على خطى "السيسي".. ما وراء سعي ترامب لتصنيف "الإخوان" على قوائم الإرهاب؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


نشرت صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" تقريرا عن الضغوط الأمريكية التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإصدار أمر تعييّن جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، وأصدر البيت الأبيض، تعليماته للأمن القومي والدبلوماسيين لإيجاد طريقة لفرض عقوبات على جماعة الإخوان بوصفها بأنها منظمة إرهابية، وذلك علي خطى ما اتخذته القيادة المصرية في حظر ومنع جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها جماعة إرهابية 

السيسي يواجه الإرهاب 
كانت مصر أول من أطلق نداء ضرورة مواجهة الإرهاب عالميا، وتجفيف منابع تمويله وتضييق الخناق عليه أمنيا، ومواجهته فكريا بمنظومة عالمية واحدة، حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، العالم من خطر الإرهاب، وخاصة أن مكافحة الإرهاب لا تكون عملية منفردة لدولة بعينها.

وأصبحت رؤية الرئيس السيسي واضحة للجميع، حيث لم تتوقف حدود الإرهاب عند منطقة الشرق الأوسط، والتفجيرات والعمليات الإرهابية، بل وصلت إلى أوروبا وأمريكا.

عقوبات اقتصادية
طبقا للتقرير، فإن هذا القرار الذي يسعى له ترامب يفرض عقوبات اقتصادية على الشركات والأفراد الذين يتفاعلون مع جماعة الإخوان، لكن أثار اقتراح ترامب جدلا بين مسئولين رفيعي المستوى، خلال اجتماع مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض.

قالت سارة هاكابي ساندرز، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، بأن الإدارة تعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، مضيفة أن الرئيس تشاور مع فريق الأمن القومي وقادة المنطقة الذين يشاركونه قلقه تجاه الجماعة .

يدعم فكرة ترامب باعتبار جماعة الإخوان جماعة ارهابية: مستشار الأمن القومي إن جون ر. بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبو، ولكن يعارض الفكرة عدد من أعضاء البنتاجون وموظفي الأمن القومي وقد سعوا جاهدين لإيجاد خطوة محدودة ترضي البيت الأبيض.

مصالح أمريكا 
على سبيل المثال، جادل المسئولون الرافضون، بأن معايير تسمية منظمة إرهابية ليست منطبقة علي الإخوان المسلمين بسبب امتلاك الجماعة للعديد من الأحزاب السياسية في أماكن مثل تونس والأردن بالإضافة إلي انتشار التنظيم، كما رفض المسئولون قرار ترامب بسبب العلاقات والمصالح مع تركيا، والتي يعتبر رئيسها ، رجب طيب أردوغان، مؤيدًا قويًا للإخوان، كما توجد جماعات ومنظمات أمريكية مؤيدة لتنظيم الإخوان. 

طبقا لتقرير الصحيفة، فإن جماعة الاخوان كانت قد شكلت جناحًا مسلحًا سريًا في بداية تأسيسها، كما تورط بعض أعضائها السابقين في جرائم إرهابية، وكان الرئيس اوباما يرفض اعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية لأسباب قانونية ومصالح وسياسية. 

الحرس الإيراني 
يعد الضغط من أجل فرض عقوبات على جماعة الإخوان المسلمين هو أحد قرارات ترامب، لكن القرار يخضع لفحص الإدارة الامريكية، كان ترامب يخطط لادراج جماعة الإخوان المسلمين والحرس الثوري الإسلامي الإيراني كمنظمات إرهابية خلال عام 2017، لكن القرار واجه اعتراضات المسئولين.

في هذا العام، دفعت الإدارة الأمريكية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية، وأعلن وزير الخارجية فرض عقوبات على الذراع العسكري الإيراني في 8 أبريل، وهو اليوم السابق لزيارة الرئيس السيسي للبيت الأبيض.

كانت هذه الخطوة ضد الجيش الإيراني، هي المرة الأولى التي تفسر فيها الولايات المتحدة قوانين مكافحة الإرهاب على أنها تسمح لاعتبار كيان تابع لحكومة دولة علي أنه جماعة محظورة وإرهابية، وأثار قرار ترامب جزعًا بين المهنيين العسكريين والاستخبارات والدبلوماسيين الأمريكين بسبب الخوف العواقب المحتملة للقرار.

شملت المشاكل المحتملة زيادة إعفاءات التأشيرة وطلبات اللجوء السياسي للمسؤولين العراقيين الذين يواجهون ويقفون ضد الوكالة العسكرية الإيرانية .

قرارات الرئاسة الأمريكية لا تقبل الطعن
من ناحيته، قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن تقرير النيويورك تايمز خاطئ لأن الرئيس الأمريكي يستطيع إصدار قرار فورًا باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية .

وأضاف عودة "للفجر"، أن الرئيس الأمريكي يملك السلطات إصدار قرارات تنفيذية وتصدق عليها وزارة المالية في حكومته مثلما حدث في قرار اعتبار الجولان جزء من الأراضي الاسرائيلية أو قرار اعتبار القدس عاصمة إسرائيل، كلها قرارات أصدرها ترامب منفردا.

أوضح عودة، أن قرارات الرئاسة الأمريكية لا تقبل الطعن، وخاصة في القضايا التي تخص الإرهاب والامن القومي، كما أن سلطة الكونجرس تخص الطعن على قرارات التي تخص الحريات مثل قرار بناء جدار عزل بين أمريكا والمكسيك.

وأكد عودة، أن الرئيس الامريكي يماطل، ولا يرغب في إصدار القرار لضمان مصالح أمريكا مع تركيا والجماعة الارهابية وقطر - بحسب قوله-.