تقرير: إيرن تتوسل أوروبا أكثر مما تهدّد أمريكا

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كتب كيث جونسون، مراسل موقع "فورين بوليسي"، وزميله روبي غرامر، محرر الديبلوماسية والأمن القومي، عن تهديد إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي، وخشية بعض الديبلوماسيين من أن يكون ذلك الاتفاق على وشك الانهيار.

وقال المحرران إنه بعد عام من انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي ترامب من صفقة إيران النووية التي وقعت عام 2015، وإعادتها فرض عقوبات اقتصادية، يبدو أن صبر طهران، واستعدادها للحفاظ على الصفقة، قد نفدا أخيراً. 

فقد قالت إيران، يوم الأربعاء الأخير، إنها سوف تتوقف عن الامتثال لبندين من الأحكام الرئيسية للاتفاق النووي، والإعداد لمواجهة مع واشنطن ودول أوروبية كانت مستعدة حتى الآن لمد طهران بشريان حياة.

إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إيران ستوقف شحن يورانيوم مخصب وماء ثقيل إلى دول أخرى – وهما عنصران أساسيان لبناء برنامج أسلحة نووية- ما زالا قيد الإنتاج، ما يعد خرقاً لتعهدين قدمتهما إيران ضمن صفقة 2015، والمعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة( JCPOA).

رسالة ضمنية
وأشار بعض المحللين إلى أن رسالة طهران الضمنية عبارة عن رجاء وتهديد في آن واحد إلى شركاء أوروبيين وصينيين في الصفقة النووية، ومفادها أنه إما تساعدوننا، أو نتصرف على هوانا.

وقال إيلي غيرانمايه، باحث لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "بدأت إيران في التحول من الصبر الاستراتيجي إلى العمل الاستراتيجي".

ويشير كاتبا المقال إلى أن تلك الخطوة الأولية أقل حدة مما خشي منه عدد من المراقبين، ولم تتضمن أية خطوات فورية لإنتاج مزيد من اليورانيوم المخصب الذي قد يسبق صنع قنبلة. ومع ذلك يمكن اعتبار ما صدر عن إيران بمثابة إنذار بإنهاء الصفقة، إن لم تسارع أوروبا للمساعدة على حفظها.

في هذا السياق، قال علي فائز، مدير قسم إيران لدى مجموعة كرايسيس الدولية للأبحاث: "قد يكون الأمر أشد سوءاً. 

فقد اتخذت إيران حداً أدنى من التدابير الانتقامية ضد حملة الضغط الأقصى الأمريكية. وصارت الآن الكرة عند باقي الموقعين على الصفقة في أن يختاروا بين تحدي عقوبات أمريكية أحادية الجانب، أو انتظار مزيد من الخروقات الإيرانية التي ستؤدي لانهيار الصفقة.

بداية النهاية
وما ينذر بسوء، حسب كاتبي المقال، ما قاله روحاني من أنه في حال لم تصل مساعدات اقتصادية في الشهرين المقبلين، فإن إيران سوف تتخلى عن قيود أخرى بشأن قدرتها على تخصيب مزيد من اليورانيوم أو تخزينه، ما يسهل على النظام بناء سلاح نووي بسرعة.

إلى ذلك، قال ريتشارد نيفيو، باحث بارز لدى مركز سياسة الطاقة الدولية التابع لجامعة كولومبيا: "أعتقد أن هذه هي بداية نهاية الصفقة النووية. وتكمن المشكلة الحقيقية في أننا عدنا اليوم إلى السباق وفق جدول زمني إيراني مدته 60 يوماً، ومع انتقام أمريكي مؤكد عبر فرض مزيد من العقوبات. ولذا يأتي التهديد من تصعيد حتمي أكثر مما حدث اليوم".

لكن بدا آخرون أكثر تفاؤلاً. وقالت سوزان مالوني، خبيرة في قسم إيران لدى معهد بروكينز للأبحاث في واشنطن" أعطى الإيرانيون تلك الإشارة لأنهم غير مستعدين للتخلي عن الصفقة، بل ما زالوا يبحثون عن مخرج ما".
سؤالان

وحسب كاتبي المقال، يتركز سؤالان هامان الآن في كيفية رد الولايات المتحدة، وما إذا كانت أوروبا قادرة على الوفاء بوعود قدمتها قبل عام حول تقديم بعض المكاسب الاقتصادية التي وعدت بها بموجب الصفقة النووية.

وقد انتقد وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، الخطوة الإيرانية خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عند زيارته إلى لندن يوم الأربعاء، قائلاً: "إذا توقفت إيران عن الوفاء بالتزاماتها النووية، سيكون لذلك عواقب، بالطبع. ولطالما حافظت إيران على التزاماتها، ستكون المملكة المتحدة ملتزمة أيضاً".

وعلق بومبيو بأن الولايات المتحدة سوف تمتنع عن أي رد إلى أن ترى فيما إذا نفذت إيران فعلياً تهديدها. وقال بومبيو: "أطلقت إيران عدداً من التصريحات بشأن أعمال هددت بتنفيذها من أجل إثارة هلع العالم. سنرى ما الذي سيقومون به فعلياً".