سارة إبراهيم تكتب: "الممر".. أبطال حقيقيون يجددون النصر الموروث

الفجر الفني

فيلم الممر
فيلم الممر


عينان خائفتان، نبرة صوت عالية، كلمات قوية متلعثمة، كلها مفردات اجتمعت في وجه واحد، هو الضابط الإسرائيلي المكلف بعملية حربية ضد مصر، ومع تمتع جيشه بالاستعدادات البشرية والحربية، يظن أنه الأبقى على أرض سيناء، ولكنه يبقى "ضعيفاً" أمام الإصرار وقوة هتاف "الله أكبر" المنبعث من صفوف عساكر وضباط الجيش.

وددت أن أبدأ حديثي بإرسال برقية حب لشهداء حرب سيناء عام 1967، أو ما سميت بـ"النكسة" وما أظنها إلا "فرصة" وضعتنا على أول طريق النصر، الذي ورثته الأجيال عاماً بعد عام عن "خير أجناد الأرض"، منذ عصر غزوات المسلمين ضد الكفار بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة عليهم السلام من بعده.

فيلم "الممر" الذي أخرجه شريف عرفة، أجده تخطى الحواجز الزمنية ليعود بنا إلى الخلف، حيث وقف الجنود يتربصون بعدوهم الغادر، في تجربة مشرفة تليق بقداسة الحدث، على عكس سابقتها "محدودة الإمكانيات"، الأمر الذي شكل عنصراً رئيسياً في صدق تعريف أبناء الجيل الحالي بأمجاد أبائهم وأجدادهم الأبطال.

في وقت مقتطع من الزمان، وبمجرد بدء الفيلم على صوت أم كلثوم، في محاولة لتخفيف جراح الهزيمة عام 1967، تزداد دقات القلب مع صوت الصواريخ والأسلحة، في مشاهد هي الأروع خلال الأحداث، لم تعتمد على قوة التمثيل بقدر عمق الإحساس، وإبراز الجوانب الإنسانية بين الجنود في مواجهة أصعب الظروف.

وجود الفنان أمير كرارة ضمن المرشحين للدور الرئيسي في الفيلم، جعلني أضعه في مقارنة مع الفنان أحمد عز، الذي جسد شخصية المقدم "نور" ضمن الأحداث، ولم أجد أفضل من أدائه الفني الصادق أمام الكاميرا، وعزز موقفه وجود "كتيبة" من الممثلين الذين أبدعوا في تكوين صورة عاطفية عن الجنود، بعيدة عن أجواء الحرب.

وعقب انتهاء الفيلم، ونزول تتر النهاية مع تصفيق الجمهور داخل قاعة العرض، ظلت شخصية العسكري "هلال" محمد فراج عالقة في ذهني، كونها الأكثر تأثيراً حتى لو لم تكن الأثقل تمثيلاً، ثم شخصية "محمود" أحمد فلوكس المتمسك بالدفاع عن وطنه حتى الشهادة، وأثني على أدوار أحمد صلاح حسني، محمود حافظ، أمير صلاح الدين، أحمد رزق، ومحمد الشرنوبي، وأخص بالذكر ضيوف الشرف شريف منير، هند صبري، وإياد نصار.