"توأم وضفيرة ومصحف".. والدة "أميرة" تروي كواليس ذبح طفلتها بكرداسة (صور)

حوادث

بوابة الفجر


"مش هبعت عيالي المدرسة تاني، يعيشوا جنبي جاهلة أحسن من أنهم يموتوا زي اختهم".. بهذه الكلمات البسيطة بدأت شيماء والدة الطفلة "أميرة" ضحية إعتداء وذبح طفلي كرداسة، تروي كواليس مشهد لا تستطيع ذاكرتها نسيانه حتي أن تلحق بابنتها بعد وفاتها، وذلك بعد عثورها على جثة ابنتها، مهشمة الرأس ومذبوحة وملقاة بمنطقة جبلية، بمركز كرداسة.

كانت بتدافع عن اختها

داخل غرفة بالطابق الأرضي يملاءها الحزن، والبكاء ونساء ترتدي ملابس سوداء، بمنزل بمنطقة وسط أبو رواش، كانت تجلس " شيماء" والدة الطفلة " أميرة أيمن"، صاحبة الـ 10 سنوات، تستقبل نساء العائلة والشارع، لتلقي واجب العزاء، بعد فقدها ابنتها الوسطي، على يد ذئبين بشريين صغيرين، قاما بالإعتداء عليها وذبحها، وإلقاء جثتها بمنطقة المزاريطة الجبلية، بمركز كرداسة. 

بدأت " شيماء" حديثها لـ "بوابة الفجر" قائلة: " كان عندي 4 أبناء أكبرهم ياسمين في الصف الثاني الإعدادي، وأميرة وشقيقتها التوأم " أمنية"، في الصف الرابع الإبتدائي، أحمد أصغر أبنائي عمره 5 سنوات، و" أميرة" كانت أخلاقها حسنة، هادئة، وبتسمع الكلام، عكس شقيقتها التوأم.

وصمتت قليلا، لتستكمل "الأطفال في البيت كلهم، بيروحوا يحفظوا القران، بـ"كتاب الشيخ هاني" في الأجازات، وفي وقت الدراسة لكن بيختلف ميعاد دروس تحفيظ القرآن، في أيام الدراسة عن ميعاد الأجازات"، ويوم إختفاء "أميرة" بعد عودتها من المدرسة صحبة شقيقتها التوأم وأبناء عمها، غيرت لبسها المدرسي، ولبست "تيشيرت لونه بني، وبنطلون أبيض" وذهبت إلى الكتاب، قبل شقيقتها بنصف ساعة، وبعد حفظها جزء جديد من القرآن الكريم، وتسميعها الجزء القديم.

وأثناء نزولها السلم لتعود للمنزل، وجدت شقيقتها أمنية بالشارع، و"مروان" صاحب الـ 13 عاما، طالب بالصف الأول الإعدادي، يشدها من " ضفيرتها"، وعند محاولتها منعه وضربه، تعدي عليها بالضرب، وأسقطها على الأرض، فقالت له: " هقول للشيخ هاني انك ضربتني"، فصعدت إلى الكتاب، وعند معاتبه أميرة له على ضربه شقيقتها، تعدي عليها بالضرب هي الأخري، ما أثار غضبها، فحملت " حجارة صغيرة من الأرض" لتلقيها عليه، وأثناء ذلك تدخل صديقه، " إسلام" صاحب الـــ 12 عاما، طالب بالصف السادس الإبتدائي، وإعترض طريقها " ووضع قدمه أمامها "، حتي أسقطها أرضا، وخطفا منها المصحف والكراسة، وجريا، وكانت أميرة تلاحقهما.

