عبد العال.. الغاضب المتسامح تحت القبة

العدد الأسبوعي

الدكتور علي عبدالعال
الدكتور علي عبدالعال - رئيس مجلس النواب


من يحضر الجلسات العامة تحت قبة البرلمان، ويرى كيفية إدارة رئيس مجلس النواب على عبد العال، للأمور، يتبين على الفور أن صفة الوالد الحاسم فى علاقته بالأبناء لم تغب عن أستاذ القانون وهو يجلس فوق المنصة، وأمامه نحو ستمائة نائب من مختلف محافظات البلاد.

فرئيس المجلس الغاضب أحيانا، والمتسامح فى أحيان أخرى، لا يكاد يتوعد نائبا أو أكثر، حتى يتراجع سريعًا، معلنًا الصفح، وأن الجميع أخوة وزملاء داخل المؤسسة التشريعية.

مواقف شتى رسمت صورة لعبد العال فى قاعة الجلسات، تعكس شخصية الجنوبى المنتمى إلى محافظة أسوان أقصى صعيد البلاد، بما تشمله من حرص على الهيبة والمكانة، مع رغبة حقيقية فى تسيير الأمور بأكبر قدر من المرونة، وأقل الخسائر الممكنة.

فتجد أنه أمر طبيعى أن تجد عبد العال ينفعل على هذا النائب، ويهاجم ذاك وقد يصل الأمر إلى التهديد بالتحويل إلى لجنة القيم أو إسقاط العضوية، ثم يتراجع عن موقفه، ويعاود حديث الأب لأبنائه، فرئيس المجلس يسعى منذ الوهلة الأولى لعمل المجلس للم شمل الجميع «معارضين وأغلبية».

فرغم خروج البعض عن النص الذى وضعه رئيس المجلس، إلا أن الأخير دائما يحرص على كظم الغيظ حتى يخرج الفصل التشريعى على ما يرام دون أى انشقاقات أو أزمات، فالشغل الشاغل لعبد العال هو إظهار البرلمان فى صورة مشرفة تليق بالدولة المصرية، وداعمة للدولة ومؤسساتها بشكل كبير.

ولعل أزمته الأخيرة مع مستقبل وطن خير دليل على ذلك، فرغم هجوم عبد العال الشديد على حزب الأغلبية ووصفه لهم بمركز القوى، وتهديده بعقد «جلسة خاصة للتاريخ» ليشرح لأعضاء المجلس ما وصفه ببعض الحقائق التى يروج لها بعض النواب مثل رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، النائب عاطف ناصر، إلا أن كل هذا الغضب تلاشى بعد أيام قليلة، بعد أن قبل رئيس المجلس دعوة مستقبل وطن لحفل الإفطار، ليؤكد بعدها أن ما حدث من خلاف مع الحزب، مجرد سحابة صيف، واحتجاجه كان بمثابة احتجاج أب على ابنه.

وسبقت واقعة مستقبل وطن، العديد من الوقائع المشابهة، التى آثر فيها عبد العال على نفسه ولم يتخذ فيها قرارا حاسما رغم تهديده بذلك، وكان أبرزها مع النائب أحمد طنطاوى، والذى دخل فى أكثر من مشاداة مع رئيس المجلس، مرة عندما ارتدى زيًا لا يتناسب مع عمل المجلس «تى شيرت» وهو ما أثار حفيظة رئيس البرلمان، ومرات أخرى أثناء مناقشات عدد من القوانين، ومنها تهديد رئيس المجلس بتحويله إلى لجنة القيم وطرده من القاعة عقب اعتراض طنطاوى على عدم منحه الكلمة خلال مناقشة قانون الإعلاميين، ليتراجع بعدها رئيس المجلس عن قراره ويسمح له بدخول القاعة، قائلا إنه متسامح معه.

ومع النائب هيثم الحريرى كان لعبد العال وقائع مشابهة، ففى إحدى جلسات مارس 2017 انفعل رئيس المجلس وقال إن «هيثم الحريرى شتمنى فى الصحافة والإعلام، وتتطاول علىّ فى المجلس، أنا خرجت 40 جيلاً من كلية الحقوق من داخل مصر وخارجها، يجى يقولى إنت بتخالف اللائحة، يعنى أنا معرفش الدستور واللائحة».

لتعود الأيام ويقف عبد العال نفسه مدافعا عن الحريرى وتحديدا أثناء مناقشة تقرير اللجنة التشريعية حول مقترح التعديلات الدستورية، بعد أن اعترض النائب الوفدى عمرو أبواليزيد على كلام الحريرى، ومحاولته للتشويش عليه، مما دعا عبد العال إلى نهره قائلا « «ما تيجى تقعد مكانى، تدير الجلسة أحسن»، رافضا مقاطعة أى نائب للحريرى.