الأمم المتحدة: داعش عائد إذا لم نتصرف

عربي ودولي

قوات عراقية في مواجهة
قوات عراقية في مواجهة داعش


دعت مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق، الثلاثاء، إلى "دعم دولي واسع النطاق" يمنع متطرفي تنظيم داعش من استعادة موطئ قدم لهم في البلاد.

 

وقالت جينين هينيس-بلاسخارت في مجلس الأمن، إنه إذا لم تتم معالجة مسألة عودة مقاتلي داعش وعائلاتهم من سوريا إلى العراق بشكل صحيح "فإننا نجازف في خلق أرض خصبة جديدة لجيل قادم من الإرهابيين".


وأكدت أن هذه المسألة "ليست مجرد مشكلة عراقية"، لأن هناك مقاتلين غير عراقيين أيضا، وانتقدت ضمنا دولا لم تذكرها بالاسم تحافظ على "مسافة استراتيجية" من مواطنيها.

 

وأعلن رسميا هزيمة داعش في العراق عام 2017 بعد معارك دامية دامت 3 سنوات خلفت عشرات الآلاف من القتلى، فضلا عن تدمير العديد من المدن العراقية، لكن الخلايا النائمة التابعة للتنظيم تواصل شن هجمات في أنحاء مختلفة من العراق.

 

تهديد داعش قائما

وأضافت هينيس بلاسخارت في ملاحظة مشجعة أن العاصمة بغداد بدأت بالانفتاح وأن المنطقة الخضراء، حيث يوجد العديد من الدوائر الحكومية والسفارات الأجنبية، ستلغى قريبا جدا، لكنها قالت إن الوضع الأمني في العاصمة وفي جميع أنحاء البلاد يتطلب مراقبة دقيقة لأن تهديد تنظيم داعش المتطرف لايزال قائما.

 

من جهة أخرى، نقلت مبعوث الأمم المتحدة عن ممثل في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد، لم تذكر اسمه، قوله مؤخرا إن داعش "يعاود الظهور. لقد استراحوا وانتقلوا ونشطوا".

 

وقالت هينيس-بلاسخارت "أحد الشواغل الأمنية المهيمنة الأخرى هي العناصر المسلحة التي تعمل خارج نطاق الحكومة، وتشارك في أنشطة غير قانونية أو إجرامية تقوض سلطة الدولة، وتضعف الاقتصاد، وتمنع عودة آلاف النازحين".

 

وتحدثت لمجلس الأمن بعد أن تبنى المجلس بالإجماع قرارا بتمديد ولاية البعثة السياسية للأمم المتحدة في العراق - التي تقودها هينيس-بلاسخارت - حتى 31 مايو/ أيار 2020.

 

وانتقدت المبعوثة أيضا الاقتتال السياسي في العراق، والذي أعاق تعيينات وزارية رئيسية بعد عام من الانتخابات الوطنية، كما تحدثت عن الفساد "المتفشي في جميع المستويات في العراق".

 

وأشارت لتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، والذي أثار مخاوف سقوط العراق بينهما مرة أخرى، بينما هو على طريق الانتعاش.

 

وتستضيف بغداد أكثر من 5000 جندي أميركي، كما أنها موطن ميليشيات قوية تدعمها إيران، وتريد بعضها مغادرة تلك القوات الأميركية.

 

العراق عامل استقرار

وذكرت هينيس-بلاسخارت أنها مسرورة باستمرار تواصل قادة العراق مع نظرائهم الإقليميين والدوليين، حيث جعلوا البلاد "شريكا موثوقا".

 

وقالت: "يستطيع العراق أن يكون عامل استقرار في منطقة مضطربة بعد أن كان ساحة صراع، يستطيع العراق أن يوفر مساحة للمصالحة الإقليمية، ويمهد الطريق لحوار أمني إقليمي"، وفقا لهينيس-بلاسخارت.

 

وأضافت "في الوقت نفسه، لا يمكننا تجاهل أن العراق يواجه تحديات خطيرة في منع إقليمه من أن يصبح مسرحا لتنافسات مختلفة. لذلك، لكل من يشعر بالتحدي: وضع عبء إضافي على العراق هو حقا آخر شيء يحتاجه".