متى تضع حرب "الطوايل والغنايم" في قنا أوزارها؟.. 15 قتيل وعشرات الجرحى خلال 16 عاما

محافظات

بوابة الفجر


كر وفر ومداهمات أمنية، أسلحة ومعدات حرب، كل هذا في قرية كوم هتيم، بمركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، تلك القرية التي بدأ تيار الدم فيها يجري منذ عام 2003، بسبب لهو الأطفال.

يقول احمد حسان، من أهالي القرية، لقد اشتعل فتيل الفتنة بين عائلتي الطوايل والغنايم، في عام 2003، على خلفية مشاجرة بسبب لعب الأطفال كرة القدم بملعب معهد أزهري، تبرعت به عائلة الطوايل وتم بناؤه بالجهود الذاتية، نتج عن المشاجرة مصرع زغلول أمين سليم، من عائلة الطوايل.

وتابع أنه بعدها بعامين، قامت مجموعة مجهولة، بإضرام النيران في 5 منازل، بعائلة الغنايم، وقامت الأجهزة الأمنية باعتقال عدد من أطراف الخصومة، وتم الضغط للاتفاق والتصالح بتقديم "القودة" من العائلة الأخرى.

بعد 11 عام، وفي 2016، تجددت الاشتباكات المسلحة بين العائلتين، بعد أن نكأ الجرح القديم، خلاف بين سائقين من العائلتين في موقف السيارات، أدى إلى إصابة شاب من عائلة الطوايل وآخر من الغنايم، وحاول عمدة القرية التدخل للصلح إلا أن الأمر تطور وأصيب شخص آخر في تجدد الاشتباكات، ليلقى على عبدالحميد من عائلة الغنايم مصرعه بينما هو عائد من المسجد.

أراد أبناء القتيل أخذ الثأر، ليتم قتل حمدي السيد، من عائلة الطوايل، ويستمر تيار الدم، وسط فشل كل المحاولات والمساعي للصلح بين العائلتين.

بعد شهرين من الحادث، حاولت قيادات شعبية التدخل للصلح، وبينما كان الطرفين في طريقهم إلى التوقيع على الاتفاق والقبول بالشروط، تجدد الاشتباكات ليلقى حسين رضوان من عائلة الغنايم مصرعه، لتستمر المحاولات البسيطة من المصلحين.

في تلك الآونة حاول عدد من عائلة الغنايم الأخذ بالثأر، بعد محاولة قتل شاب من الطوايل في الاسكندرية، ليقتل محمود السيد، ثاني شقيق في عائلة الطوايل يلفظ أنفاسه بسبب تلك الخصومة.

بعد مقتل الشقيق الثاني، حاول أبناء العمومة من عائلة الطوايل الأخذ بالثأر والرد على عائلة الغنايم، ليقتل الحسيني أحمد مصطفى، في نفس اليوم، جراء الاشتباكات المسلحة بين الطرفين، وسط جمود مساعي الصلح من القيادات الشعبية وكبار العائلات.

وضعت الحرب الأهلية بين الطرفين أوزارها قرابة 10 أشهر، وسط استئناف المصلحين محاولاتهم للسعي لردم تيار الدم، إلا أنه في أغسطس 2017 لقي حسين أشرف من عائلة الغنايم، مصرعه بعد أن ترصدت له مجموعة من الطرف الأخر.

وبعد ساعات قليلة من سقوط قتيل عائلة الغنايم وبعد دفنه، أطلقت مجموعة من المجهولين النيران في الهواء، ليتم قتل ياشر الأزهري من عائلة الطوايل، أخذًا بالثار.

مناوشات خفيفة تارة، وأخرى بالاسلحة الثقيلة تارة أخرى، شهدتها القرية، وسط رعب وخوف وترقب من العائلات، لتقع مجزرة أخرى بين العائلتين، ليتم قتل حمدي الهتيمي من عائلة الغنايم، وتقتل زوجته ه.ع، بينما كانت تحاول انقاذه من طلقات النيران التي سكنت جسده.

وبعدها لقي كل من نوح صلاح الدين وصابر صديق من عائله الغنايم، مصرعهما، وسط مساعي هزلية من لجان الصلح، التي حاولت وكان الفشل هو النتيجة الوحيدة من مساعيها، بالإضافة إلى عقد العديد من الندوات التي تنبذ العنف والأخذ بالثأر.

وبعدها بـ4 أشهر لقي أحمد عباس أمين، من عائلة الطوايل مصرعه، ثم هدأت الاشتباكات مرة أخرى وسط انتشار مكثف من الأجهزة الأمنية، ليقتل أيضًا شربيني شاكر في نوفمبر 2018، وبعدها بـ4 أشهر أخرى وبالأمس قتل عاطف أحمد، من عائلة الطوايل.

وقال العمدة عبدالمنعم مدني، عمدة قرية الأميرية، بمركز أبوتشت، شمال قنا، التباع لها قرية كوم هتيم، والتي شهدت حادثة مفجعة بسبب الخصومات الثأرية، إن السبب في تأجج الخصومات الثأرية، سببها سياسي، وذات غطاء سياسي أثر على اندلاع الأزمة منذ 2003 وتم عمل القودة وصلح بين الطرفين، الا أنها عاودت الاشتباكات بين الطرفين.

وأوضح أن "نجع كوم هتيم، نجع بسيط وأهله غلابة، بس أيدي الشر لعبت بيهم ودخلتهم في صراعات"، مطالبًا الجهات الأمنية بسرعة القاء القبض على كافة الاشخاص الذين توسل لهم أنفسهم بالعبث بأمن واستقرار البلاد.

وطالب الأهالي الأجهزة الأمنية والتنفيذية ورجال المصالحات والدين الاسلامي والمسيحي، والأزهر الشريف، بالتدخل لوقف تلك الاشتباكات، والعمل على إنهاء تلك المجزرة والحرب الأهلية التي راح ضحيتها حتى الآن قرابة 15 شخص وأصيب آخرين.

فيما قال اللواء مجدى القاضي، مدير أمن قنا، إن مديرية الأمن تولى اهتمام كبيرا لملف الخصومات الثأرية وتعمل وفق خطة متكاملة بالتعاون مع المحافظة واعضاء لجنة المصالحات والقيادات الشعبية لإنهاء كافة الخلافات.

وأشار القاضي، الى أننا نعمل نحو الوصول لمحافظة خالية من الخصومات الثأرية كما دعا الأهالى الى ضرورة الإلتزام بمبادرة " قنا بلا اسلحة " التى اطلقتها المديرية الشهر الماضى مقدما شكره وتقديره لأبناء العائلتين ووجه الدعوة لجميع العائلات المتخاصمة بأن تتأسى بالعائلتين وتنهى خصوماتها ليعم الأمن والسلام بينهم.