هل اقتربت الحرب الإيرانية الأمريكية؟ (تقرير)

عربي ودولي

بوابة الفجر


تتصاعد أجواء الحرب يوماً بعد يوم، بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتواصل التهديدات الأمريكية ضد طهران، وتشديد العقوبات عليها بجميع أشكالها وألوانها، فيما تعاني المفعول بها معاناة كبيرة، ربما تؤدي إلى انفجار هائل في المنطقة.

رسالة تهديد

وفي خطوة تصعيدية غير مسبوقة، قامت الولايات المتحدة بإرسال حاملة الطائرات أبراهام لينكولن، بالقرب من شواطئ إيران، في رسالة تهديد واضحة ضد طهران.

مواجهة قوية

وفسّر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، خطوة تحريك حاملة الطائرات، وعدد من السفن، والقاذفات إلى الشرق الأوسط، بأنها رسائل واضحة إلى طهران، مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل بقوة شديدة.

وأوضح بولتون، أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيراني، ولكننا مستعدون تماما للرد على أي هجوم سواء من وكلاء أو من الحرس الثوري أو القوات النظامية الإيرانية، بحسب تصريحاته.

تهديد جاد

وفي ذات السياق قال باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، إنه وافق على إرسال حاملة طائرات، وقاذفات إلى الشرق الأوسط بسبب تهديد جاد من قوات النظام الإيراني.

وأوضح "شاناهان" إنّ هذا يمثل إعادة تمركز للعتاد تتسم بالحذر رداً على مؤشرات تشير إلى تهديد جاد من قوات النظام الإيراني، قائلا "ندعو النظام الإيراني إلى وقف جميع الاستفزازات، وإلا سنحمل النظام الإيراني مسؤولية أي هجوم على قوات أمريكية أو مصالحنا".

أنشطة إيرانية

من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، إنّ الولايات المتحدة رصدت أنشطة إيرانية تشير إلى تصعيد محتمل، وذلك بعد يوم من إعلان واشنطن أنها سترسل حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط لمواجهة "تهديد جاد من قوات النظام الإيراني".

وذكر "بومبيو" قائلا "ما زلنا نرى نشاطا يدفعنا للاعتقاد باحتمال وجود تصعيد، لذلك نحن نتخذ كل التحركات الملائمة سواء من الناحية الأمنية، أو من ناحية قدرتنا على ضمان توفر مجموعة واسعة من الخيارات، أمام الرئيس في حال حدوث شيء فعليا".

معلومات إسرائيلية

وفي خضم تلك التصعيدات، كشف موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، نقلا عن مصادر له، أنّ إسرائيل سلمت معلومات استخبارية لواشنطن، تضمنت خطط إيران المحتملة لضرب المصالح الأمريكية في الخليج.

وكشف الموقع، أنّ المعلومات تم تسليمها للبيت الأبيض، قبل تحريك حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن"، ومجموعة من القاذفات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

إيران ترتفع حرارتها

ونقل الموقع الأمريكي عن مصدر في الحكومة الإسرائيلية قائلاً: "لا يزال غير واضح لنا ما الذي يحاول الإيرانيون فعله وكيف يخططون، لكننا نرى بوضوح أن درجة الحرارة لدى إيران ترتفع بتأثير حملة الضغط الأمريكية المتزايدة ضدها، وينظر الإيرانيون في إمكانية اتخاذ خطوات ضد مصالح الولايات المتحدة في الخليج".

أجهزة استخبارات وراء المعلومات

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن المعلومات التي أرسلت إلى الجانب الأمريكي، تم جمعها من قبل "الموساد" وغيره من الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، وتعد أحد أسباب القرار الذي أعلنته الولايات المتحدة بإرسال السفن الحربية إلى الخليج، فيما سلمتها لواشنطن قبل أسبوعين، أثناء محادثات إسرائيلية أمريكية في البيت الأبيض.

تصعيد مبطن

وفي تصعيد مبطن من ناحية طهران، قررت إيران تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى، فيما جرى إبلاغ القرار رسميًا، اليوم الأربعاء، في طهران لسفراء الدول التي لا تزال موقعة على الاتفاق (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا).

واشنطن السبب

وفي تصريح له أوضح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، أنّ الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة، كانت تهدف بوضوح الى التسبب بوقف تطبيق هذا الاتفاق.

وأضاف أن ايران اظهرت حتى الآن ضبط النفس لكنه من المناسب وقف تطبيق بعض تعهداتها واجراءات طوعية، اتخذتها في إطار هذا الاتفاق.

وشدد "ظريف" على أن إيران لن تنسحب من الاتفاق النووي، مبينا أنّ الاجراءات التي اتخذتها طهران، والتي لم تحدد طبيعتها، تتوافق مع حق وارد للأطراف الموقعة على الاتفاق، في حال إخلال طرف آخر بالالتزامات.

حرب إيرانية أمريكية قريباً

في نوفمبر الماضي 2018، كشف موقع الاستخبارات الإسرائيلية "ديبكا"، أن سوريا ستشهد على أرضها قريباً مواجهة عسكرية بين طهران وواشنطن.

وأشار الموقع في هذا التوقيت، إلى أن إيران أنهت استعدادها لفتح جبهة عسكرية جديدة ضد الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، وهو ما دعا واشنطن إلى الاستعداد المماثل، لمهاجمة القوات الإيرانية في سوريا.

