أثري: المصريون يعرفون "الفسيخ" منذ 5000 عام.. وهو رمز للحياة

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، والخبير الأثري المعروف، إن الفسيخ "السمك المملح" من بين الأطعمة التقليدية فى شم النسيم، وعرفه المصري القديم منذ الأسرة الخامسة أي منذ ما يقرب من 5000 عام.

وعن سبب لجوء المصري القديم إلى تمليح السمك وجعله شعيرة من شعائر عيد "بدء الخلق" يقول ريحان إن المصري لما بدأ في الاهتمام بتقديس النيل "نهر الحياة" حيث ورد فى متونه المقدسة أن الحياة فى الأرض بدأت فى الماء، وهو يعبر عن المياه بالسمك الذى تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع حسب المعتقد المصري القديم، إذًا فالسمك عند المصري القديم هو أيضًا رمزًا من رموز الحياة.

ويقول ريحان إن المؤرخ الإغريقى هيرودوت ذكر أن قدماء المصريين كانوا يأكلون السمك المملح فى أعيادهم ويرون أن أكله مفيد فى وقت معين من السنة، وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه للعيد أطلقوا عليه اسم "بور" وهو الاسم الذي حور فى اللغة القبطية إلى "يور" وما زال يطلق عليه حتى الآن.

وعيد شم النسيم هو عيد مصري احتفل به قدماء المصريين منذ عام 2700 ق. م، حيث تتجدد الحياة، وكان يطلق عليه "شمو" أى بعث الحياة، ثم تحرفت إلى شم وأضيف إليه النسيم، وكانت السنة عندهم تبدأ بعد اكتمال القمر الذى يقع عند الانقلاب الربيعى فى 11 برمودة "باراحاموت بالهيروغليفية"، وكان يعتقد المصري القديم في ذلك اليوم أنه يوم بدء خلق العالم، وسجل على جدران المعابد، أن المعبود رع يقوم فى ذلك اليوم بالمرور في سماء مصر داخل سفينته المقدسة ويرسو فوق قمة الهرم الأكبر وعند الغروب، يبدأ رحلته عائدًا للأرض صابغًا الأفق باللون الأحمر رمزًا لدماء الحياة، التي يبثها من أنفاسه إلى الأرض معلنًا موت المعبود "ست" إله الشر.

ونشأت العلاقة بين المسيحية واليهودية بالمصادفة حيث أن بني إسرائيل حين خرجوا من مصر، كان خروجهم يوافق موعد احتفال المصريين بعيد بدء الخلق، وأول عيد الربيع "عيد شمو"، وأطلق عليه اليهود يوم الخروج أو الفصح، وهى كلمة عبرية معناها "اجتياز" واشتقت منها كلمة "بصخة" إشارة إلى نجاتهم، وهكذا اتفق عيد الفصح العبري مع عيد شمو المصري.

 ثم انتقل عيد الفصح بعد ذلك إلى المسيحية لموافقته موعد عيد القيامة ولما انتشرت المسيحية في مصر أصبح عيد القيامة يلازم عيد المصريين القدماء، حيث يأتى شم النسيم يوم الاثنين الذي يلي عيد القيامة وهو العيد الأكبر عند المسيحيين، ويكون الاحتفال بهذا العيد يوم الأحد بعد فصح اليهود لا معهم ولا قبلهم.