متظاهري الجزائر يطالبون بـ"تنحي الجميع"

عربي ودولي

المتظاهرون في الجزائر
المتظاهرون في الجزائر


احتشدت أعداد ضخمة من المتظاهرين وسط العاصمة الجزائرية في أول يوم جمعة بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وردد هؤلاء شعارات ترفض تولي المقربين السابقين من الرئيس المستقيل إدارة المرحلة الانتقالية، مطالبين بتنحي جميع أركان نظام بوتفليقة.

ويصعب تحديد أعداد المتظاهرين في غياب إحصاءات رسمية، لكن الحشود كبيرة في التظاهرة التي بلغت أوجها في بداية الظهيرة مع انتهاء صلاة الجمعة، بحيث يمكن أن تساوي على الأقل عدد المشاركين في التظاهرات الحاشدة جداً ايام الجمعة الماضية.

وبدأ عدد المتظاهرين يزداد تدريجاً في ساحة البريد المركزي والشوارع المجاورة بوسط العاصمة الجزائر قبل بدء التظاهرة الكبرى. وقدرت أعداد المتظاهرين بعشرات الآلاف.

وردّد المتظاهرون شعارات "سئمنا من هذا النظام"، و"لن نسامح لن نسامح" رداً على اعتذار الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة وطلبه الصفح عن "كل تقصير ارتكبته في حقكم بكلمة أو بفعل".

كما رددوا شعاراً باللهجة الجزائرية أصبح مشهوراً "الشعب يريد.. ينتحاو كاع" وتعني "الشعب يريد أن يتنحى الجميع"، كما عادت الشعارات التي ظهرت منذ الجمعة الأولى في 22 فبراير (شباط) مثل "يا السراقين كليتو البلاد" (أيها اللصوص نهبتم البلد).

وعلى غير العادة غابت شاحنات الشرطة التي كانت تتمركز في المحاور القريبة لساحة البريد المركزي، بينما عززت قواتها في الشوارع المؤدية إلى مقر رئاسة الجمهورية ومبنى الإذاعة والتلفزيون في حي المرادية، وكذلك شارع الدكتور سعدان حيث مقر الحكومة.

وقال سعيد وافي (42 عاماً)، "جئت من بومرداس (20 كلم شرق الجزائر) منذ الخامسة صباحاً لأكون أول المتظاهرين ضد النظام الذي تركه بوتفليقة".

وتابع هذا الموظف في بنك عام، "لا معنى لاستقالة بوتفليقة إذا استمر رجاله في تسيير البلاد".

من جهته أكد سمير وزين (19 سنة)، وهو طالب بجامعة تيزي وزو، "نحن نتظاهر منذ 22 فبراير لرحيل كل النظام وليس بوتفليقة المريض فقط. هو أصلاً لم يكن يحكم لذلك لن يتغير شيء بذهابه وحده".

وكتبت صحيفة "الخبر" الصادرة اليوم الجمعة، أنه "رغم خروج الآلاف للاحتفال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء" باستقالة بوتفليقة "غير أن مظاهر الفرح لا يُمكنها أن تكتمل عند الجزائريين إلا برحيل (العصابة)".

وأضافت الصحيفة الوحيدة التي تصدر الجمعة، مع صحيفة "الوطن" باللغة الفرنسية، أن "العصابة" المقصودة هي تلك التي تحدثت عنها قيادة الجيش "من سياسيين ورجال أعمال متهمين بنهب أموال الخزينة (العمومية) بطريقة أو بأخرى".

وكان رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح أشار في البيان الذي سبق استقالة بوتفليقة الثلاثاء، إلى "مؤامرات ودسائس دنيئة" تحاك ضد الجزائريين "من طرف عصابة امتهنت الغش والتدليس والخداع".

ومنذ الثلاثاء تعددت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الدعوات للتظاهر مجدداً الجمعة، بغية إزاحة "الباءات الثلاث"، أي عبد القادر بن صالح والطيب بلعيز ونور الدين بدوي الذين يعدون شخصيات محورية ضمن البنية التي أسس لها بوتفليقة، وينص الدستور على توليهم قيادة المرحلة الانتقالية.

وبات عبد القادر بن صالح الذي يرأس مجلس الأمة منذ 16 عاماً بدعم من بوتفليقة، مكلفاً أن يحل مكان الرئيس لمدة 3 أشهر يجري خلالها التحضير لانتخابات رئاسية.

أما الطيب بلعزيز الذي ظل وزيراً لمدة 16 عاماً شبه متواصلة، فيرأس للمرة الثانية في مسيرته، المجلس الدستوري المكلف التأكد من نزاهة الانتخابات.

من جانبه، كان رئيس الحكومة نور الدين بدوي الذي تولى مهامه في 11 مارس، وزير داخلية وفياً، وقد وصفته صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية الخميس، بأنه "مهندس التزوير الانتخابي وعدو الحريات".

وقال المحامي مصطفى بوشاشي، وهو أحد وجوه الحراك، في تسجيل مصور نشر عبر الانترنت، إن "انتصارنا جزئي. الجزائريات والجزائريون لا يقبلون بأن يقود رموز النظام مثل عبد القادر بن صالح...أو نور الدين بدوي المرحلة الانتقالية وأن ينظموا الانتخابات المقبلة".

وكان مكتبا غرفتي البرلمان اجتمعا لتنظيم جلسة برلمانية ينص عليها الدستور لتحديد الرئيس الموقت للبلاد، لكن وبعد مرور 48 ساعة على استقالة بوتفليقة، لم يحدد بعد موعد هذه الجلسة.

ويتولى نظرياً الفترة الانتقالية رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح لمدة أقصاها 90 يوماً.