"حوار مشروط" و"تبادل سجناء".. هل تسعى إيران للتفاوض مع أمريكا بدلا من المواجهة؟

عربي ودولي

الرئيس الإيراني ونظيره
الرئيس الإيراني ونظيره الأمريكي


قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن بلاده قد تجلس إلى طاولة المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية في حال أوقفت الأخيرة ضغوطها على طهران وقدّمت اعتذارًا لها، فيما أكد وزير خارجيته محمد جواد ظريف امتلاكه الصلاحيات لعقد صفقة تبادل سجناء مع أمريكا، في دعوة صريحة من طهران لتخفيف حدة التوترات بين البلدين والدخول في حوار مشروط مع واشنطن.

التفاوض بعد إنهاء الضغوط
وتابع "روحاني": "الشعب الإيراني يدرك جيدًا أن المقاومة هي أفضل سبيل لمواجهة المبادرات غير القانونية، فالتفاوض هو الطريق الذي يجب أن نسلكه بعد إنهاء كافة أنواع الضغوط الممارسة ضدنا".

جاء ذلك في كلمة ألقاها روحاني خلال جلسة لمجلس الوزراء في العاصمة طهران، الأربعاء، بحسب التلفزيون الرسمي الإيراني.

واستطرد أيضا: "كما أننا رجال حرب ودفاع، فإننا رجال تفاوض ودبلوماسية أيضا".

وتطرق "روحاني"، إلى قرار واشنطن بشأن عدم تجديد إعفاءات استيراد النفط الإيراني، قائلا: "الولايات المتحدة لن تنجح في مساعيها الرامية لتقليص صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وسنستمر في بيع النفط بوسائل متعددة، فالولايات المتحدة لا تملك القوة الكافية لضبط أسواق النفط العالمية".

والإثنين، قررت الولايات المتحدة عدم تجديد الإعفاءات بشأن استيراد النفط الإيراني بحلول 2 مايو، لـ 8 دول حصلت عليها في ديسمبرالماضي.

وبدأت واشنطن، في 5 نوفمبر الماضي، تنفيذ حزمة عقوبات شملت صناعة النفط في إيران والمدفوعات الخارجية؛ مما أثر على إنتاج الخام والصادرات.

ومنحت واشنطن الإعفاءات المؤقتة، لكل من تركيا، والصين، والهند، وإيطاليا، واليونان، واليابان، وكوريا الجنوبية وتايوان. 

أمريكا: النظام الإيراني خارج عن القانون
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الإثنين، أثناء إعلان اتّخاذ إجراءات جديدة ضد إيران: "لا يزال الهدف بسيطا".

وأضاف أن هذا الهدف يكمن في حرمان النظام الإيراني، الذي وصفه بالخارج على القانون، من الأموال التي يستخدمها في زعزعة استقرار الشرق الأوسط على مدار أربعة عقود، وتحفيز إيران على أن تسلك مسلك الدولة الطبيعية.

تلميحات إيرانية للتفاوض
وحملت تصريحات الرئيس الإيراني روحاني والمرشد الأعلى، الأربعاء، إشارات على التفاوض مع ترامب، لكن بشروط، كما كانت تحمل بعض العبارات الاستفهامية، لكن كانت تتلوها بعض شعارات التحدي.

ووضع الرئيس الإيراني شروطًا للتفاوض، وهي: "إلغاء جميع العقوبات، والاعتذار لإيران بسبب الإجراءات غير القانونية، والاحترام المتبادل".

وأشار "روحاني"، إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً إن إيران لا تفاوض "بلطجيًا يريد فرض التفاوض بالقوة"، معتبرًا أن مثل هذا التفاوض سيكون بمثابة "قبول الذل والاستسلام".

كما أكد الرئيس الإيراني، في الوقت نفسه، أن "أمريكا ليست مستعدة للتفاوض كما يدعي البعض".

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تشهد فيه إيران أقسى الضعوط الأمريكية في تاريخ الجمهورية الإسلامية، خاصة بعد إدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب الأمريكية، وتضييق الخناق على الصادرات النفطية الإيرانية. 

أمريكا تريد الحد من النفوذ الإيراني
وفي المقابل، تؤكد السلطات الأميركية على استعدادها للتفاوض مع إيران، بهدف الوصول إلى "اتفاق أفضل" في ملف إيران النووي والصاروخي، والحد من نفوذ طهران في المنطقة.

وكان براين هوك، رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأمريكية، قد أعلن في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز"، في وقت سابق، أن بلاده مستعدة للتفاوض مع إيران.

ظريف يدعو لصفقة تبادل سجناء
وأكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استعداد بلاده لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن بإمكانه أخذ هذه المهمة على عاتقه، في محاولة للتخفيف من حدة التوتر والتصعيد بين البلدين بعد إعلان واشنطن إنهاء تمديد إعفاءات النفط مع حلول ذكرى انسحابها من الاتفاق النووي الثاني من مايو المقبل.

وأكدت الخارجية الإيرانية في بيان لها تصريحات الوزير الإيراني التي أدلى بها الأربعاء خلال حضوره فعالية في مؤسسة "Asia Society" بنيويورك، ردا على سؤال حول الموضوع "لنحاول القيام بالتبادل... أنا مستعد لفعل ذلك ولدي الصلاحيات الضرورية".

وأوضح ظريف، أنه أبلغ منذ 6 أشهر ممثلي إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بجاهزية إيران للعمل على وضع اتفاق حول موضوع تبادل السجناء، لكنه لم يتلق حتى الآن أي رد على هذا المقترح.

وأضاف: "كل هؤلاء الأشخاص محتجزون في السجون الأمريكية، ونعتبر الاتهامات التي تم توجيهها إليهم باطلة، فيما تقول الولايات المتحدة إن اتهامات باطلة نسبت إلى المحتجزين في السجون الإيرانية".

وتابع وزير الخارجية الإيراني: "دعونا ألا نقوم بمناقشة هذا الأمر فلننفذ عملية التبادل، وأنا كوزير خارجية بإمكاني إنجاز هذه القضية الإنسانية".

وبينما كان ظريف يدعو لصفقة في نيويورك، كان الرئيس حسن روحاني في طهران يقول في الوقت نفسه إن "المفاوضات ممكنة لكن بشرط إبداء الاحترام المتبادل ورفع الضغوط"، مؤكدا: "البعض يعتقد أن أمريكا جاهزة للمفاوضات وإيران لا تريد ذلك، الأمر ليس كذلك".