أبطال إفريقيا 1| حازم إمام يروي كواليس نهائي 2002 ويوجه رسالة للاعبي الزمالك "فاضل على الحلو دقة"

الفجر الرياضي

بوابة الفجر


أبطال إفريقيا هي مجموعة من الحلقات التي يقدمها "الفجر الرياضي" على لسان نجوم الزمالك أصحاب إنجاز بطولة دوري أبطال أفريقيا عام ٢٠٠٢، والذي حققها الفارس الأبيض على حساب نظيره الرجاء المغربي، وذلك بعد اقتراب لاعبي القلعة البيضاء للعودة من جديد إلى منصات التتويج الإفريقية عن طريق بطولة الكونفدرالية.


يحاور الفجر الرياضي حازم إمام لاعب وقائد فريق الزمالك الأسبق وعضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم الحالي في أولى حلقات أبطال أفريقيا.


بدأ إمبراطور الكرة المصرية حديثه قائلاً : الزمن مر بشكل سريع جدا ! .. مر ١٧ عام على التتويج بالبطولة الغالية، نمتلك ذكريات رائعة في هذا العام وبالاخص في هذه البطولة لأنها لم تكن سهلة بالمرة بسبب تواجد مجموعة من الفرق العظيمة في هذا التوقيت، الأهلي، اسيك ابيدجان، الترجي التونسي، مازيمبي، الرجاء وغيرهم من الاندية التي كان لها باع كبير في القارة السمراء.


ماذا عن عن مشوار الفريق في هذه البطولة؟ 
كما تحدثت لك.. البطولة كانت صعبة جدا بسبب قوة الفرق المشاركة، لم تكم الأمور وردية واللعب في أفريقيا في هذا التوقيت اشبه بالمعارك لأنك تذهب إلى المجهول، المشوار بدأ بشكل طيب بالفوز على الجيش الروندي بسداسية في الدور التمهيدي، صنعت هدفين واحرزت هدفين في هذا اللقاء وكنا موفقين للغاية، بعدها بدأ الفريق في معارك قوية بدور المجموعات حتى مواجهة الرجاء في النهائي.


كيف خرج فريق ٢٠٠٢ من النتائج السيئة في الدوري للفوز ببطولة أفريقيا؟ 
البطولة شهدت موسمين دوري وكنا في هذا التوقيت خسرنا بطولة الدوري، ولكن تركيز اللاعبين كان كبير جدا ونجحنا في الفصل بين المباريات المحلية والافريقية مثلما فعل الفريق الحالي بالفوز في اخر المواجهات المحلية والتركيز في نهائي الكونفدرالية، وكان الجهاز الفني في هذا التوقيت بقيادة كابرال يشارك مجموعة من اللاعبين في الدوري ومجموعة آخرى في أفريقيا، في النهاية المباريات الإفريقية كانت لها مذاق خاص من الجماهير والإعلام والاستعدادات، وبالفعل نجحنا في عمل توازن بين جميع البطولات بدليل الفوز بسبعة بطولات في هذا التوقيت.


مباراة كوستا دي سول في دور المجموعات كانت نقطة فارقة في مشوارك الشخصي مع الفريق في بطولة أفريقيا عام ٢٠٠٢.. اروي لي كواليس هذه المباراة؟
في هذا التوقيت تعرضت للإصابة وابتعدت قليلا عن الملاعب وظروف المباراة سمحت بأن اكون بديلا في الشوط الثاني من المباراة، فريق دي سول الموزمبيقي كان أقل فرق المجموعة ولكن هذه المباراة كانت مغلقة تماما وصعبة، قبل واثناء نزولي للملعب في الشوط الثاني وجدت ترحاب وتشجيع وهتافات كبيرة من الجماهير والحمدلله وفقني الله في صناعة الفارق مع زملائي وفزنا بثلاثة أهداف.


ما هي أصعب مباراة لك مع الزمالك خلال هذه البطولة؟
في الحقيقة هناك أكثر من مباراة صعبة خاضها الفريق خلال مشواره بالبطولة، ولكن تبقى مباراتنا مع الترجي هنا في مصر الأصعب بسبب احتمالية خروجنا من البطولة في حالة التعادل بهدف لكل فريق، كنا مطالبين بالتسجيل وفي نفس الوقت ان لا نتلقى أي أهداف، أمام فريق كبير يمتلك لاعبين كبار مثل خالد بدرة والزيتوني والجعيدي وغيرهم من النجوم القادرين على صناعة الفارق أمام أي منافس، نجحنا في إحراز هدف ولكن الحفاظ عليه كانت مهمة صعبة جدا وفي النهاية صعدنا للدور قبل النهائي بعد مباراة عصيبة جدا.


