هل بدأت إيران حرب الناقلات بتفجير ناقلات بحر عمان؟

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



بينما نشر الجيش الأميركي تسجيلاً مصوراً، الجمعة، يظهر قيام الحرس الثوري بإزالة لغم لم ينفجر من جانب إحدى ناقلتي النفط اللتين تعرضتا لهجمات في خليج عمان، الخميس، أثارت هذه الحادثة التساؤلات حول بدء إيران حرب الناقلات على غرار ما فعلته في الثمانينيات في الخليج العربي وبحر عمان.

وفي حين أكد المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي، بيل أوربان، في بيان أن قارب دورية تابع للحرس الثوري الإيراني اقترب من الناقلة كوكوكا كاريدجس وقام بإزالة لغم لم ينفجر منها، ادعت إيران أنها ذهبت إلى إنقاذ البحارة على متن الناقلتين.

هذا بينما نشر ناشطون إيرانيون صوراً قارنوا من خلالها ما نشره الجيش الأميركي من فيديو تابع مع صور من وسائل الإعلام الإيرانية تُظهر تطابق شكل الزورق التابع للحرس الثوري وتصميمه مع نفس الزورق، الذي استخدم خلال عملية إزالة اللغم من الناقلة.

وكان مسؤولون إيرانيون وقادة الحرس الثوري قد هددوا عدة مرات بأنه إذا تم حظر صادرات نفط إيران فإنهم سيقومون بعرقلة شحن النفط من دول المنطقة.

كما أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أطلق نفس التهديدات في يوليو/ تموز 2018 بإغلاق مضيق هرمز بوجه صادرات النفط، قائلا إن "إيران في مواجهة عقوبات الولايات المتحدة لديها مضائق كثيرة وهرمز أحدها".

وشدد روحاني على أن بلاده لن تسمح لدول المنطقة بتصدير نفطها عبر الخليج لو مُنعت إيران من تصدير نفطها، بسبب العقوبات الأميركية.

كما هدد القادة العسكريون الإيرانيون بإغلاق الخليج بوجه صادرات النفط في حالة فشلت إيران في تصدير نفطها.

واستذكر المراقبون من خلال الهجمات على ناقلات النفط أمس الخميس في خليج عمان، ما قامت به إيران خلال الثمانينيات عندما استهدفت العديد من الناقلات التابعة لمختلف الدول، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط، وتدخل الولايات المتحدة لحماية ناقلات النفط.

ولردع إيران، أطلقت الولايات المتحدة عملية "إرنست ويل" في 24 تموز/يوليو 1987، لحماية ناقلات النفط الكويتية خلال مرحلة "حرب الناقلات" البحرية التي اندلعت بين إيران والعراق أثناء حرب الخليج الأولى في ثمانينيات القرن الماضي.

كما ردت الولايات المتحدة على هجمات إيرانية في 18 أبريل 1988، من خلال عملية " Praying Mantis فرس النبي"، عندما قامت القوات الإيرانية خلال حربها مع العراق بتلغيم الخليج العربي وأصابة فرقاطة أميركية.

وتحركت البحرية الأميركية آنذاك بمقاتلات من حاملة الطائرات USS إنترپرايز، والسفينة الحربية USS تروكستون ومدمرات USS مريل وUSS Lynde McCormick، بالإضافة إلى للرصيف العائم USS ترنتون، وقوة المهام جو-أرض البحرية المتمركزة فيها (Contingency MAGTF 2-88 from Camp LeJeune, NC) بالإضافة إلى تجهيزات وأسلحة ومعدات أخرى وأجهزت على دفاعات الإيرانيين بسرعة ودمرت منصات ومنشآت نفطية وقواعد بحرية إيرانية.

وبحسب مؤسسة لويدز - لندن البريطانية للتأمين، فإن حرب الناقلات ألحقت الضرر بـ 546 سفينة تجارية وقتلت نحو 430 بحاراً ومدنياً.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن المدمرة "يو أس أس ميسون" في طريقها إلى موقع الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان.

ويرجح مسؤول في البنتاغون بناء على تقارير استخباراتية "تكرار إيران هجمات مماثلة وأكثر خطورة" من استهداف ناقلات النفط.

بدوره قال الجيش الأميركي إنه مستعد للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة بما فيها حرية الملاحة، دون أن يكون لدى الولايات المتحدة أي نية للدخول في صراع جديد في الشرق الأوسط.

هذا بينما صحف غربية رأت أن تكرار الهجمات على ناقلات النفط زاد المخاوف من اندلاع حرب شاملة خاصة بعد استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان والهجوم المماثل الشهر الماضي على 4 ناقلات قبالة سواحل الإمارات.

وحمل مسؤولون أميركيون وسعوديون، وفقاً للتحقيقات، إيران مسؤولية الهجوم، بألغام لاصقة وهو اتهام تنفيه طهران.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الخميس عن خبراء أن الاحتكاكات بين الأطراف المتصارعة في المنطقة أصبحت شديدة، وأن تصاعد التوتر سيجعل المياه في مضيق هرمز غير آمنة، ما قد يهدد إمدادات النفط إلى العالم الغربي بأسره.