قصة سيدي"أحمد سلطان".. رحل من الوهابيين إلى الإسكندرية ودعا حفيده العثور على ضريحه عقب 140 عاما من وفاته (فيديو وصور)

محافظات

قصة سيدي أحمد سلطان
قصة سيدي أحمد سلطان


 

مدينة الـ "75" ضريح والـ"27 مولود" تلك اللقب التي تشتهر به محافظة الإسكندرية، لانتشار مقامات أولياء الله الصالحين على كافة أنحائها، هؤلاء علماء الدين الذين أثروا المجتمع السكندري بتعليم أبناؤه القرآن الكريم والسنة النبوية وإقامة حلقات العلم والذكر، ويبدو أن المحافظة لا تتوقف مفاجأتها من اكتشاف أضرحة جديدة لشخصيات هامة كان لها دور كبير في نشر الصوفية ونقل علمها إلى أبناء المحافظة الساحلية.


 

في مطلع العام الحالي فتحت الطرق الصوفية ضريحًا جديد لأحد علماء الصوفية وهو سيدي أحمد سلطان الذي توفى منذ 140 عامًا، بعد أن ظل ضريحه لعقود طويلة مغلق داخل غرفة مهملة، على الرغم من لحاق الضريح بمسجده الشهير"أحمد سلطان" داخل منطقة كرموز، والذي يعد أكبر وأقدم المساجد داخل المنطقة، حتى أن الشارع الكائن فيه يحمل أسمه بشارع"سلطان".

البداية.. رؤية

إعادة فتح مقام سيدي أحمد سلطان حدثًا ابتهج له الصوفيون وأهالي منطقة كرموز بغرب الإسكندرية من تعلقوا بنفحات تلك المسجد وخاصة خلال شهر رمضان الكريم، حتى أنه قرر أبناء الطرق الصوفية إقامة احتفالية خاصة به في 17 رمضان الجاري، وتحديد يوم 7 يوليه القادم أول مولد يقام له منذ 140 عامًا.

"جدك بيناديك" هكذا تلقى محمد سمير سلطان حفيد سلالة سيدي "أحمد سلطان" إشارة التحرك للعثور على المقام خلال رؤية، والذي فسره الحفيد أن تلك نداء من الجد الولي الصالح للعثور على ضريحه، وذلك وفق حديثه ل"الفجر"، بقوله"أحد الصالحين نداني في المنام، لإعادة فتح المقام، عقب تسلميه في الستينات إلى الأوقاف".

المقام كما يروي"الحفيد" قد كان يستخدم لأغراض إدارية في المسجد، وقد تم إهماله حتى أنه لم يكن هناك أي معالم بأنه هناك ضريح، إلا أنه قد وجدت سلالة العائلة لوحة تشييد المسجد بكلمات كتابها الولي"أحمد سلطان" بقوله":يا قائمًا للصلاوات الخمس بادر بالصلاة على محمد، هذا مسجد حُسن البنى على تقوى وإخلاص تجدد، بناه أحمد سلطان يرجو الغفران من مولى تمجد، فقل لمن ابتغى للخير بابًا ويُشكر سعيه ويحمد، وإذا رُمت حمد يؤرخ فتشييد المساجد صار أحمد".

وتحدث "محمد سلطان" أن الأسرة قد قامت بتشييد الضريح وإعادة نشر كلماته على حوائط الضريح، وفتح المكان للزيارة عقب إغلاقه لعقود طويلة.

حسيني النسب

وفق سجلات المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة في الوثيقة رقم 73، فقد كان والد سيدي أحمد سلطان أحد حكام المدينة المنوره، ومن قبله أخاه محمد سلطان، ووفق حديث الحفيد"محمد سلطان" فأن هذا يقطع دون شك أنه حسيني النسب لكون آل حسين الأصغر بن علي"زين العابدين" بن الحسين بن على بن أبي طالب هم حكام المدينة المنورة.

ترحاله

رحل سيدي سلطان إلى الإسكندرية مع ظهور الوهابيين في نجد في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي وتعاونهم مع علي بك الكبير في اسقاط الحجاز ، فرحل عقب دخول الوهابيين الي مكة المكرمة عام 1233 ه_ 1808 ميلاديًا، وقد رحل أحمد سلطان مع والده إلى الإسكندرية، وقد عمل في الإدارة المالية في عهد محمد علي باشا، حتى  توفي أحمد سلطان في عام 1300 ه_ 1883 ميلاديًا.

كرماته

الحفيد"محمد سلطان" يكمل في حديثه ل"الفجر" أنه فور وصول سيدي سلطان قد أسس الزاوية الشهيرة"زاوية سلطان" في منطقة محطة الرمل والتي كانت تعرف قديمًا بقرية الرملة، لأنها كانت أرض مهجورة وذلك في عام 1809، وقد أتخذها مكانًا للخلوة والتعبد، فيما أسس "أحمد سلطان" مسجده الشهير"أحمد سلطان" داخل منطقة كرموز والتي كان يقطنها في ذلك الوقت كبار العائلات والباشاوات.

 

السيرة

سيرة الولي "أحمد سلطان" يتداولها إلى اليوم أهالي منطقة كرموز وراغب باشا بأنه كان رجلًا صالح وكان يخدم الأهالي ويعلمهم القرآن والحديث، كما يضيف الحفيد، مذكرًا أن من أهم ما قام به"أحمد سلطان" هو كتابة القرآن الكريم كله بخط يديه للتعلم، ونشر الفكر الصوفي، وكان يقيم تكية بجوار المسجد، لإطعام الفقراء وأخراج الصدقات، وكان المسجد ملتقى للصوفية وتعليم الناس أحكام الدين.

الضريح

ويكمل الحفيد أن الضريح المقام هو قد كان سكن"أحمد سلطان"، حتى أنه تم دفنه في مكان سكنه، وقد ظلت سلالة الأسرة ترعى الضريح، حتى تم تسليم المسجد والمقام لأوقاف في ستينات القرن الماضي، إلا أنه حتى إعادت الأسرة البحث عن الضريح وإعادة تطويره على نفقاتها الشخصية، وفتح المكان للزيارة من أهالي المحافظة.

وأكد محمد سلطان أن الصوفيون يبتهجون بإعادة العثور على الضريح، وأنه يقام كل يوم إربعاء عقب صلاة العشاء حلقة صوفية بقرأة القرآن وبردة المديح، وأن أهالي منطقة كرموز حريصون على زيارة المكان وقرأة الفاتحة له.