"على أد الإيد".. آدم يصنع فوانيس رمضان من زجاجات البلاستيك

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


مع اللحظات الأخيرة لغروب الشمس، استعد الطفل آدم للممارسة عمله بعد أن أنهى يومه الدراسي بمدرسته، ثم انتهي من صناعة "الفوانيس اليدوية" التي يصنعها ويبيعها بسعر رمزي، ويبدأ أدم عمله بابتسامه بسيطة ويحمله بضاعته، ويجاوب الشوارع العامة.

"وماله لما أتعب في مشروعي". هكذا بدأ "آدم" حديثه لـ"الفجر"، والذي يبلغ آدم من العمر 11 عاما "مازالت أدرس في المدرسة، أنا في أولي إعدادي، بروح البيت بعد المدرسة اكتب الواجب واتغدى، أعمل الفوانيس لبيعها، أصنع حوالي 25 فانوس في اليوم".

يتميز آدم بفكرته المبتكرة في "فوانيس بلاستيك من زجاجات المياه القديمة " التي لم يسبقه إليها أحدا " فكرتي الخاصة، أحضر زجاجات المياه وانظفها والصقها بالألوان وأضع فيها لمبة وأعمل أشكال في الزجاجة"، تصميم بسيط ويدوي" أول مرة أعمل الفانوس الزجاجة كان السنة الماضية، وكان بدون لمبة، ثم طورت شكله وركبت له لمبة، وأحيانا أصنع جامع من ورق الكارتون وأركب له لمبات" .

يحلم آدم بتأسيس مشروعه الخاص"أحلم بمشروع أكبر، ويصبح مصنع كبير للفوانيس المصري البسيطة "، يؤمن آدم بأهمية العمل ويبيع فوانيسه في شوارع العباسية والظاهر والمعز والحسين، مستكملاً حديثه: "وماله لما أتعب في مشروعي، وأنزل للشوارع من 7 مساءا، وحتي 11 مساءا"، وغالبا ما تجذب ابتسامته، وهدوئه الزبائن لشراء فوانيسه بسيطة "مبحبش أزن علي الزبون وأضغط عليه ليشتري مني، ولاأحب البس هدوم مقطعة أو أشحت من حد".

يكمن مفتاح نجاح آدم في تربية الحسنة من والده عم محمد الذي التقط أطراف الحديث "ربيته علي الحلال وأنه يكون راجل ويعتمد علي نفسه "، ولا يفارق عم محمد ابنه في ساعات تجوله في شوارع القاهرة " ابني صغير، وأخاف يتخطف، أنزل معه وأحمل حقيبة الفوانيس واتركه يبيع للزباين بنفسه، هو يفضل أن يشعر أنه رجل ويعتمد على نفسه".

يستكمل عم محمد قائلاً: "إحنا من أسوان وسكنت في العباسية، وعندي أربع أولاد " حسام وعبد الرحمن شباب يعتمدون علي أنفسهم، وأدم مازال في المدرسة وشهاب عنده سنة"، قد رزع عم محمد في ابنه أهمية العمل "الشغل مش عيب، بس لازم يكون حلال، وأنا أشجع ابني وأنزل معه"، يعمل عم محمد في تجارة الحقائب البلاستيك لمحلات الملابس الجاهزة " أبيع شنط بلاستيك لمحلات الملابس جملة، واساعد آدم في شراء زجاجات بلاستيك للفوانيس من تجار الجملة الذين أعرفهم ". 

يواجه آدم السخرية من بعض الناس التي تقلل من حجم مجهوده "في ناس ساعات بتسخر مني، وتقول لي أني أبيع زجاجة بلاستيك مالهاش لازمة" بالرغم من سخرية بعض الناس الإ أصحاب آدم بالمدرسة يقدرون عمله" بعض الناس تشتري مني إعجابنا بفكرة الفانوس، وزملائي في المدرسة يرون أني ناجح وأكسب فلوس".

تنتهي الأموال التي يدخرها من عمله بعد العيد "أصرف فلوس التي جمعتها في العيد، أو أعطيها لأمي لشراء حلويات لأخي الصغير، أحب أعمل ما أجيده، واتعب فيه، ليس مهما المكسب المادي"، يستمر آدم في مهنته لمدة شهر واحد " أعمل ثلاث أسابيع قبل رمضان، وأول أسبوع في رمضان "، تذهب الفوانيس التي لايتم بيعها إلي الجيران والمعارف والأقارب "رمضان كريم، شهر العطاء اللي مبتباعش يذهب للجيران والأرقاب أو أزين به الشقة، المهم الناس تبقي مبسوطة".