اختفاء "الطفلة أميرة".. ووالد المتهم يخفي الجريمة

كانت الساعة تشير إلى السادسة وقت أذان المغزب، عادت الشقيقة التوأم من الكتاب، تسأل والدتها عن نصفها الاخر: "أميرة فين يا ماما، أميرة مجتش، دي مشيت من بدري"، لترد الأم: "لا لسه"، وخرجوا ليبحثوا عنها بالشارع، لكنهم لم يجدوها، وبسؤال زميلاتها، قالت إحداهن أنها كانت تتشاجر مع زميليها بالكتاب "مروان وإسلام" وكانت تجري ورائهما، وبتوجه "الأم وابنائها"، لمنزل "إسلام" وسؤاله عن ابنتها، أنكر معرفته مكانها، وأنها كانت تلاحق صديقه "مروان"، وبعد صلاة المغرب إنتظرت "شيماء" الشيخ هاني أمام المسجد، لتسأله عن منزل الطفل الأخر، وبالذهاب إليه، أنكر هو الأخر معرفته مكانها، وبعودتهم إلى المنزل، وفحص كاميرات المراقبة بالمحال التجارية بالشارع، وجدوا "أميرة تلاحق الطفلين، وإختفائها بعدها"، وبمواجهة الطفل مروان بالفيديوهات، اعترف بمشاجرتهم، لكنه أنكر معرفته مكانها، وبطلب أهل أميرة فحص كاميرات المراقبة المركبة بالمنزل خاصته، رفض والد الطفل دخول أي شخص منزله سوى "الشيخ هاني"، وبالفحص تبين وجود فرق في توقيت دخول الطفل منزله، وبالبحث عنها داخل المنزل، لم يعثروا عليها، فأخذ كل أفراد عائلة الطفلة يبحثون عنها بجميع شوارع المركز، والإدلاء بأوصافها بواسطة الميكروفونات، ومكبرات الصوت، ونشر صورها على مواقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك، لكن دون جدوي.

العثور على الجثة مذبوحة داخل غرفة مهجورة بالمزاريطة

وبعد مرور 24 ساعة على اختفاء الطفلة أميرة ذهب والدها إلى مركز شرطة كرداسة، ليبلغ المقدم إسلام سمير رئيس وحدة مباحث القسم، بإختفاء ابنته ويتهم الطفلين " مروان وإسلام" بمعرفتهما مكانها، وبالقبض على الطفلين وبمواجهتهما اعترفا بذبحهما الطفلة بعد اعتدائهما عليها، وضربها بالحجارة على رأسها، وأدلي عن مكان إخفائهما الجثة داخل حجرة مهجورة بمنطقة المزاريطة الجبلية، وبإنتقال قوة أمنية بإشراف العميد عاصم أبو الخير رئيس قطاع اكتوبر، للمكان عثر على جثة الطفلة مصابة بتهشم برأسها، وذبح برقبتها، وملقاة على الأرض، ومغطاه بالرمال والأشجار وعثر بجوارها على المصحف الخاص بها، وكراستها.

جد الطفلة المذبوحة: "ابنتنا عمرها ما راحت الغرب"

وواصلت الأم الملكومة حديثها، ودموعها تنهمر من عينيها: "ضاعت مني أغلى ما ليا، كانت اطيب اخواتها، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، ذنبها إيه ابنتي تتقتل، ذنبها إنها كانت بتدافع عن أختها، دي كانت رايحة تحفظ القرآن، المشكلة إنهما مش من منطقة غريبة، دول ساكنين في نفس الشارع، وكانوا بيحفضوا القرآن معها، عند "الشيخ هاني"، فكان لهم أبًا ومعلمًا، دي تكون أخرتها "أم تعلم حفظ القرآن"، و"أخري تربي على القتل"، ليلتقط منها الحديث جد الطفلة قائلا: "ابنتنا عمرها ما راحت الغرب "مكان العثور على جثتها"، يقتلوا البنت ويرموا جثتها في المزاريطة، يمكن كان فيها الروح لما ضربوها، كنا لحقناها، مش يرموا جثتها في الجبل، مشيرا "الحادثة دي عملت رعب في كل البيوت، دلوقتي كل أم مش بتسيب عيالها لغاية ما يخلصوا المدرسة، وتروح معاهم".

