إيران تواصل أنشطتها الخبيثة لتدمير العراق

عربي ودولي

إيران
إيران


اتهمت مصادر عراقية مطلعة، الأحد، مليشيات إيرانية بمواصلة تنفيذ عمليات تهجير واسعة في محافظتي صلاح الدين وديالى والمناطق الواقعة في حزام بغداد، لتحويلها إلى قواعد عسكرية ووضع أسلحة ثقيلة وصواريخ فيها.

 

وبدأت مليشيات الحشد الشعبي في تهجير سكان أكثر من 8 قرى بمحافظة ديالى، منذ الأول من يونيو/حزيران الحالي، وسبقت تلك العمليات تنفيذ المليشيات عمليات قتل واختطاف في صفوف سكان القرى، وإحراق مزارعها وبساتينها.

 

ودعا الإرهابي قيس الخزعلي الأمين لمليشيا عصائب أهل الحق التابعة لإيران، خلال خطبة عيد الفطر، إلى تنفيذ عملية تطهير عسكرية في قضاء الطارمية (٥٠ كيلومترا شمال بغداد)، متخذاً من تنظيم داعش الإرهابي مزاعم لدخول تلك المنطقة.

 

وتزامنا مع دعوة الخزعلي طالب أحمد عبدالسادة العضو في خلية الإعلام التابعة لمليشيات الحشد، في منشور على صفحته بفيسبوك، إلى إخلاء الطارمية من سكانها على غرار منطقة جرف الصخر جنوب بغداد وتسليم الملف لتلك المليشيات.

 

على الأرض، أعقبت هذه التصريحات التحريضية ضد سكان الطارمية تحركا لمليشيات الحشد الشعبي لمحاصرتها وتنفيذ عمليات تهجير بها وشن حملة اعتقالات عشوائية لا تزال مستمرة في صفوفهم.

 

طه الدليمي، مواطن عراقي من سكان قرية أبوالخنازير، شاهد عيان على عمليات التهجير التي تعرضت لها قريته والقرى الأخرى من قبل المليشيات.

 

يقول الدليمي وفقاً لـ"العين الإخبارية": إن " مليشيات بدر وعصائب أهل الحق وسرايا الخراساني تمارس عمليات قتل وتهجير العرب السنة من سكان قرى أبوالخنازير وأبوخريبيش والمحولة وشيخي والمخيشه والقبة وأبوكرمة والقصيبة، وجميعها تابعة لناحية أبوصيدة في محافظة ديالى".

 

وأضاف الدليمي، الذي هجر مع عائلته من أبوالخنازير: أن "العائلات المهجرة نزحت إلى مناطق نهر الشيخ وإلى مدينة بعقوبة (مركز محافظة ديالى) وبهرز والمفرق والمجمع، وحاليا المليشيات تواصل تهجير أهالي جنوب بهرز"، لافتاً إلى أن الأوضاع المعيشية للمهجرين صعبة جداً، خصوصا أنهم باتوا بلا عمل خلال ليلة وضحاها.

 

وتتمركز هذه المليشيات إلى جانب مليشيا حزب الله اللبنانية وقوات من فيلق القدس الإيراني جناح الحرس الثوري الخارجي في قاعدة المنصورية العسكرية، التي تقع قرب ناحية أبي صيدا، وتنفذ عمليات التهجير والقتل والاختطاف بإشراف مباشر من ضباط فيلق القدس وبسيارات تحمل لوحات تسجيل حكومية عراقية.

 

ووفقا للعين الإخبارية ضمن تقصيها عمليات التهجير في محافظة ديالى، إلى أن القرى التي هجرها سكانها بالكامل أصبحت قواعد عسكرية، حيث انتشرت فيها مليشيات الحشد الشعبي وآلياتها وجعلتها مركز أسلحتها الثقيلة بعد تهجير سكانها.

 

وتشير المعلومات إلى أن المليشيات ستنقل عائلات إيرانية لتسكنها في هذه القرى، وتلك الأسر تعود إلى مسلحي المليشيات وعناصر فيلق القدس الذين يوجدون في العراق، وقد نفذت مليشيا الحشد عمليات مماثلة في السابق عندما استوطنت عائلات إيرانية في مدينة بيجي التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال بغداد.

 

وتشير تلك العمليات إلى محاولات التغيير الديمغرافي التي تنفذها هذه المليشيات حاليا في مناطق سهل نينوى، ذات الغالبية المسيحية شرق الموصل، التي شهدت منذ تحريرها من داعش في أكتوبر/تشرين الأول منذ عام ٢٠١٦ وحتى الآن نقل الحشد الشعبي مئات العائلات الإيرانية وعائلات مسلحيه من جنوب العراق إليها.

 

 

وشهدت القرى المهجرة في ديالى، قبل بدء المليشيات لعمليات التهجير، جرائم قتل على أساس الهوية نفذتها المليشيات، كانت آخرها قتل 3 عمال من قرية أبوالخنازير عند توجههم إلى عملهم في معامل الكونكريت الواقعة في قضاء شهربان القريب من قراهم.

