إيران والإخوان.. تاريخ طويل من تحالف الشر

السعودية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



يبدو أن إيران المأزومة للغاية بفعل حزمتي عقوبات واشنطن في أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين تخشى مزيدا من الحظر عليها بعد أنباء عن قرار مرتقب من البيت الأبيض يقضي بإدراج تنظيم الإخوان حليف طهران التاريخي على لوائح الإرهاب، وفقا للعين الإخبارية.

وأوردت وسائل إعلام إيرانية مقربة من مليشيا الحرس الثوري أبرزها وكالة أنباء "تسنيم"، الأربعاء، نقلا عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ينتقد خلالها سعي الولايات المتحدة إلى تصنيف تنظيم الإخوان تنظيما إرهابيا.

وللمفارقة فإن تصريحات ظريف خرجت من قلب الدوحة التي تأتي على رأس رعاة التنظيم الإرهابي والتي ترفض كف يدها عن دعم وتمويل تنظيمات إرهابية إقليميا ودوليا، خلافا لمطالب دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر).

ونقلت "تسنيم" عن ظريف قوله على هامش مؤتمر في العاصمة القطرية إن طهران ترفض أي محاولة أمريكية لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية، زاعما أن الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها لأن تبدأ بتصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية.

حديث ظريف أتبعه دفاع مستميت عن تنظيم الإرهابية عبر منصات إعلامية موالية لنظام المرشد الإيراني علي خامنئي، في حين من المقرر أن يسفر قرار أمريكا المرتقب حيال الإخوان عن فرض عقوبات اقتصادية واسعة على عناصرها دوليا.

إيران تخشى مصير الإخوان.. حقيقة تكشف عنها تصريحات تصريح وزير الخارجية الإيراني، حيث ستشمل عقوبات واشنطن منع سفر أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي، فضلا عن حظر التعاملات سياسيا وتجاريا مع أطراف أمريكية، إلى جانب فرض عقوبات على الكيانات والأشخاص المتعاملين معها.

وترتبط إيران بعلاقات وثيقة مع جماعات وتنظيمات إرهابية في المنطقة منذ عقود، لا سيما جماعة الإخوان الإرهابية، صاحبة التاريخ الحافل بالأعمال الإرهابية التي روعت الشعب المصري على مدار عقود.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية في مارس/آذار 2018 تصريحات مثيرة للجدل عن أمين عام مليشيا حزب الله الإرهابي الموالي لطهران حسن نصر الله، اعترف خلالها بتقديم دعم لتنظيم الإخوان الإرهابي في مصر خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي عام 2012.

وقال نصر الله، خلال لقاء جمعه حينها مع عدد من الإيرانيين المقيمين في لبنان، إن مرشد إيران الحالي علي خامنئي انزعج من سقوط تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر بعد تجربتهم التي استمرت قرابة 80 عاما.

وتعود جذور العلاقة بين تنظيم الإخوان الإرهابي ونظام الملالي إلى عقد الخمسينيات من القرن الماضي، في حين تحتفظ الذاكرة القريبة بتصريحات لمرشد الإخوان السابق مهدي عاكف، في أعقاب كشف السلطات الأمنية المصرية لما عرف بـ"خلية مليشيا حزب الله" عام 2009 قال فيها إن "من حق مصر أن تشكر حزب الله، لا أن تحقق معه".

وفي تأكيد على الروابط الخبيثة بين الطرفين على مدار عقود، نعى مستشار المرشد الإيراني للعلاقات الدولية علي أكبر ولايتي، مهدي عاكف حين وافته المنية في سبتمبر/أيلول 2017، وأثنى على الأخير بدعوى اعتزامه دعم مليشيا حزب الله الإرهابية بـ10 الآف مقاتل من تنظيم الإخوان للانضمام إلى صفوفها عام 2006.



وفي 5 يونيو/حزيران 2017، قررت دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قطع العلاقات مع قطر، لتورطها في دعم تنظيمات إرهابية، والعمل على زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

وقوف "ثلاثي الشر" (تركيا وإيران وقطر) سراً وعلناً ضد محاولة واشنطن تصنيف الإخوان يكشف بشكل واضح اصطفافهم في مواجهة أمريكا والعالم لمحاربة الإرهاب، خصوصاً أن هذه المواقف تأتي بعد أقل من شهر من اعتراض كل من قطر وتركيا أيضاً على تصنيف واشنطن مليشيا الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

ويعد القرار الأمريكي الخاص بتصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية" ضربة قاصمة لأهم حلفاء تنظيم الحمدين في دعم الإرهاب بالمنطقة، الأمر الذي سيؤثر على مؤامراتهما خلال الفترة المقبلة بشدة.