الصين تعلن عن سلاح جديد في حربها التجارية مع الولايات المتحدة

الاقتصاد

ارشيفية
ارشيفية


قال رئيس تحرير مجلة "جلوبال تايمز" التابعة للحكومة الصينية عبر موقع التواصل "تويتر" أن الصين تفكر بشكل جاد في تقييد صادرات المعادن الأرضية للولايات المتحدة.

ويشير تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" إلى أن الصين تعد أكبر منتج للمعادن الأرضية النادرة بفارق كبير، وهذه المواد الخام تعتبر شيئاً ضرورياً للغاية بالنسبة للعديد من الصناعات الأمريكية بما فيها قطاعات عالية النمو مثل السيارات الكهربية وتوربينات الهواء.

وفي العام الماضي اعتبرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تلك المعادن ذو أهمية قصوى بالنسبة إلى الاقتصاد والأمن القومي.

والمعادن الأرضية النادرة هي مجموعة تتألف من 17 عنصر يتم استخدامهم في الإنتاج في عدد كبير للغاية من القطاعات بما فيها تكنولوجيا الطاقة المتجددة، وتكرير النفط، وصناعة الزجاج، والإلكترونيات.

وعلى الرغم أنه يتم تسميتها بالمعادن النادرة إلا أنه يتم العثور عليهم بكثرة نسبية في قشرة الأرض، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ومع ذلك فإن هناك مناطق قليلة نسبياً في العالم التي تنتج أو تقوم بتعدين تلك الأنواع، كما أن استخراجه صعب وقد يلحق الضرر بالبيئة.

وتشكل المناجم الصينية نحو 70 بالمئة من الإنتاج العالمي للمعادن النادرة، أما النسبة المتبقية فهي من نصيب عدد من الدول مثل ميانمار وأستراليا والولايات المتحدة إلى جانب عدد قليل من الدول التي تعدن كميات صغيرة.

كما أنه في مجال تكرير المعادن الأرضية فإن الصين تتمتع بدور أكثر سيطرة، وفي العام الماضي كان هناك نحو 90 بالمئة تقريباً من المعالجة في الأكاسيد القابلة للاستخدام تتم داخل الصين.

أما النسبة الباقية فتتم في شركة أسترالية تعمل في ماليزيا.

وعلى مدار السنوات الخمسة الماضية تضاعفت صادرات الصين من أكاسيد المعادن الأرضية وفقاً لإفصاحات رسمية في الصين.

كيف تعتمد الولايات المتحدة على الصين في هذا المجال؟

تأتي نحو 80 بالمئة من واردات الولايات المتحدة من المعادن الأرضية من الصين، بحسب بيانات رسمية أمريكية.

وعلى الرغم أن استونيا واليابان وفرنسا تمد واشنطن أيضاً بالمعادن الأرضية المعالجة، ولكن المعدن الأصلي يأتي من الصين.

ويرسل منجم المعادن الأرضية النادرة الوحيد الذي يعمل في الولايات المتحدة الخام إلى الصين للمعالجة، ويواجه بالفعل تعريفات استيراد بنسبة 25 بالمئة تفرضها بكين.

وهناك خيار متاح أمام الولايات المتحدة لاستيراد المعادن من ماليزيا ولكن ليس بالكميات المطلوبة، فضلاً عن أن ماليزيا نفسها هددت بخفض الإنتاج نتيجة للمخاوف البيئية.

وحتى ثمانينات القرن الماضي والولايات المتحدة كانت أكبر منتج للمعادن الأرضية النفيسة.

وقامت بكين سابقاً بالفعل بتقييد صادرات المعادن الأرضية النفيسة، حيث نفذت ذلك ضد اليابان في 2010 وذلك بسبب نزاع إقليمي.

وفي حالة تنفيذ القيود على الصادرات للولايات المتحدة فأنه سيكون لذلك تأثير كبير على الصناعات الأمريكية المقدرة بتريليونات الدولارات التي تعتمد على المعادن الأرضية النادرة.