"والدة أميرة": مش هبعت عيالي المدرسة تاني 

وعادت الأم تستكمل حديثها وعينيها لونها أحمر كــ "لون الدم" لكثرة بكائها على ابنتها: "لما كان حد غريب بيجي المنطقة كنا بنخاف منه على عيالنا، لكن دلوقتي اللي قتل ابنتي جاري من المنطقة، خلاص مفيش أمان، ومن يوم موت أميرة أبنائي حالتهم النفسية سيئة، "ومش هبعت عيالي المدرسة تاني، يعيشوا جنبي جاهلة أحسن من أنهم يموتوا زي اختهم".

" كتاب الشيخ هاني".. سر الجريمة

وفي الشارع المجاور لمنزل عائلة "الطفلة أميرة"، يوجد منزل صغير في وسط الشارع يستخدم كــ"حضانة" للأطفال، وفي الطابق الثالث والأخير يوجد حجرة متوسطة المساحة، تستخدم كـــ"مكانا" لتحفيظ القرآن الكريم معروفة وسط أهالي المنطفة بـــــــ " كتاب الشيخ هاني"، وداخل الحجرة كان يجلس عددا من الأطفال، وبجوارهم مربية الأطفال على الأرض، لترعاهم لحين وصول الشيخ هاني من المسجد، وبسؤالها عن الطفلة أميرة، قالت: "أميرة كانت بتيجي تحفظ القرآن، هي واخواتها وأبناء أعمامها، وإحنا ربيناهم وهما لسه صغيرين على حفظ القرآن الكريم، والصلاة، ومروان وإسلام كمان وأغلب أطفال المنطقة، بيحضروا دروس حفظ القرآن عند الشيخ هاني من صغرهم. 

"أفلام جنسية وضرب وقتل"

وأسفل "الكتاب" يوجد محل بقالة صغير، كان يتواجد داخله، أحد الأولاد سكان الشارع وبسؤاله عن الطفلين أجاب: "العيال دي كانت بتتفرج على أفلام جنسية، وأفلام ضرب وقتل، وكانا عايزين يقلدان الأفلام"، وأثناء حديثه جاء "عبد الرحمن" نجل عم المجني عليها، لشراء حلوى له، ليقول: " مروان وإسلام" أصحابنا كنا بنلعب مع بعض في الشارع، ومروان أكبر اخواته ساكن في أخر الشارع، مضيفا، وإسلام كان صاحبي بيلعب معايا في المدرسة، موضحا، يوم اختفاء أميرة كانت في الكتاب، وقت أذان العصر، ولما خلصت حفظ القرآن ونزلت، كانت بتضرب مروان وإسلام علشان خطفا منها المصحف والكراسة اللي بتسمع فيها القرآن، وبعدها اختفت.

مباحث كرداسة تفك طلاسم جريمة ذبح الطفلة أميرة

كان نجح رجال مباحث الجيزة في كشف غموض العثور على جثة طفلة مصابة بجرح ذبحي بالرقبة، وتبين أن طفلان وراء ارتكاب الواقعة، بعد تعديهما عليها، وتمكنت قوة أمنية من القبض عليهما، وأخطر اللواء الدكتور مصطفي شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة.

وورد إخطارا للواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، من العميد عاصم أبو الخير رئيس قطاع أكتوبر، بتلقى المقدم إسلام سمير رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة، بلاغا من أهلية أميرة أيمن عبد المنجي حساسين، 10 سنوات، مقيمة بمنطقة أبو رواش بدائرة المركز، مفاده، باختفائها وعدم عودتها المنزل عقب انتهائها من دروس تحفيظ القران الكريم، بعد أداء صلاة المغرب.

وبتشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد الألفي نائب مدير مباحث الجيزة، توصلت جهود رجال المباحث، إلى أن طالبين بالمرحلة الإعدادية والإبتدائية وراء ارتكاب الجريمة، وتمكنت قوة أمنية برئاسة المقدم محمد أبو زيد وكيل فرقة شمال الجيزة، والمقدم إسلام سمير رئيس مباحث المركز، من القبض عليهما، وبمواجهتهما، أقرا خلال التحقيقات، أمام العقيد علاء فتحي مفتش مباحث شمال أكتوبر، بارتكابهما الواقعة على النحو المشار إليه، وحرر المحضر اللازم بالواقعة، بإخطار مدير أمن الجيزة.