الإقليمية؛ وأن إيران مستعدة دوما للتعاون في هذا المجال، توطيد العلاقات مع الدول الجارة والصديقة لا سيما قطر، تعد من الأولويات والأسس الثابتة للسياسة الخارجية الإيرانية".

موقف عدائي مشترك
من جانبه، قال الدكتور محمد السعيد ادريس متخصص في الشأن الإيراني السياسي "للفجر"، إن إيران قدمت معونات مادية وغذائية لقطر وقت المقاطعة الخليجية حيث كانت تعتمد قطر علي الطعام الذي ياتي عن طريق الأراضي السعودية وانتهي ذلك وقت المقاطعة.

أضاف ادريس، أن العلاقات الإيرانية القطرية قائمة علي موقف العدائي المشترك ضد السعودية والامارات والبحرين بالتالي هي علاقة مصلحة المشتركة ، موضحا أن إيران وقطر يشهدان تقارب سياسي في المواقف من دول المنطقة.

وأكد ادريس، أن إيران نجحت في كسب حليف خليجي هو قطر، كما نجحت في بناء موقف متوازن مع عمان وعلاقة محايدة مع الكويت ، مضيفا أن  إيران نجحت في خلق موقف غير موحد في الخليج .

صعوبة الحرب 
أوضح ادريس، أن إيران ليست بحاجة لانشاء قاعدة عسكرية في قطر لانها دولة قريبة من سواحل الخليج وتستطيع ضرب الخليج مباشرا، كما أن الخليج يمتلئ بقواعد عسكرية أمريكية وأوروبية، مضيفا أن الحرب بين الخليج وإيران مستحيلة لان الحرب ستكون بين حليف الخليج "أمريكا وإيران " .

أكد ادريس ، أن احتمال نشوب حرب بين أمريكا وإيران مستحيلة لعدة أسباب : إيران لن تستطيع تحمل تكلفة هذه الحرب ماديا في ظل الحصار ، كما أن امريكا ليست خصم سهل، مضيفا أن ترامب لايستطيع تحمل هذا القرار الخطير لان إيران ليست عدو سهل مثل العراق، كما أن قرار الحرب يكون بموافقة مجلس الشيوخ الأمريكي.

قطر لا تستجيب 
من جانبه يري الدكتور طارق فهمي أستاذ علوم السياسية جامعة القاهرة "للفجر" ، إن هدف قطر من هذا اللقاء هو تحقيق تحركات اقليمية تجاه اسرائيل وتركيا وإيران وتأكيد علي المصالح القطرية الإيرانية المعلنة.

أضاف فهمي، أن اللقاء أثبت عدم التزام قطر واستجابتها لقمة مكة التي عقدتها السعودية قبل عدة أسابيع بالرغم من الضغط الأمريكي لحضور قطر القمة ، قد أرسلت قطر رئيس وزرائها ، كما أن اللقاء أثبت رهان تميم علي توسيع محركات قطر الدبلوماسية في المنطقة برغم المقاطعة.

سيناريو مفتوح 
أكد فهمي، أن قطر تنقل رسالة لأمريكا التي حاولت إرجاعها للصف الخليجي، وكما تثبت أنها ضربت عرض الحائط بكل قرارات الخليجضد إيران، كما توجه رسالة للخليج علي انها قادرة علي الاستمرار في نهجها برغم المقاطعة، وهو سيناريو مفتوح في العلاقات، ولايوجد شئ يضمن رجوع قطر للصف الخليجي، ولن يستجيب تميم للموقف العربي  .

وتابع فهمي، أن هدف إيران من اللقاء التاكيد علي أن الخليج مازال يتعامل معها وهناك بدائل للتعامل والعلاقات المشتركة، وتوظف إيران علاقاتها مع قطر وعمان لتوجيه رسالة لامريكا بتواجدها في المنطقة .

أوضح فهمي، أن إيران تؤكد علي وجود بدائل وتتحرك من خلالها ، كما تؤكد أن الخليج ليس علي قلب رجل واحد ضدها، مضيفا أن العلاقة القطرية الإيرانية تخدمها مصلحة مشتركة.

ذل قطري
علق مجد طه، الرئيس الإقليمى للمركز البريطانى لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط،  على تلك الصور التى جمعت بين أمير قطر وبين الرئيس الإيرانى، مشيرا إلى أن تميم بن حمد ظهر ذليلا وهو يسلم على الرئيس الإيرانى.

أضاف طه، فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر": الصورة اليوم لأمير نظام قطر وهو يذهب مع جميع وزرائه وبكل ذل للسلام على رئيس نظام إيران المسؤول عن محاولة قصف الكعبة المشرفة وقتل اطفال سوريا واليمن والعراق ولبنان وإرسال الصواريخ لقصف أبها جنوب السعودية العظمى والمحتل لجزر الإمارات والأحواز.

إيران تدعم الإرهاب
من جانبه أكد خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، أن احتفاء قناة الجزيرة القطرية بالأعمال الإرهابية التى تشهدها المنطقة العربية خاصة تلك التى تنفذها المليشيات الحوثية هو ليس بالأمر المستغرب فالمتابع لطريقة تعاطى القناة مع الميليشيات الحوثية يجد أن هناك إلتزام قديم بتقاسم الأدوار بين قطر وإيران.

وأضاف المحلل السياسى السعودى، أن إيران توفر الذخيرة الإيدولوجية الإرهابية والدعم بالسلاح للميليشيات التابعة لها ، نجد أن قطر تقدم الدعم المالى والإعلامى ، وهناك تاريخ طويل بالدعم القطرى للجماعة الإرهابية الحوثية ، يعود إلى العام 2000 عندما كانت الدوحة تدعم المعاهدة الدينية التابعة للجماعة الحوثية لنشر الفكر الحوثى فى الداخل اليمنى.