في اليوم العالمي لكتاب الطفل.. كيف تبني القراءة أجيالاً متزنة؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


يحرص الآباء دائمًا على ربط الطفل بالكتاب منذ نعومة أظفاره مهما كان الكتاب بسيطًا مهمًا؛ لتوحد سلوك الطفل وتنمية خياله وثقل موهبته، بالإضافة إلى أن القراءة تفتح آفاق واسعة للطفل وتجعله على قدر من الاستعداد للسعى وراء أهدافه، بعكس مواقع السوشيال ميديا والألعاب الالكترونية التي باتت تلهي الطفل عن القراءة، والبحث عن أهدافة، حيث توفر له عالم افتراضيًا سريعًا يستجيب لفضوله الفكري دون عناء وجهد.

وتزامنًا مع احتفال جميع الدول حول العالم باليوم العالمي لكتاب الطفل اليوم الثاني من أبريل من كل عام، بهدف التركيز على أهمية كتب الأطفال، نظرًا لندرة الاهتمام بهذا الأمر في مجتمعنا، تستعرض "الفجر"، خلال السطور التالية تأثير السوشيال ميديا على الأطفال، وأهمية كتاب الطفل، لاسيما عقب اختفاءه، من وجهة نظر المختصين.

ويعود الاحتفال باليوم العالمي لكتاب الطفل منذ عام ‏1967‏ بهدف تشجيع الأطفال علي القراءة والاهتمام بالكتب والتواصل الثقافي بين أطفال العالم وتوسيع مدارك الطفل وحثه علي التعليم وإدراك أن التعلم عملية مستمرة لاتنتهي إلا بالموت‏.‏

ففي مصر كانت بعض الأسر المصرية تحرص على اقتناء قصص الأطفال الشهيرة مثل سلسلة "ميكي وبطوط"، وغيرها من القصص التي تساعد على النمو الذهني للطفل، فكل أم كانت تجلس بالساعات تقرأ لأبنائها هذه القصص، وكانت أبرز الهدايا للطفل، ولكن في هذه الآونة اختفت هذه القصص وحلت مكانها الألعاب الالكترونية ومواقع السوشيال ميديا.

الكتب تفتح آفاق خيالية واسعة للطفل
وفي ضوء ما سبق، أكد الدكتور أحمد ثابت، الخبير النفسي، أن نسبة القرءاة لدى الأطفال تضاءلت في الأونة الأخيرة، عقب انتشار مواقع السوشيال ميديا والألعاب الالكترونية، التي أصبحت بديلة لكتب الأطفال، موضحًا أن الآباء لاسيما الأمهات تظل وقتًا طويلا في عملها خارج وداخل المنزل تاركين أطفالهم بلا رقابة أمام شاشة الكمبيوتر، غير مدركين أن مستقبل أبنائهم في خطر.

وأضاف "ثابت"، لـ"الفجر"، أن للأسف الاهتمام بالانترنت لدى الطفل أصبح سارق كل تركيزه، مما أدى إلى  هروب بعض الأطفال من الدراسة والذهاب لأماكن الانترنت خارجها، بالاضافة إلى ضياع وقت الطفل في ألعاب تؤثر سالبيًا على تربيته، مشيرًا إلى أن معظم الألعاب الالكترونية التي تجذب انتباه الأطفال حاليا تعتبر عدائية مثل "كيف تخنق جارك"، بالرغم أن قصص الأطفال الورقية كانت تحس على أهمية حق الجار وتشير لوصايا (الرسول عليه السلام) بحقوق الجار.

وأشار الخبير النفسي، إلى أن بالرغم من أن قصص الأطفال تعد ترفهية إلا أنها هادفة، تفتح آفاق خيال الطفل للعنان وللبحث عن الابداع بعكس وسائل السوشيال ميديا والألعاب الالكترونية، محذرًا من عدم اهتمام الآباء بكتاب الطفل خاصة في بداية تعليمه القراءة والكتابة، مؤكدًا أنها سوف تؤثر تأثيرًا ايجابيًا في مستقبله بعس الافراط في استخدام الانترنت.

تأثير سلبي
وقال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة، إن عدم اهتمام الآباء بتعليم أولادهم القراءة في سن مبكر، سيؤثر سلبيًا على نضوجهم الفكري، وتكوين شخصيتهم مستقبليًا.

وأضاف "فرويز"،  لـ"الفجر"، أن القراءة تعمل على تحسن خلايا المخ، من حيث تنشيطها تدريجيًا، فضلا عن التوازن النفسي لدى الطفل بعكس طفلا اعتاد على استخدام الإنترنت، فالأول منتج والثاني متواكل، وهنا الكارثة عند بلوغ هذا الطفل، فتصاب شخصيته بالأمراض النفسية والاجتماعية وتجعله طفل انطوائي، لا يستطيع مناقشة الأخرين ولا الانسجام معهم، فسيظل فعزلة مع عالمه الافتراضي الذي صنعه لنفسه.

إحصائية
وأظهرت أبحاث عدة بشأن الأسرة نتائج يراها الآباء مخيفة لكنها بالنهاية حقيقة ونتيجة بعض الإهمال، فاثنان من كل خمسة أطفال تقريبا استخدموا هاتفا ذكيا أو كمبيوتر قبل أن يتمكنوا من نطق جمل كاملة، وأكثر من 50% من الأطفال دون العاشرة من عمرهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي وفيسبوك هو الأكثر انتشارا بين الأطفال ثم واتس آب بنسبة 40%، وعلى الرغم من كثرة الأطفال المشاركين فإن 32% من الآباء فقط هم من أكدوا مراقبتهم لأولادهم و21% من الأطفال قاموا بنشر مضامين سلبية و26% منهم سرق حسابًا لأشخاص مختلفين أو قام بالتسجيل دون إذن الأب، و16% من الأطفال تجاهلوا حد العمر للتسجيل على تلك المواقع.