 

وحمل رعد الدهلكي النائب في مجلس النواب العراقي، رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي القائد العام للقوات المسلحة مسؤولية الانفلات الأمني الذي يحدث في محافظة ديالى وحزام بغداد والمناطق الأخرى.

 

وقال الدهلكي  وفقاً لـ"العين الإخبارية": إن "رئيس الوزراء لم يحسم الملفات الأمنية التي تعتبر الأهم لارتباطها المباشر بحياة المواطن، لانشغاله بإدارة مجلس الوزراء"، مشيرا إلى أن إدارة الوزارات الأمنية بالوكالة يؤدي إلى ضعف، وهذه الطريقة في إدارة الأجهزة الأمنية أدت إلى انهيار 3 محافظات وسيطرة داعش عليها عام ٢٠١٤.

 

وحذر من حدوث انهيارات مشابهة وانفلات أمني إذا استمرت الحكومة تدير الوزارات الزمنية بالوكالة، داعيا القوات الأمنية والجيش إلى حماية العراقيين والوقوف ضد عمليات التهجير وتحديد الجهات التي تحاول إعادة البلد إلى ما كان عليه.

 

عراقيون بالحرس الثوري

وحسب شهود العيان، تنفذ المليشيات عمليات اغتيال وتهاجم الجيش والقوات الأمنية العراقية في هذه المناطق وتحمل سكانها المسؤولية قبل البدء بتهجيرها، كي تعطي ذريعة لما تنفذه من عمليات إرهابية ضد المدنيين بحجة مكافحة الإرهاب.

 

واعتبر عبدالرزاق الشمري، عضو تجمع القوى العراقية للإنقاذ ورفض التوسع الإيراني، "التهديدات التي أطلقها الإرهابي قيس الخزعلي ضد أهالي مدينة الطارمية بحجة داعش سابقة خطيرة تمهد لتنفيذ مشروع طهران الهادف إلى تهجير أهل السنة من بغداد وحزامها ومن المدن والقرى في محافظة ديالى".

 

ونقل الشمري معلومات عن مصدر أمني عراقي قوله إن "الإرهابيين الثلاثة الذين قتلوا في ٤ يونيو/حزيران الحالي في اشتباكات مع القوات الأمنية في الطارمية لم يكونوا من أهالي الطارمية بل كانوا من سكان بغداد، وتابعين لمليشيا العصائب ومعهم هوياتهم"، مؤكدا أن جثثهم لم تسلم لذويهم.

 

وشدد الشمري على أن عمليات التهجير التي تنفذها المليشيات في هذه المناطق هي لاستخدامها كقواعد عسكرية ومنصات إطلاق للصواريخ لمواجهة القوات الأمريكية، حال حصول مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران.

 

وإلى جانب عمليات التهجير فتحت مليشيات الحشد العشرات من المكاتب في ديالى والمحافظات لأخرى لتجنيد الشباب في صفوفها، وتنقل هذه المكاتب الشباب المجندين إلى معسكرات الحرس الثوري في إيران لتلقي تدريبات عسكرية مكثفة على حرب المدن، وتنفيذ التفجيرات وعمليات الاغتيال والخطف ومن ثم يعودون إلى العراق لتنفيذ مهام إرهابية.

 

ووصف الناشط المدني محمد الحجي ما يجري في محافظة ديالى والمدن الأخرى ذات الغالبية السنية بمخطط جديد لتقويض الأمن والاستقرار وإعادة مسلسل القتل والتشريد والتهجير الذي اجتاح هذه المدن والمحافظات، ما بين أعوام ٢٠٠٦-٢٠٠٧ وما آلت إليه الأحداث بعد ذلك التي تسببت في سيطرة داعش على مساحة واسعة من الأراضي العراقية عام ٢٠١٤.

 

وأضاف الحجي "هذه الجرائم الطائفية تجر ديالى والمدن الأخرى نحو الهاوية، وسيعيد إليها الفوضى ويهدر جميع التضحيات والجهود المضنية خلال السنوات الماضية لإعادة الاستقرار والسلام إليها"، مبينا أن المليشيات تنفذ جرائمها في ظل غطاء حكومي وبسيارات حكومية وزي عسكري رسمي.

 

وتقع المدن والقرى التي تنفذ فيها المليشيات عمليات التهجير على ممرات برية يستخدمها فيلق القدس في نقل الأسلحة والصواريخ من إيران إلى العراق.

 

ويواصل النظام الإيراني بالتنسيق مع مليشياته عمليات نقل الأسلحة والصواريخ من إيران عبر معبر سومار الحدودي في قضاء مندلي شرق بغداد إلى داخل الأراضي العراقية، ثم يتم نقل هذه الأسلحة ليلا في شاحنات الخضراوات والفواكه للتمويه خوفا من تعرضها للاستهداف من قبل الطيران الأمريكي عبر محافظة ديالى إلى جنوب العراق وبغداد ثم إلى قضاء سامراء والأنبار والموصل وكركوك، وتمركز في قواعد الحشد الشعبي المنتشرة في المدن المذكورة.