بعد حصوله على جائزة الـ"ICOM" العالمية.. "الفجر" تحاور مدير متحف النسيج المصري

أخبار مصر

محرر الفجر مع مدير
محرر "الفجر" مع مدير المتحف


التقت بوابة الفجر الإلكترونية، مع الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير عام متحف النسيج في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وهو المتحف الذي يضم عدد كبير من القطع الأثرية النادرة، للحديث حول آخر الإنجازات التي حققها المتحف في الفترة الأخيرة. 

وعن أهم إنجازات متحف النسيج المصري، قال أبو اليزيد، في حواره مع الفجر، إن حصول المتحف على جائزة الأيكوم لعام 2018 عن أفضل مدير متحف، لافتًا إلى أن الجائزة لفريق المتحف كاملًا. 

وأشار إلى أن فريق عمل متحف النسيج صار معروفًا بفريق الأحلام حيث أن الفريق طموحه لا ينتهي، وأن 2019 عام مميز حيث أنه عام العلم وأفريقيا، وذلك بمناسبة استضافة مصر لكأس الأمم الأفريقة من ناحية، وأيضًا لتوافق ذلك مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي من ناحية أخرى. 

وعن الإجراء الذي اتخذته وزارة الآثار كمشاركة منها في العام الأفريقي، قال إنها اتخذت قرارًا بأن دخول مواطني أفريقيا للمزارات والمتاحف الأثرية بنفس قيمة تذكرة المصريين. 

وفي سؤال للفجر، حول جائزة الأيكوم وكيف استطاع فريق المتحف الحصول عليها وهي جائزة عالمية، قال الدكتور أشرف أبو اليزيد، إن ذلك جاء بتخطيط مستمر للأحداث طوال العام حيث استطاع المتحف تثبيت عدد من الأحداث والاحتفاليات والفاعليات التي أصبحت تتكرر في مواعيدها الثابتة كل سنة، وهو الأمر الذي شكل ارتباطًا بين المتحف والبيئة المحيطة مما يحقق الرسالة المتحفية بشكل متكامل.

وعن أبرز احتفاليات متحف النسيج المصري في شارع المعز والتي أصبحت تشكل حدثًا ثابتًا ينظره رواد الشاع قال، إن أبرز الاحتفاليات التي استطاع فريق المتحف تثبيتها متعددة ونبدأ باحتفالية افتتاح المتحف. 

وأضاف أبو اليزيد أن متحف النسيج افتتح منذ ثماني أعوام، وهذا هو العام التاسع له، وتحديدًا في الثالث عشر من فبراير، وتتكرر الاحتفالية كل عام في نفس الموعد، ففي 2018، كانت احتفالية ضخمة بالتعاون مع وزارة الثقافة حيث قامت فرقة التنورة بعرض كبير، وكذلك فرقة الفنون الشعبية، واستمرت الاحتفالية من سبيل عبد الرحمن كتخدا وحتى المتحف والتي لاقت قبول كبير بين جمهور شارع المعز. 


وأشار أبو اليزيد، إلى أنه في 21 مارس من كل عام يقوم المتحف بتكريم الأم في احتفالية تحت عنوان أم المعز، وهذا الاحتفال يأتي كمحاولة لربط المتحف بالمجتمع المحيط به، فدائمًا ما نجد في احتفالات أعياد الأم الأم المثالية للقاهرة، الأم المثالية لمصر، وهكذا، فوجدنا كإدارة وفريق عمل المتحف، أنه لا يوجد أم مثالية تخص المنطقة فجاءت فكرة أم المعز حيث يتم اختيار أم مثالية من شارع المعز منطقة الجمالية والأزهر. 


ووقال إن في عام 2018 استطعنا ابتكار احتفالية جديدة وهي "أم الشهيد في شارع المعز"، حيث كرمنا أم أحد شهدائا الأبطال في سيناء، وهي الاحتفالية التي لاقت قبول كبير من الجميع، سواء إعلاميًا أو بين رواد وجمهور شارع المعز، وصارت بعد ذلك علامة من علامات متحف النسيج المصري التي يتفرد بها. 


وأضاف أن أحد الاحتفالات التي أصبحت من ثوابت متحف النسيج المصري في شارع المعز، واعتاد الجميع عليها، والتي دائمًا نتواصل مجتمعيًا من خلالها مع دور الأيتام القريبة من المتحف، هي احتفالية يوم اليتيم، حيث تمتد ليوم كامل مع أطفال، يبدأ بجولة إرشادية في المتحف، ثم ورش عمل على الحرف اليدوية، ثم احتفالية في الشارع منها مسرح عرائس وغيرها من أساليب الترفيه عن الأطفال، وقد نجحنا في تثبيت هذا الاحتفال على مدى ثلاثة أعوام متتالية ومستمرون. 

