مراقبون: ترامب لن يدع أردوغان يفلت بفعلته في إسطنبول

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


انتقد الكاتب السياسي إيلاي لايك في موقع شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطته الجديدة القاضية بـ"تعزيز ديموقراطيتنا" أي ما يعني أنّ سكان اسطنبول صوتوا للحزب الخطأ، في نظر أردوغان، وعليه ستُجري المدينة انتخابات جديدة.

بناء على مزاعم بوجود تزوير ومخالفات، سيتوجه حزب أردوغان لإجراء إعادة تصويت في انتخابات بلدية اسطنبول الشهر المقبل، حيث خسر الحزب السباق أمام تحالف من الأحزاب المعارضة. وهذا وضع لا يُحتمل بالنسبة إلى حزب أردوغان الإسلاموي الذي يعتمد على رعاية تأتي من السيطرة على الحكومات المحلية.

المشاهير يهاجمون أردوغان
لكنّ انتخابات جديدة لا تُحتمل بالنسبة إلى معظم البلاد التي دخلت في حالة اعتراضية بعد الإعلان فيما يعمد عدد من الأتراك الذين لم ينتقدوا أردوغان سابقاً، ومن بينهم عدد من المشاهير، إلى الاصطفاف بجانب المعارضة. تحدث الرئيس التركي السابق والمشارك في تأسيس حزب العدالة والتنمية عبدالله غول ضد إعادة الانتخابات. 

وتذكر وسائل إعلامية تركية أنّ غول ووزير المالية السابق علي باباجان يخططان للافتراق عن أردوغان ولتأسيس حزب جديد. وكان هنالك استنكار دولي قوي للقرار، مع إدانات من وزراء خارجية أوروبيين عدة كما من الاتحاد الأوروبي. لكنّ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت غائبة عن حملة الإدانة.

صمت واشنطن غير مبرر
يقول المدير التنفيذي لموقع أحوال التركي إلهان تانير إنّ صمت واشنطن يجعل الأمر يبدو كأنّ الإدارة "تريد أن يبقى أردوغان في السلطة إلى الأبد. وأضاف: "حان الوقت بالنسبة إلى إدارة ترامب لإصدار بيان قوي". إنّ رد الفعل البطيء من قبل واشنطن قد يعكس الحاجة للانتباه إلى مكان آخر. منذ ديسمبر (كانون الأول)، حين أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من سوريا خلال مكالمة هاتفية مع إردوغان، ركز الديبلوماسيون والجنرالات الأمريكيون على دفع أردوغان للتعهد بألا يهاجم الأكراد السوريين الذين يشكلون حلفاء جوهريين في الحرب ضد داعش.

حتى هذا اليوم، يقول مسؤولون أمريكيون في حديث إلى لايك إنّ أردوغان لم يقم بهذا التعهد. في هذه الأثناء، ينخرط البنتاغون في حملة غير ناجحة حتى الآن لإقناع تركيا بعدم السعي إلى شراء نظام دفاعي صاروخي روسي. لكن فيما قد يكون مفهوماً أنّ انتخابات محلية قد لا تترأس الأجندة الأمريكية، فإن السكوت أيضاً غير مبرر.

ما هو الرهان الأمريكي الذكي؟
هنالك اليوم دعم واسع داخل تركيا للوقوف في وجه تعزيز أردوغان السلطة. إنّ دعماً أمريكياً للأتراك الذين يعارضون الخداع الانتخابي للحزب الحاكم هو رهان ذكي: لن يحفظ الصدقية مع الحكم الذي سيعقب أردوغان وحسب لكنّه أيضاً سيضعف رئيساً أصبح حليفاً لا يمكن الاعتماد عليه. خلال سنوات أوباما، سمح أردوغان لأراضيه كي يتم استخدامها من قبل داعش لإنشاء خطوط لعمليات تجنيد من أوروبا إلى الخلافة المزعومة. لقد أخذ صفحة من كتاب إيران لقواعد اللعب وحاول انتزاع التنازلات من الغرب عبر اختطاف الرهائن.

رحيل أردوغان يعني رحيل مثير الاضطراب
يتودد أردوغان إلى روسيا ويشتري نظاماً دفاعياً جوياً لا يتناسب مع أسلحة حلف شمال الأطلسي. وإلى الآن، لم يتعهد بعد أردوغان بعدم ذبح الأكراد الذين ساعدوا في القضاء على داعش داخل سوريا. إنّ تركيا من دون أردوغان ستظل تفرض تحديات على السياسة الخارجية الأمريكية. لكن مثير الاضطراب الأساسي في العلاقة سيكون قد رحل. لا يجب على الولايات المتحدة أن تتدخل في السياسات التركية. هي تحتاج فقط إلى الاستماع لما يقوله ملايين المواطنين الأتراك، ومن ضمنهم حلفاء أردوغان السابقون. هذه حالة تتماشى فيها قيم أمريكا مع مصالحها.