منزل "الأمصيلي" الأثري برشيد.. تحفة فنية تصر على البقاء (صور)

محافظات

منزل الأمصيلي
منزل الأمصيلي


في أزقة مدينة رشيد بالبحيرة تنبض البيوت الأثرية بأحاديثها التاريخية، ولعل أبرزهم منزل الأمصيلي الأثري الذي يتميز بطراز معماري فريد وزخارف مميزة للحقبة التاريخية التي بُني بها، وشيد المنزل عثمان أغا الطوبجي عام 1223هـ - 1808م، وهو أحد قادة الجيش العثماني في رشيد، وآلت ملكيته بعد ذلك إلى أحمد الأمصيلي.

يقع المنزل في التقاء شارع الشيخ قنديل مع حارة الشيخ تقا "شارع عثمان أغا"، ويشرف على شارعين بواجهتين أولهما الواجهة الشمالية التي يتوسطها المدخل البارز الذي يمثل كتلة بنائية تتوسطها حنية معقودة ويعلو الباب عتب خشبي نقشت عليه كتابات بخط النسخ بالحفر البارز نصها "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا".

الأمر الذي دفع "محمد علي الحمزاوي" أحد شباب مدينة رشيد الأثرية، والذي يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا، لتصميم ماكت خشبي لمنزل الأمصيلي الأثري برشيد استغرق 8 سنوات، وقال أن حلمه تنفيذ معرض في رشيد يضم تصميمات خشبية لكافة البيوت الأثرية، وذلك بعد أن بدأت البيوت الأثرية تنقرض وتسقط تلو بعضها، فأحب أن يصمم ماكت خشبي للمنزل الأثري ليشاهده الأجيال القادمة، وأضاف أن الماكت مكون من قطع خشبية عبارة عن قطع أبلكاش رفيعة يتم تجميعها وتفريغ أشكال بداخلها عن طريق المَبرد، بالإضافة إلي خشب الفلتو الذي أستخدمه في صناعة بوابات المنزل باستخدام الجفت والقطر، ويتم لصق الأشكال النهائية بالغراء الأبيض، والتصميم وصل مقاسه حتى الآن 1 متر عرض وارتفاع 60سم، وتم تصميم عدد من شبابيك الأرابيسك بداخله بطريقة الخرط أما المشربيات فتم عملها بالمبرد والتحديد بالخشب الفلتو.

يتكون المنزل من ثلاثة طوابق، الطابق الأرضي ويوجد بمنتصفه المدخل الرئيسي للمنزل وهو عبارة عن مدخل تذكاري بارز وهو عبارة عن فتحة مستطيلة غائرة يكتنفه مكسلتان يزخرف زاوية كل منهما عمود خشبي شبه حلزوني مزخرف بتهشيرات زجزاجية بالحفر البارز وله تاج وقاعدة وعلى عضادتي المكسلتين زخارف فخارية داخل إطار مربع اليمنى منها "الغربية" عبارة عن طبق نجمي مشع واليسري "الشرقية" عبارة عن كتابات بالخط الكوفي عبارة عن "لا إله إلا الله"، ويغلق على المدخل باب خشبي ذو خوخة مدعم بالمسامير ذات رؤوس وصفائح حديدية في أعلى الأركان وهذا الباب من الداخل به مجموعة من المزاليق الخشبية الأفقية والرأسية لغلق الباب.

ويؤدى المدخل الشمالي الرئيسي للمنزل إلى دركاة المدخل وهى مستطيلة الشكل، على يمين الداخل توجد نافذة مستطيلة الشكل مقسمة رأسيا إلى قطاعين متماثلين من الخرط الخشبي المتعدد الأشكال، وأفقيا إلى أربعة مستويات، السفلى مستطيل يشغله خوختين بهما الخرط المعقلي القائم يعلوه مستوى ثانٍ وفيه مربعين "واحد في كل قطاع" بهما الخرط المعقلي القائم، وكذلك أشكال على هيئة الصلبان المعقوفة، يعلوه شكل مستطيل به خرط صهريجي قائم ذو تقاطعات حلزونية، وفي المستوى الثالث مستطيل فيه شكل مصبعات "قوائم" معقولة، أما المستوى الرابع فهو على هيئة عقد منكسر يشغله خرط صهريجي قائم ومعقول أيضا.

وعلى يسار الداخل، توجد فتحة باب مستطيلة عليها مصراع باب خشبية يليها باب صغير يؤدى إلى خزينة صغيرة أسفل السلم، وفي صدر الداخل نجد باب يؤدى إلى دور قاعة وسطى، وهى مستطيلة الشكل، ومن الجنوب الشرقي مدخل يؤدى إلي الإسطبل، يليها في الجنوب دكة خشبية تدور إلى الجدار الغربي، ويعلوها من الغرب نافذتين مستطيلتين يغلق عليها مصاريع زجاجية تجلس على خورنقات زخرفية تعلو ظهر الأريكة.

وأهم ما يلاحظ على هاتين النافذتين هو وجود العقد ذو الأكتاف المعروف بعقد بورصة، والذي يرجع أقدم مثال له في القرن الرابع عشر الميلادي، وفي الجدار الشمالي لهذا الدور قاعة مدخل كبير من ثلاثة عقود شبه مدببة، ترتكز من الداخل على عمودين من الرخام ذات طراز أيونى، ويغلق عليهم حجاب ساتر من خشب الخرط مقسم إلى ثلاثة قطاعات رأسية، والأوسط منهم يشغله باب الدخول للحجرة ويغلق عليه مصراعي من الخشب مزخرفتين بشكل المفروكة مستطيلة الشكل.