وعن هذا الاحتفال بأعياد الربيع، قال أبو اليزيد أنه يتم في كل عام بشكل مختلف عام 2018 كان عبارة عن معرض أثري لاستخدام الزخارف النباتية وأشكال الطيور والحيوانات والبيئات الطبيعية في النسيج الإسلامي، وقد شهده عدد كبير من المتخصصين. 

وأشار إلى أن يوم التراث العالمي، يكون احتفال مميز لمتحف النسيج، حيث تم في عام 2017 استضافة النوبة كضيف شرف، وفي عام 2018 كانت القاهرة ضيفة الشرف، ثم في 2019 أصبحت قبائل النوبة أيضًا ضيف الشرف، وتمت المهرجانات الثلاث بعرض عدد كبير من الحرف التراثية اليدوية المصرية، بالتعاون مع إدارة القاهرة التاريخية والتنسيق مع شارع المعز، وحاليًا نسعى لتسجيل المهرجان ضمن احتفالات مدينة القاهرة بالتراث العالمي، واليوم يمتد بعدد من الندوات التي تنتهي بتوصيات دائمًا ما تتعلق بالحفاظ على الحرف التراثية. 


ووصف أبو اليزيد شهر مايو أنه خاص جدًا حيث نحتفل فيه دائمًا باليوم العالمي للمتاحف والذي يوافق 18 مايو، وفي عام 2018 تزامن احتفالين وهو رمضان زمان ويوم المتاحف العالمي، واحتفالية رمضان زمان نقوم فيها بمحاكاة ما كان يحدث في استطلاع هلال رمضان من موكب يطوف شارع المعز بالملابس التاريخية. 

وعن احتفالية المحمل قال أبو اليزيد إن متحف النسيج المصري يعتبر متفردًا في هذا الاحتفال حيث يمتلك مجموعة نادرة من قطع كسوة الكعبة، كما أنه يحوي بين جدرانه مفردات فن السيرما والذي به كان يتم تصنيع هذه الكسوة، وقد تم خلال عاملين على التوالي استضافة الفنان أحمد القصبجي حفيد آخر صناع كسوة الكعبة، والذي يحكي عمليًا كيفية صناعة الكسوة. 

وقد شملت الاحتفالية الأعمار الأصغر سنًا أولًا حيث قام بحكاية الكسوة وكيف يتم تصنيعها وتطريزها وكيف تبدأ الرحلة من القاهرة إلى الحجاز، حتى تصل إلى مكة، ثم ترجع مرة أخرى محملة بالكسوة القديمة، وقام المتحف في عام 2018 بعرض قطعة نادرة من كسوة المكعبة تعرض لأول مرة. 

وقال أبو اليزيد إن المتحف أدار هذه الاحتفالية بشكل مبتكر حيث استضاف ثلاثة من الأبطال المشاركين في حرب أكتوبر حيث كشف هؤلاء الأبطال عدد من أسرار الحرب التي تنشر لأول مرة، وقام هؤلاء الضباط بالحضور للمتحف متطوعين، حيث قاموا بحكاية تجربتهم الكاملة مع حرب أكتوبر وكيف تحقق النصر. 

وردًا على سؤال هل الاحتفاليات فقط هي ما ميزت متحف النسيج المصري؟ قال أبو اليزيد لا ليست الاحتفاليات فقط بل إن فريق المتحف دائمًا ما يكن له أفكار مبتكرة متجددة، حيث قام فريق المتحف بدراسة كل المناهج في المرحلة الإبتدائية وحتى الصف الثاني الثانوي، وتم تنظيم زيارات لطلاب المدارس حيث تم ربط المنهج الدراسي بالقطع الأثرية، بشكل مبسط وسهل، يعين الطالب على حسن استذكار دروسه بشكل عملي، ويخرج بمادة التاريخ من إطارها الجامد، إلى إطار الحكاية الحية، واستمر هذا البرنامج طوال فترة صيف 2018. 

وختم أبو اليزيد كلماته قائلًا إن حصول متحف النسيج على جائزة الأيكوم إنما هو إنجاز لفريق المتحف قبل إدارته، وكذلك هو إنجاز لوزارة الآثار كاملة والتي دائمًا ما تسعى لتدعيم قطاع المتاحف بكل الوسائل التي تعين المتحف على توصيل رسالته كاملة للمجتمع.