أوراق قطرية.. كتاب يثير ضجة في فرنسا ويتهمها بتمويل الإخوان

السعودية

بوابة الفجر



نشر المؤلفان كريستيان شينو من (إذاعة فرنسا الدولية) وجورج مالبرونو من (صحيفة لوفيغارو) الحسابات المفصلة لمنظمة قطرية غير حكومية، تدعى مؤسسة قطر الخيرية "كيو سي"، والتي مهمتها الرئيسية مساعدة المجتمعات المسلمة في أوروبا، وذلك في كتاب عنوانه "أوراق قطرية".

الكتاب يعج بوثائق، لعدد لا يحصى من المشاريع (المساجد والمدارس والجمعيات وغيرها) على الأراضي الفرنسية بتمويل مباشر من هذه المنظمة القطرية غير الحكومية.

كتاب المؤلفين christian chesnot and georges malbrunot ينشر أدلة دامغة عن أموال مؤسسة قطر الخيرية التي ترسل إلى العديد من المساجد والدور الثقافية والجمعيات الدينية في أوروبا وتحديدا في فرنسا، إيطاليا، بلجيكا، ألمانيا، سويسرا، النرويج ودول البلقان بما فيها صربيا.

وتكشف أرقام عام 2016 أن مؤسسة قطر الخيرية "كيو سي" مولت 140 مشروعا في أوروبا وكندا وأستراليا بما يزيد مجموعه على 72 مليون يورو.

إيطاليا هي أعلى المستهدفين بأكثر من 23 مليون دولار، فرنسا على الأقل 14مليون، إسبانيا 7 ملايين، ألمانيا 5 ملايين، المملكة المتحدة 4 ملايين.

ويتم التمويل القطري من خلال ترتيبات مالية معقدة، وهي ليست بالضرورة غير قانونية ولكن تبقى مبهمة لإخفاء الهدف الحقيقي.

معظم الجمعيات التي سئلت أنكرت تلقي أموال من دول أجنبية حتى أظهر لهم الصحافيون وثائق التحويلات.

وعلى الرغم من تصريحات السلطات القطرية أن QC تمول أساسا من قبل الأفراد إلا أن المؤلفين كريستيان شينو وجورج مالبرونو نشرا قائمة أهم الجهات المانحة: - الديوان الأميري - الشيخ جاسم بن سعود بن عبد الرحمن آل ثاني - الشيخ خالد بن حمد بن عبد الله آل ثاني - الشيخ سعود جاسم أحمد آل ثاني - المكتب الخاص للأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني.

وبالتالي، وخلافا لما قالته المصادر القريبة من قصر الإليزيه، فإن هناك أدلة على تمويل جمعية "كيو سي" والجمعيات الإسلامية في جميع أنحاء العالم.

ومعظم هذه الجمعيات تنشر فكر الإخوان المسلمين الذي يدعو إلى خلق مجتمع مواز تحكمه القوانين الدينية المتطرفة.

ويكشف الكتاب أن المساجد والمدارس ومراكز تحفيظ القرآن وأيضا مراكز طبية تسهم جميعها في هدف تعزيز الهوية الإخوانية عند المواطنين الأوروبيين وتدريب جيل جديد على كيفية العيش والزواج والعلاقة الزوجية وتربية أبنائهم، والاسترشاد بشخصيات مثل يوسف آلقرضاوي وطارق رمضان.

ويهدف برنامج "الغيث" الذي تموله مؤسسة قطر الخيرية إلى نشر الثقافة الإخوانية في أوروبا والعالم، ويرأسه أحمد الحمادي.

وينشر المؤلفان في الكتاب مذكرة من أجهزة الاستخبارات الفرنسية تعود إلى عام 2008 تبين أن البرنامج القطري مرتبط بجماعات راديكالية وقام بحملة لجمع التبرعات للجماعات الشيشانية وأخرى تتبع القرضاوي.

ووقت صدور المذكرة، كان مدير الشؤون القانونية في سفارة قطر في باريس يتمتع بمركز دبلوماسي.

