التخبط يحاصر محور الشر.. الضربات تتزايد ضد قطر وتركيا وإيران

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


شهدت كل من قطر وتركيا وإيران، العديد من الأزمات التي تفاقمت يومًا بعد يوم، لاسيما في ظل مقاطعة الدول العربية للأولى، بسبب دعمها للجماعات الإرهابية وتمويل التنظيمات المتطرفة، بالإضافة إلى استضافة شخصيات متشددة، الأمر الذي أدى إلى زعزعة الاستقرار بدول عدة في المنطقة.

مشهد تركي قاتم
فالمشهد الاقتصادي التركي يبدو قاتماً، وتأثيراته ستكون أكثر إيلاماً على البلاد في القترة المقبلة، مع دخوله مرحلة الركود بعد سلسلة من التداعيات التي تتعلق بالتضخم واستمرار انخفاض قيمة الليرة وما تبع ذلك من متغيرات وتطورات، حيث يزداد يوماً بعد يوم الوضع المأزوم، خاصة مع اتساع عجز الميزان التجاري، وارتفاع تكلفة واردات الطاقة بعد قرار الولايات المتحدة بإلغاء الإعفاءات الممنوحة لتركيا بمواصلة شراء النفط الإيراني إضافة إلى تدهور قيمة العملة المحلية، وصعود معدلات التضخم. كما تضررت البنوك التركية بشدة من ارتفاع حجم الديون المتعثرة والمشكوك في تحصيلها، وطلبت العديد من الشركات المدنية إعادة جدولة ديونها، وتلقت البنوك حتى أول مايو الجاري ديون قيمتها 28 مليار دولار في أعقاب تراجع سعر صرف الليرة.

وفي ظل استمرار الانخفاض الكبير الذي تتعرض له الليرة التركية، والتي أدت إلى خسائر الأسواق الناشئة، ووصول العملة إلى أدنى مستوى في 7 أشهر، سحب عددًا كبير من السعوديين وبعض دول الخليج قرروا سحب استثماراتهم العقارية في تركيا خلال الفترة الماضية-وفق ما قالت صحيفة "سبق" السعودية-، والتي أضافت أن سحب الاستثمارات العقارية من مدينة إسطنبول جاء ردا على تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطائشة، وسياسته الخاطئة تجاه المملكة. وشهدت مصلحة الشهر العقاري إقبالا كبيرا من السعوديين والخليجيين ومحامين ينوبون عنهم على بيع ممتلكاتهم العقارية فى المدينة، وأشارت الصحيفة إلى أن الأسواق العقارية التركية تشهد تراجعا كبيرا، يقدر بنسبة 46% عن العام الماضى.

أزمات إيرانية عديدة
وفي سياق متصل، تعيش إيران على وقع أزمات عديدة تفتك بالنظام داخليا، فالتصعيد مع الولايات المتحدة في ذروته، والتحدي الإيراني للعقوبات الأمريكية قائم، بالإضافة إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمتها للمنظمات "الإرهابية الأجنبية"، كما أن التخبط حدث داخليًا أيضًا، حيث حظر موقع "إنستجرام" حسابات عدة لقادة في الحرس الثوري الإيراني، حسبما أفاد موقع "تابناك" الإخباري، في خطوة أدرجتها الشبكة الاجتماعية الأمريكية في إطار الالتزام "بالقانون الأمريكي بشأن العقوبات"، مشيرًا إلى أن "إنستجرام" حجب، الثلاثاء، حسابات عدة عائدة لقادة حاليين وسابقين في الحرس الثوري الإيراني.

وأفاد الموقع، أن من بين الأسماء التي أغلقت حساباتها هناك خصوصا قائد الحرس الثوري اللواء محمد على جعفري ورئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري وقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، كذلك أورد الموقع اسم قائد القوات البرية للحرس الثوري العميد محمد باكبور والقائد السابق للحرس اللواء محسن رضائي الذي يشغل حاليا منصب أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام.

