أبو اليزيد: "النسيج خير من يتحدث عن الحضارة المصرية لهذه الأسباب"

أخبار مصر

الدكتور أشرف أبو
الدكتور أشرف أبو اليزيد


قال الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير عام متحف النسيج المصري في شارع المعز لدين الله الفاطمي، إن النسيج هو خير دليل على رقي وعظمة الحضارة المصرية على مر العصور.

وأشار أبو اليزيد إننا لما نشاهد الأهرامات أو المقابر أو المعابد أو المباني الأثرية نرى عظمة الانتاج الذي قدمه المصري، ولكن النسيج والملابس هي التي تشير إلى تذوق المصري الفني وزوقه العام.

وضرب أبو اليزيد مثلًا بالحضارتين اليونانية والحضارة الرومانية، حيث قال إنه دائمًا ما تصنف الحضارة اليونانية أكثر رقيًا من الحضارة الرومانية، لما اشتملت عليه من فنون وفلسفة، وعلوم عقلية عكس الحضارة الرومانية المليئة بالحروب. 

وكذلك النسيج هو الذي أظهر الزوق والرقي المصري، فعندما نرى ملابس النبيلات، وملابس الخادمات، وملابس المواطن العادي، وملابس الملوك، فنجد أننا أمام شعب له زوق وموضه واستايل وتنوع في الألوان ورقي، حتى أن العالم الآن أعطى فريدة تمراز عدة جوائز دولية في الموضة، ونجد أنها تستوحي تصميماتها من التاريخ المصري القديم

وأكمل أبو اليزيد نجد أن المصري القديم صنع الملابس وميزها بتوقيع "سينييه"، وصنع الملابس البيليسيه، وصنع المغاسل العامة "اللوندري" وكشفنا عن قطع فخارية عبارة عن إيصالات تسليم وتسلم قطع الملابس لهذه المغاسل، فنجد هنا حضارة وحياة كاملة يحكيها النسيج، فإذا كانت القلاع والأهرامات تعبر عن مدى إنتاج المصري، فالنسيج يعبر عن مدى ذوق وجمال ورقي المصري.

جاء ذلك خلال الحوار الذي أجرته بوابة الفجر الإلكترونية مع الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير عام متحف النسيج المصري باعتباره أفضل مدير متحف لعام 2018 حيث حصل المتحف علي جائزة الأيكوم العالمية.

ومتحف النسيج المصري يقع في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وهو شارع القصبة العظمى، هو الشارع الرئيسي في القاهرة الفاطمية، والتي أمر المعز لدين الله الفاطمي قائده جوهر الصقلي بتخطيطها لتكون عاصمة لدولته في مصر.

وجاء تصميم القاهرة على شكل حصين للغاية، بأسوار ضخمة منيعة، وبوابات مرتفعة ذات طابع حربي واضح، ومن هنا اكتسبت اسمها الشهير وهو أنها قاهرة الأعداء، وإن كان في بداية تأسيسها حيث سميت بالمعزية ثم سميت بالمنصورية ثم القاهرة المعزية المحروسة.

ويزخر شارع المعز لدين الله الفاطمي بعدد كبير من الآثار من كل العصور التي حكمت مصر بدءً من العصر الفاطمي ومرورًا بالعصر الأيوبي ثم المملوكي وحتى العصر العثماني وانتهاءً بعصر محمد علي.

وتعد أشهر أثار الشارع سبيل وكتاب خسرو باشا وهو عثماني، وكذلك قبة الصالح نجم الدين أيوب آخر سلاطين المماليك والتي أنشأتها الملك شجر الدر وكانت تحوي ما يشبه متحفًا لمقتنيات السلطان، وضريح السلطان، ثم قبة الناصر قلاوون والتي هي جزء من مجموعته الشهيرة، والتي تشتمل على قبة ضريحية، ومدرسة، وخانقاه، وبيمارستان، ويعتبر المارستان القلاووني من أوائل المستشفيات العامة في العالم وسبقه أحمد بن طولون، وصلاح الدين الأيوبي.

كما يأتي متحف النسيج المصري كمعلم من أبرز معالم الشارع، والذي يؤرخ للنسيج المصري منذ العصر المصري القديم وحتى العصر الحديث، مروًا بالفترة القبطية، والعصر الإسلامي، والعصر العثماني، وعصر أسرة محمد علي.

ومن أبرز معالم الشارع جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي والذي يحتل المساحة بجانب باب الفتوح، ويعتبر معلمًا مهمًا وهدفًا لكل زوار الشارع.

وعن أقدم عمارة حجرية باقية في القاهرة الفاطمية، تأني واجهة الجامع الأقمر، والذي يرجع بناؤه إلى بدايات العصر الفاطمي، وواجهته من أجمل واجهات العمارة الإسلامية، وقد تم استنساخ واجهة الأقمر في واجهة المتحف القبطي بمجمع الأديان.