في ذكرى رحيل "امرأة أبو اللو".. ما سبب تأخر ديوان جميلة العلايلي الثالث 30 عامًا؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تفوقت في تشكيل الكثير من الصور الفنية في أشعرها، فاستخدمت وسائل التشبيه والاستعارة وتراسل الحواس، وجمعت في موسيقى أشعارها بين الاحتفاء بنهج المدارس المحافظة في مراعاة وحدة الأوزان والقوافي، وبين التجديد في الشكل الشعري والموسيقي باستلهام أنماط الموشحات والمسمطات والمربع والمزدوج، والإكثار من الشعر المقطعي مع تنويع القوافي، إنها الشاعرة جميلة العلايلي، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم تاركة ورائها تاريخًا أدبيًا حافلاً.

 

ضاقت المنصورة على موهبة " العلايلي " فانتقلت إلى القاهرة ووضعت لنفسها نماذج تقتضي بها في حياتها فالشاعرة "مي زيادة" التي سارت على نهجها و "هدى هانم شعراوي" نموذج لها في الكفاح الوطني والاجتماعي وأما في الشعر الحديث مؤسس جماعة "أبولو" الدكتور "أحمد زكي أبو شادي"، ونشرت أول محاولاتها الشعرية في مجلات نسائية كـ"النهضة المصرية" و "المرأة المصرية"، ونشرت بعضها في أبولو وكان لها أسلوبها الخاص.

 

سبب نقلها من المنصورة

 

ورحب بشعرها " أبو شادي " والدكتور زكي مبارك والدكتور محمد مندور وصالح جودت والكثير من النقاد الآخرين مما شجعها للإنتقال من المنصورة إلى القاهرة للإقامة الدائمة بعد زياراتها القصيرة إليها للذهاب لدار الأوبرا الملكية وانضمت إلى جماعة أبولو الشعرية 1932م وتعد المرأة الوحيدة المنتسبة إلى جماعة أبولو وقد تضمن مشوارها الشعري الذي تجاوز 50 عامًا بداية من ثلاثينيات القرن الماضي الكثير من الانجازات الحافلة  ففي عام 1938م أشرفت على تحرير مجلة الإمام و 1942 أسست جمعية " أسرة الثقافة " في المدينة المنورة ثم " جماعة أدباء العروبة " وشاركت في إنشاء مجلة الأهداف 1949م مع زوجها الصحفي " سيد ندا " ونشرت فيها العديد من قصائدها الشعرية .

 

صدي أحلامي

 

ولاقت تشجعياً كبيراً من النقاد، ما دفعها للمضي قدماً لتسجيل ديوانها الأول الذي نشرته في عام  1936 بعنوان "صدى أحلامي"، الذي ركزت فيه على موضوعات متعددة كالإصلاح والتذكير بالقيم والفضيلة، الديوان الذي لاقى احتفاء واسعاً من أدباء في العالم العربي وليس مصر وحدها، واعتبر أول ديوان تكتبه امرأة في العصر الحديث بعد الكتابات المتقطعة التي دوّنتها الكاتبة ملك حفني ناصف، وعائشة التيمورية.

 

وتبعت جميلة العلايلي ديوانها بمقالات دونتها في مجلة الأهداف واستمرت في نشرها في الفترة من (1949 / 1975)، إذ لم تقتصر كتاباتها على الأشعار ومقالات الرأي، بل توسعت لتشمل الروايات والقصص القصيرة، التي مزجت بينها وبين أشعارها لتخلق حالة أدبية فريدة بين كتاب عصرها.

 

العزلة تتسبب في تأخر ديوانها الثالث

 

وأصدرت جميلة ديوانها الثاني صدى إيماني الذي مثل حالة شعرية استثنائية، جمعت فيها وكمعظم رواد مدرسة أبولو الشعرية أنماطاً متعددة من الشعر، فكانت تكتب للحب وللدين وللطبيعة، ومزجت فيه بين الطريقة الصوفية والنثر. أما ديوانها الثالث فتأخر في إصداره 30 عاماً؛ إذ نشرته في العام 1981 بعدما كان مقرراً نشره 1951، إذ إنها عاشت حالة عزلة بعد موت زوجها وإخوتها.