"سدب الغاب" تتحدي الأسقف الخرسانية بالغربية.. 200 جنيهًا للسقف و100 راتب العامل إسبوعياً

محافظات

بوابة الفجر


تحت حرارة الشمس في الصباح والحرمان من المياه يقفون، تلتف أناملهم حول أعواد الغاب والخيوط، لا يأبهون الشمس الحارقة ولا الشوك الذي يخرج من الغاب أو حتى المجهود الذهني الذي يبذلوه حتي ينتهون من صنع حصيرة واحدة من "السدب".

علي أعتاب قرية المنشأة الجديدة التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية تجد منحدر علي أرض زراعية كبيرة، أول ما يقع ناظرك عليه هو الكثير من أعواد الغاب بمختلف أنواعه، علي يمينك لوح خشبي يشابه جزع شجرة مستدير، وضعت عليه الخيوط بطريقة مميزة ويقف أمامها "محمد" يضع الغاب ويحرك لفات الخيوط بيديه عكس بعضهما.

ليست الواحدة وإنما وضعت أربعة أعواد خشبية لتصبح مصدر رزق لأربعة أشخاص، فضلا عن وجود عماله أخري تقوم ببعض الأعمال الأخري، ولكن جميعها مرتبطة بصناعة واحدة وهي " صناعة السدب " التي لا تقتصر صناعتها علي أيام معينة وإنما جميع أيام السنة، حتي نهار أيام شهر رمضان المبارك.

وقد تجولت " بوابة الفجر " داخل ورشة صناعة السدب لتتعرف أكثر علي معاناة العاملين بهذه المهنة وخصوصا عملهم أثناء نهار رمضان وحرمانهم من المياة، كيف يعملون وما هي السدب وما هي المخاطر التي يتعرضون لها.

قال "محمد" عامل يصنع السدب أثناء حديثه لمحررة بوابة الفجر أن "السدب" هي عبارة عن مجموعة من أعواد الغاب تربط بجوار بعضها بالخيوط لتصنع حصيرة غاب، لها إستخدامات متعددة منها عمل تعريشة للزرائب والعشش وتعمل كسور يحيط بالأراضي والبيوت.

وأوضح أن الغاب الذي يستخدم لصنع هذه السدب يتجزأ إلي أنواع فهناك الخوص والبلدي ونوع أخر وهو يستخدم جميع الأنواع في السدب فلكل نوع عمله فالغاب الذي يمتلئ بالأشواك يستخدمه لصناعة تعريشة الزرائب نظرا لرخص ثمن السدب المصنوعة منه فلا يقومون بتنظيفه من الأشواك ويوضع كما هو ويبدأ سعره من 120 جنيه.

وأشار إلي أن الجانب الأخر من الناس يستخدمون السدب بدلا من الأسقف الخرصانية، فأحيانا كثيرة يأتي الأشخاص إليه لشراء السدب حتي يقومون ببناء سقف منها فيستخدم الغاب المخلي تماما من القشور والأشواك وموضوع بطريقة منظمة بنفس الطول والعرض ويبدأ سعره من 200 جنيها للحصيرة الواحدة.

وأوضح أن أكثر المخاطر التي يتعرض لها من وراء صناعة السدب غير الشمس الحارقة فوق رأسه، هي الحشرات والثعابين والزواحف التي يمكن أن تقابلهم أثناء تقطيعهم الغاب من الأراضي الزراعية، فضلا عن الأشواك التي تجرح أصابعهم.

وقال " كل شغلة فيها مشقة ولازم نتعب عشان أكل العيش في نهار رمضان بنقوم بدري نشوف شغلنا ونصلي الضهر ونروح بيتنا نرتاح، لو قعدنا في بيوتنا عشان الحر والصيام مين هيأكل عيالنا، الدنيا صعبة ولازم نشتغل بأدينا وسنانا وربنا يدينا على أد تعبنا".