واعترف أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله بثقل العقوبات الاقتصادية على الحزب التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر من العام الماضي على إيران، داعيا "هيئة دعم المقاومة" إلى تفعيل نشاطهم المادي لجمع التبرعات. كما لجأ "حزب الله" إلي إعادة هيكلة للإدارة المالية من خلال القيام بمبادرات جديدة للإدارة المالية وتأمين مصادر تمويل مختلفة، إضافة إلى تنظيم الموازنات، وهو ما أشار إليه نصرالله أمس بقوله "بالصبر والتحمّل وحسن الإدارة وتنظيم الأولويات سنواجه العقوبات ويمكن أن نعبر هذه الحرب".

وتعصف الخسائر أيضًا بالموازنة العامة، حيث خفضت إيران ميزانية وزارة الدفاع في العام المالي الجديد، بحسب متن الميزانية التي قدمها الرئيس حسن روحاني للبرلمان، وتم تخفيض ميزانية وزارة الدفاع 50%، وبلغت 35 مليار و971 ريال مقارنة بالميزانية المخصصة لهذه الوزارة العام الماضي، التي بلغت 71 مليار و355 ألف ريال، فطالت الرئيس حسن روحانى انتقادات عديدة.

الأمر الذي دفع بالمرشد الأعلى إلى إرسال رسالة إلى مجلس التنسيق الاقتصادي بتوصيات من 6 بنود، وأعلن مؤخرا عن صرف 1 مليار ونصف دولار إضافي على البرامج العسكرية لتعزيز البنية الدفاعية للبلاد "صندوق التنمية الوطنية" حيث كانت توضع على الأقل 34% من مبيعات النفط فى هذا الصندوق، الذى يوصف بأنه صندوق مدخرات الأجيال.

وتواجه إيران أيضًا منذ عدة أشهر أزمة اقتصادية حادة نجم عنها ارتفاع قياسي بسعر الدولار مقابل العملة المحلية (الريال)، وبدأت السلطات الإيرانية على إثرها في اتخاذ تدابير تقشفية؛ فيما تبذل جهودا يائسة لإنعاش الإنتاج المحلى غير المرغوب به نسبيا. يشار إلى أنه منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مايو الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 وإعادة فرض عقوبات قاسية على اقتصاد طهران، هبطت العملة الإيرانية (الريال) إلى مستويات قياسية متدنية، وخسرت نحو 70% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي.

وتباطأ النشاط الاقتصادي بشدة في طهران فضلا عن تقلبات حادة عمت أسواقا داخلية بالكامل، خاصة بعد أن فرضت واشنطن حزمة عقوبات أولى شملت شراء النقد الأجنبي وتجارة الذهب وصناعة السيارات في أغسطس، وتضرر قطاعا النفط والبنوك في إيران على إثر حزمة عقوبات ثانية نفذت بداية من نوفمبر.

خسائر بالبورصة القطرية
رغم إصرار قطر مرارا وتكرارا على نفي أي تأثير للمقاطعة على اقتصادها، إلا أنها تتكبد خسائر فادحة، وقالت تقرير بثتة قناة "مباشر قطر"، إن السياسات الفاشلة لبعض الحكومات تقود بلادهم للإنهيار، وتعد تجربة تنظيم الحمدين خير دليل على ذلك، حيث يواصل تميم بن حمد سياساته الفاشلة التى قادت بلاده الى العزلة من محيطها العربى الأمر الذى  ترتب عليه إنهيار الاقتصاد القطري وعدم قدرة حكومته على توفير احتياجات المواطنين الأساسية من السلع الإستراتجية .

وتابع تقرير قناة المعارضة القطرية :"بفضل هذه السياسات الفاشلة والتى خيمت بدورها على الإقتصاد القطرى، اختتمت بورصة قطر تعاملات حيث شهدت البورصة القطرية، الشهر الجاري، انخفاض فى قطاعات البنوك والخدمات المالية، والاتصالات، والصناعة، والنقل".

وأكد التقرير، أن الشعب القطرى يعيش حالة سيئة على كافة الأصعدة بسبب ممارسات تميم بن حمد الرامية إلى دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية بالإضافة إلى تخريب وتفكيك الدول العربية تنفيذاً لمخططات دول معادية.