د.حماد عبدالله يكتب: شر "البلية" ما يضحك !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية



هذا المثل الشعبى والذى ينطبق على كثير مما نقرأ اليوم أو نشاهد ، يستحق أن نستدعيه حينما نسمع عن أخبار زاهية بأن المطرب الفلانى قد رفع أجره إلى ثمانين مليون جنيه فى فيلم يقدمه "بجلالته" فى السينما المصرية !! شيىء من قبيل الدعاية الغير مقبولة ، وإن كنت أتمنى أن يكون الخبر صحيحاً حتى نستحق (كدولة) عنه 20% قيمة ضرائب نحن فى أشد الإحتياج لرفع قيمة الحصيلة الضريبية ، أمام متطلبات شديدة الأهمية تواجه الموازنة العامة للدولة !!
وحينما نشاهد ونقرأ بالصورة والخبر بأن فنانة توقع عقد بمليون جنيه لتقديم نصف دقيقة أو أقل إعلان عن رموش العين أو عدساتها !!فهذا أيضاً مصدر خير ، لمأمورى الضرائب عن المهن الحرة – لكى يلاحقوا الهانم ، بطلب حق الدولة من ضرائب فى هذا العمل الفنى الضخم ! ولعل من الأخبار المبكية الضاحكة فى نفس الوقت أن نفس وسيلة الإعلام الناشرة لمثل هذه الأخبار الإجتماعية  نجد فى صفحاتها الأولى تكدس الآلاف من العاملين فى جهات متعددة بالدولة أقلهم حاصل على شهادة جامعية محترمة ، يتظاهرون لرفع رواتبهم التى يقولون بأنها لا تزيد عن الف ومائتين جنيهاً فى الشهر !!




ولعل هذا الحد ألف ومائتين جنيهاً فى الحدود الدنيا التى لا تسمح بعيش شبه كريم لمواطن يعيش فى مناخ الأسعار ومناخ الإقتصاد الحر الذى يخيم على أسواقنا ومتاجرنا ومدارسنا ودروسنا الخصوصية ووسائل مواصلاتنا وطرق العلاج فى بلادنا!!
هذه صورة لما تصدره الصحف والمجلات عن أحوال بعض الجهابذة أصحاب الملايين (أجوراً)  عن فن هابط لا يعلم إلا الله من أين أتوا به أو  بأى وسيلة تعلموها ! وبين شباب محترم ، يؤدى عمله فى مؤسسات وهيئات وجامعات وشركات الدولة سواء خاصة أو عامة ويقبض نظير عمله "ملاليم" لاتكفى حاجاته الأساسية.
"شر البلية ما يضحك" حينما يعلق على مثل هذه الأخبار كتاب كبار فى صحفنا أيضاً أتذكر منهم أ.صلاح منتصر والمرحوم أحمد رجب وحينما يعلقون على مثل هذه الأخبار وكثيرين من الكتاب وأصحاب الرأى فى هذا البلد ، وهم يتندروا "بأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ،وعبد الوهاب" وكذلك بعلمائنا الأفاضل فى مراكز البحث العلمى .
"شر البلية ما يضحك" حينما ترى شاب لا يزيد قدره عن (شبه رجل) ومتوسط المؤهل والموهبة ، ومع ذلك يعلن ببجاحة وتقبل وسائط النشر أن تنقل عنه بأنه قد رفع أجره فى مسلسل إلى أكثر من خمسون مليون جنيه .
ولا تستحق هذه البلوى إلا أن نضحك ونحن بداخلنا بكاء !!