سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم

إسلاميات

بوابة الفجر


يعد شهر شعبان بابًا للدخول إلى شهر رمضان، وميدانا للتدرب على الطاعات والمداومة عليها حتى يستقبل المؤمنون الشهر الفضيل بالطاعات والعبادة.

وشهر شعبان كان معروفًا قديمًا عن العرب بنفس الاسم، حيث سمي شعبان بهذا الاسم في عام 412 م في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولاسمه دلالة عند العرب فقد ذكر أهل اللغة والتاريخ ومنهم احمد بن يحي ثعلب والعيني وابن دريد وابن حجر أنه سمي بهذا الاسم لأنه من التشعب وهو التفرق، وذلك لتفرق العرب في طلب المياه، أو لتشعبهم في الغارات والحروب بعد قعودهم في رجب الذي هو أحد الأشهر الحرم التي يمتنع فيها العرب عن القتال.

وقيل إن شعبان سمي بهذا الإسم لأنه فصل بين رمضان ورجب، أو لأنه شهر تتفرق فيه القبائل لقصد الملوك والتماس العطية، كما أنهم كانوا يجتمعون فيه بعد التفرق لتشعب الناس بحثاَ عن الكلأ والمرعى بعد قعودهم عن القتال في رجب.

وشهر شعبان من الشهور التي اهتم بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأولاها المزيد من الطاعات، وعندما سأله أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن شعبان يا رسول الله لم أركَ تصوم شهرًا منَ الشهور ما تصوم في شعبان، فقال - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم : "ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله - تعالى - فأحب أن يُرْفعَ عملي وأنا صائم".

وعلى مدار التاريخ وقعت بعد الأحداث المهمة في تاريخ الأمة الإسلامية في شهر شعبان لعل أشهرها تحويل القبلة على قول كثير من العلماء، وفي شهر شعبان فرض صيام رمضان وكان ذلك تحديدًا في العاشر من شعبان في السّنة الثّانية من الهجرة، وفي شعبان كذلك وقعت معركة النهروان غربي دجلة سنة في شعبان سنة 37 هـ بين جيش أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب والخوارج، وأيضًا وقعت في 13 شعبان سنة 492 هجريًا استولى الصليبيون على بيت المقدس، وفي شعبان خروج قطز من مصر على رأس قواته باتجاه الصالحية لملاقاة التتار في عين جالوت سنة 658 هجريًا.