ونشر الصحافيان رسائل تثبت أن خمسة ملايين يورو تم إرسالها إلى مسجد في مدينة "ليل" شمال فرنسا ومذكرة من المخابرات الفرنسية عن أموال قطرية مرسلة إلى UOIF من قبل قطر الخيرية.

وفي نفس المذكرة ، توصي دائرة الاستخبارات السلطات الفرنسية بالتحقيق في النوايا الحقيقية للقطريين وراء نشاطاتها.

ولم يتخذ أي إجراء بشأن ذلك، لأن نيكولا ساركوزي كان وزيرا للداخلية آنذاك، وكما قال مؤلفا الكتاب: "بدأ شهر العسل بينه وبين الشيخ حمد".

كما تسبب ساركوزي في طرد رئيس أكاديمية ليون لأنه عارض طلب فتح مدرسة في المدينة، بتمويل جزئي من مؤسسة قطر الخيرية.

أموال طارق رمضان
وقامت "Tracfin " - وهي دائرة فرنسية ترصد التدفقات المالية لمكافحة الاحتيال وغسل الأموال وتمويل الإرهاب- بالتحقيق في حسابات طارق رمضان ممثل الإخوان المسلمين في فرنسا، على خلفية اتهامه بـ "الاغتصاب والاعتداء الجنسي والعنف والتهديدات بالقتل بحق العديد من النساء".

واكتشفت أن مؤسسة قطر تدفع له راتبا شهريا قدره 35 ألف يورو في عام 2017.

وقالت إنه نقل نحو 600 ألف من حسابه في قطر، إلى حسابه في فرنسا.

ويضيف أصحاب البلاغ أنه حتى أثناء احتجازه عندما كان يعمل في جامعة أوكسفورد ظل يدفع له راتباً قدره أربعة آلاف جنيه إسترليني.

ويتسائل المؤلفان: هل قطر هي من تدفع رواتب قادة الفرع الفرنسي لجماعة الإخوان المسلمين بصورة مباشرة؟

جمعت Tracfin بعض المعلومات المثيرة للاهتمام للغاية بشأن طارق رمضان، وقد تمكنّا من الوصول إلى تحقيق Tracfin في الحسابات البنكية لطارق رمضان، وهو الآن قيد الإقامة الجبرية في فرنسا، بعد إن قضى ثمانية أشهر في السجن.

ولإكمال عملية الاستحواذ على عقار في فرنسا، 28 يوليو 2017، قام طارق رمضان بإعادة أموال شخصية قادمة من قطر بمبلغ 590.000 يورو إلى حساب بنكي شخصي.

ومع زوجته، إيزابيل موريسيت، طارق رمضان قام بشراء شقتين في باريس، بمبلغ 670.000 يورو.

وأثناء التحقيق، حددت Tracfin حسابين مصرفيين في فرنسا تم افتتاحهما باسم طارق رمضان.

وخلال الفترة من 1 يناير 2017 إلى 5 فبراير 2018، بعد ثلاثة أيام من اعتقاله، سجل حسابه ما لا يقل عن 729.910 يورو كمصروفات و 778.269 يورو كإيداعات.

من أين تأتي كل هذه الأموال؟ تم إيداع ما مقداره 590.000 يورو في 1 يونيو 2017، و 35.000 في 2 أكتوبر، من حساب بنكي مقره في قطر، باسم طارق رمضان، الذي تقوم مؤسسة قطر بإيداع رواتبه كمستشار لمؤسسة قطر، 35000 يورو شهريًا.

وتأتي بقية إيراداتها من العديد من دور النشر (Seuil، Presses du Châtelet) بمبلغ 58768 يورو، والمنظمات الدولية أو الدينية (بما في ذلك رابطة مسلمي سويسرا) بمبلغ 19000 يورو، وجمعية قضية عادلة (Juste Cause) التي تتخذ من Roubaix مقرًا لها بمقدار 6000 يورو، التي ومن أحد أهدافها دعم المرأة المسلمة التي تواجه التمييز وعليها دفع رسوم المحكمة، كما نقرأ ذلك على موقع رمضان.

باختصار، بفضل مكافآت قطر المريحة للغاية، يمتلك طارق رمضان ما يكفي لدفع رسوم محاميه التي وصلت منذ عام إلى حوالي 500.000.