موقف من الصعب أن تنساه في هذه المباراة؟
هناك موقف مقدرش انساه قبل هذه المباراة تعرضت أنا وإبراهيم حسن للإصابة في العضلة الخلفية، وكان من الممكن ان لا نشارك في اللقاء، ولكن كنا نمتلك إصرار كبير للتواجد في أرض الملعب، الفريق كان يعسكر في أحد فنادق مصر الجديدة القريبة من ستاد القاهرة، قمت مبكرا رفقة إبراهيم حسن في يوم المباراة وتوجهنا إلى المعادي لعمل جلسة علاجية سريعة قبل ساعات قليلة من المواجهة، وعدنا بشكل سريع للمعسكر وكنا نشعر بالخوف من عدم اللحاق بالمباراة بسبب الزحام الشديد في صلاح سالم، لأن اللقاء أقيم عصرا وليس في المساء كما كان المعتاد، والحمدلله وصولنا قبل الموعد وقدمنا أداء طيب وفزنا على الترجي.


هل كانت هذه الروح سببا في الفوز بالبطولة؟
هذه النوعية من المباريات تحتاج إلى لاعبين رجال قادرين على القتال وليس فقط اللعب بشكل جيد داخل الملعب، في هذه المباراة لم أكن سليم بنسبة ١٠٠٪، وفي الشوط الثاني رجلي "طرقعت" وازدات الإصابة ولكن الجميع كان ينظر على الفوز والصعود فقط، مدحت عبد الهادي خاض اللقاء وهو مصابا أيضا، لذلك أقول أن الروح الكبيرة للاعبين سبب رئيسي في الفوز بهذه الكأس بالإضافة إلى نوعية اللاعبين الكبار بالفريق في هذا التوقيت.


كيف استعد الفريق لمباراة الذهاب النهائية أمام الرجاء؟ 
توجهنا إلى المغرب ونحن نعلم جيدا صعوبة المباراة وقوة المنافس الذي نلعب أمامه، لذلك تحدث معي المدير الفني وقال لي بأني لن أكون موجود في التشكيل الأساسي بمباراة الذهاب، وأن الفريق سيخوض المباراة بطريقة دفاعية لعدم استقبال أي أهداف وفي حالة عدم استقبالنا أي أهداف سيكون دوري بشكل أكبر في مباراة العودة بالقاهرة، اتذكر جيدا ان المباراة كانت في الشتاء بشهر رمضان، والجو كان ممطر والملعب تحول إلى برك مياة وحفر طين، والغريب ان مسؤولي نادي الرجاء قاموا برش ارضية الملعب لتزيد المياة، في النهاية نجحنا في تحقيق المطلوب وخرجنا بالتعادل السلبي، اللاعبين في هذا التوقيت كانوا يشعرون جيدا بقيمة البطولة، وكانوا رجالا بمعنى الكلمة.

متى شعرت بأن البطولة من الممكن أن تضييع من نادي الزمالك؟ 
على المستوى الشخصي لم أشعر مطلقا بهذا الاحساس، وكذلك زملائي في الفريق، كنا نجتهد ونقوم بالدور المطلوب مننا داخل الملعب بالتمام والكمال، وكنا نمتلك ثقة كبيرة في الفوز بالبطولة وخصوصاً بعد الصعود من دور المجموعات.


أروي لي كواليس المباراة النهائية في القاهرة؟ 
المباراة النهائية.. لم تكن مباراة بل كانت ملحمة عظيمة سيقف أمامها التاريخ كثيرا، في البداية وجدنا صعوبة كبيرة في الوصول إلى الملعب بسبب تواجد أعداد كبيىة من الجماهير المتجهة إلى الملعب، مصر كلها كانت خلفنا في هذا اليوم، شارع النصر وصلاح سالم كانوا ممتلئين على اخرهم بالسيارات والأعلام البيضاء، اعتدنا على التواجد في الملعب قبل المباريات بساعتين، وبمجرد وصولنا وجدنا ان الملعب "اتقفل" بالجماهير في منظر عظيم لأي لاعب كرة، الحماس لا يوصف، التشجيع كبير جدا، الاجواء رائعة، كانت ليلة بيضاء وانتهت برفع الكأس وسط جماهيرنا الوفية.


ما هي الطريقة الأنسب للزمالك في مباراة العودة أمام نهضة بركان المغربي؟ 
الفريق تحت قيادة جروس له طريقة لعب ثابتة في اغلب المباريات وسوف تكون هي الأمثل للاعبين خلال مباراة العودة، ولو كنت مسؤول عن الفريق في هذا التوقيت كنت سوف ادفع باللاعب ايمن حفني في المباراة كبديل، ارى انه من الممكن أن يكون له دور كبير، بالرغم من اني اعلم ان جروس لن يقوم بالدفع بحفني إلا في الوقت الذي يشعر فيه بعمل شكل هجومي كامل.


أخيراً.. ما هي رسالتك إلى لاعبي الزمالك قبل المباراة النهائية أمام نهضة بركان المغربي؟ 
أقول للاعبين انتم قادرين على تحقيق تاريخ لكم ولنادي الزمالك "فاضل على الحلو دقة" ، الجماهير لا تتذكر إلا أصحاب التاريخ، والتاريخ يصنع بتحقيق البطولات، لذلك لابد ان تقاتلوا من اجل نفسكم ومن اجل جماهير نادي الزمالك، هذه النوعية من المباريات تحتاج إلى رجال وانتم قادرين على رفع الكأس بالرغم من الخسارة في مواجهة الذهاب، جماهير الزمالك تدعمكم وسوف نكون جميعا خلف الفريق من الملعب.