وبيّن الموقع الإسرائيلي، أنّ القوات الأمريكية الموجودة شرق نهر الفرات، شمالي وشرقي سوريا، بطول الحدود السورية العراقية، تستعد لاحتمال مواجهة عسكرية مع الميليشيات الموالية لإيران في سوريا.

ووصف "ديبكا" ما يحدث أنّها ستكون "المواجهة التي تشبه المواجهة التي وقعت في العراق، بعد الاجتياح الأمريكي لبغداد، في الأعوام، 2003- 2006".

تخطيط أمريكي لمهاجمة طهران

في مطلع العام الحالي وتحديداً في 13/ يناير/2019، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن البيت الأبيض طلب قبل بضعة أشهر من وزارة الدفاع الأمريكية تقديم خطة لمهاجمة إيران.

وأوضحت أنّ طلب البيت الأبيض جاء إثر إطلاق قذائف الهاون على السفارة الأمريكية ببغداد في سبتمبر 2018، الذي كان يقف خلفه ميليشيا شيعية في العراق مدعومة من إيران، بحسب الصحيفة.

دهشة وغرابة

وأكدت الصحيفة أن مستشار الأمن القومي جون بولتون، خاطب وزارة الدفاع الأمريكية، وطلب منهم صياغة مقترحات لرد عسكري ضد إيران، فيما سجلت الصحيفة آنذاك أن المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، دهشوا لغرابة هذا الطلب، ولكنهم استجابوا له وأعدوا الخطة المطلوبة.

ونقلت الصحيفة أنّ وزير الدفاع السابق، جيمس ماتيس، اعترض، العام الماضي، على توجيه ضربات في سوريا، فيما أكدت أن "بولتون" أوضح مراراً لمسؤولين في الإدراة الأمريكية، أنه يدعم تغيير النظام في إيران، وهو موقف دافع عنه قبل انضمامه إلى إدارة ترامب.

اشتباك عسكري

"الحرب الإيرانية الأمريكية ليست وشيكة لكن حوادث خطيرة قد تؤدي إلى اشتباك عسكري بين البلدين"، هكذا نقلت صحيفة إنديبندنت البريطانية نصاً عن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مطلع مايو الحالي، مبينة أن "ظريف"، أوضح أن الحرب بين إيران والولايات المتحدة ليست وشيكة، لكنه لم يستبعد وقوع حوادث غير متوقعة بين البلدين يمكن أن تؤدي إلى اشتباك عسكري.

وذكرت الصحيفة البريطانية، أن ما يقصده "ظريف" من هذه "الحوادث" هو قبل كل شيء، التوترات المحتملة المتعلقة بإبحار السفن في الخليج وخاصة عبر مضيق هرمز.

حرب الشرق الأوسط الكبرى عام 2019

بهذا العنوان المخيف، صدّر معهد واشنطن للسياسات، دراسة مشتركة بين الرائد في جيش الدفاع الإسرائيلي نداف بين حور، ومايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن.

و تناولت دراستهما، التي نشرت في أغسطس 2018، التوترات المتزايدة بين إسرائيل من جهة، وإيران وميليشياتها من جهة أخرى، موضحة أن هناك مخاوف بشأن مواجهة أخرى بين إسرائيل و «حزب الله» أو اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران في سوريا.

على كافة الأرجاء

وأضافت الدراسة، أن الحرب قد لا تقتصر على المشاركين الأصليين فحسب، بل قد تشمل مجموعةً من المليشيات الشيعية، وحتى نظام الأسد، كما يمكن أن تمتد إلى كافة أرجاء المنطقة.

وذكرت أن هذه التوترات تعود إلى عاملَين أساسيين هما: الجهود التي يبذلها «حزب الله» وسوريا بمساعدة إيران، لإنتاج صواريخ عالية الدقة في لبنان وسوريا، يمكن أن تشل البنية التحتية الحيوية لإسرائيل، وجهود إيران لتحويل سوريا إلى نقطة انطلاق للعمليات العسكرية ضد إسرائيل.

وقالت الدراسة، إنّ إيران تعتمد على تنفيذ عمليات بالوكالة وإرهاب، لتجنّب الحروب التقليدية، وما يترتب عليها من خسائر فادحة لقواتها، مشيرة إلى أن طهران كانت مستعدة في بعض الأحيان للمغامرة بنشاطات عالية المخاطر تنطوي على احتمالية التصعيد، ومنها على سبيل المثال: (قيام القوات الإيرانية في سوريا بإطلاق طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات في الأجواء الإسرائيلية في فبراير 2018؛ وقد تم إسقاطها، لكن الحادثة أثارت جولة من الاشتباكات).

سياسات جديدة

ويرى جورج مالبرونو، الصحفي بجريدة لوفيغارو الفرنسية، أنّ واشنطن لا تريد دخول حرب مع طهران، وإن كانت على أهبة الاستعداد، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة بدأت تنتهج انتهاجاً جديداً ضد طهران بقيادة دونالد ترامب، بعدما ظلت طيلة الثلاثين سنة الماضية تنتهج مع إيران سياسة اللاحرب واللاسلم الحذرة.

وأوضح أن هناك تهديد حقيقي ضد أهداف أميركية بالعراق وسوريا، مبيناً أن الوضع الحالي يُنذر بشكل متزايد بوقوع اشتباكات بين الطرفين.