شاب يقضي 8 سنوات في تصميم ماكت خشبي لمنزل "الأمصيلي" الأثري برشيد (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


"أحلم بتنفيذ معرض في رشيد يضم تصميمات خشبية لكافة البيوت الأثرية".. بتلك الكلمات بدأ "محمد علي الحمزاوي" الذي يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا، حديثه لبوابة "الفجر" بعد أن قضي 8 سنوات في تصميم ماكت خشبي لمنزل الأمصيلي الأثري برشيد.

وقال "الحمزاوي" أنه حاصل علي دبلوم صناعي قسم نجارة ويعمل في مجال النجارة والديكور، واختار منزل الأمصيلي الأثري لما يتميز به المنزل من طراز معماري فريد وزخارف متميزة تحمل طابعًا خاصًا ومميزًا للحقبة التاريخية التي بُني بها.

وأضاف "الحمزاوي" قائلا: منزل الأمصيلي الأثري مجاور لمنزلي ومنذ طفولتي كنت أذهب لوالدي الذي يعمل بهيئة الأثرية، وفضلت أن أبدأ بهذا المنزل لحبي الشديد له ولوجود العديد من اللمسات الفنية في تصميمه الأثري ومازلت أعمل في تصميمه حتى الآن منذ 8 سنوات، وتحمست للفكرة بعد أن بدأت البيوت تنقرض وتسقط تلو بعضها، فأحببت أن أصمم ماكت خشبي للمنزل الأثري ليشاهده الأجيال القادمة.

كما أضاف "الحمزاوي" قائلا: الماكت مكون من قطع خشبية عبارة عن قطع أبلكاش رفيعة يتم تجميعها وتفريغ أشكال بداخلها عن طريق المَبرد، بالإضافة إلي خشب الفلتو الذي أستخدمه في صناعة بوابات المنزل باستخدام الجفت والقطر، ويتم لصق الأشكال النهائية بالغراء الأبيض، والتصميم وصل مقاسه حتى الآن 1 متر عرض وارتفاع 60سم، وتم تصميم عدد من شبابيك الأرابيسك بداخله بطريقة الخرط أما المشربيات فتم عملها بالمبرد والتحديد بالخشب الفلتو، وأمنية حياتي تنفيذ معرض في رشيد يضم تصميمات خشبية لكافة البيوت الأثرية.

جدير بالذكر أن منزل الأمصيلي يعد أحد أهم منازل رشيد الأثرية ويحمل رقم 32 ضمن الآثار الإسلامية بمصر، ويتميز بطراز معماري فريد وزخارف متميزة تحمل طابعًا خاصًا ومميزًا للحقبة التاريخية التي بُني بها، وشيد المنزل عثمان أغا الطوبجي عام 1223هـ - 1808م، وهو أحد قادة الجيش العثماني في رشيد، وآلت ملكيته بعد ذلك إلى أحمد الأمصيلي، والذي ينتسب إلى مدينة أماسيا بتركيا.

ولمنزل الأمصيلي الأثري واجهتان رئيسيتان تطلان على الشارع وهما الشمالية والغربية أما الشرقية فملاصقة لمنزل حسيبة غزال والجنوبية ملاصقة لجار، والواجهة الشمالية هي الواجهة الرئيسية للمنزل وتتكون من ثلاثة طوابق، الطابق الأرضي ويوجد بمنتصفه المدخل الرئيسي للمنزل وهو عبارة عن مدخل تذكاري بارز وهو عبارة عن فتحة مستطيلة غائرة يكتنفه مكسلتان يزخرف زاوية كل منهما عمود خشبي شبه حلزوني مزخرف بتهشيرات زجزاجية بالحفر البارز وله تاج وقاعدة وعلى عضادتي المكسلتين زخارف فخارية داخل إطار مربع اليمنى منها "الغربية" عبارة عن طبق نجمي مشع واليسري "الشرقية" عبارة عن كتابات بالخط الكوفي عبارة عن "لا إله إلا الله"، ويغلق على المدخل باب خشبي ذو خوخة مدعم بالمسامير ذات رؤوس وصفائح حديدية في أعلى الأركان وهذا الباب من الداخل به مجموعة من المزاليق الخشبية الأفقية والرأسية لغلق الباب.

ويؤدى المدخل الشمالي الرئيسي للمنزل إلى دركاة المدخل وهى مستطيلة الشكل، على يمين الداخل توجد نافذة مستطيلة الشكل مقسمة رأسيا إلى قطاعين متماثلين من الخرط الخشبي المتعدد الأشكال، وأفقيا إلى أربعة مستويات، السفلى مستطيل يشغله خوختين بهما الخرط المعقلي القائم يعلوه مستوى ثانٍ وفيه مربعين "واحد في كل قطاع" بهما الخرط المعقلي القائم، وكذلك أشكال على هيئة الصلبان المعقوفة، يعلوه شكل مستطيل به خرط صهريجي قائم ذو تقاطعات حلزونية، وفي المستوى الثالث مستطيل فيه شكل مصبعات "قوائم" معقولة، أما المستوى الرابع فهو على هيئة عقد منكسر يشغله خرط صهريجي قائم ومعقول أيضا.

وعلى يسار الداخل، توجد فتحة باب مستطيلة عليها مصراع باب خشبية يليها باب صغير يؤدى إلى خزينة صغيرة أسفل السلم، وفي صدر الداخل نجد باب يؤدى إلى دور قاعة وسطى، وهى مستطيلة الشكل، ومن الجنوب الشرقي مدخل يؤدى إلي الإسطبل، يليها في الجنوب دكة خشبية تدور إلى الجدار الغربي، ويعلوها من الغرب نافذتين مستطيلتين يغلق عليها مصاريع زجاجية تجلس على خورنقات زخرفية تعلو ظهر الأريكة.

وأهم ما يلاحظ على هاتين النافذتين هو وجود العقد ذو الأكتاف المعروف بعقد بورصة، والذي يرجع أقدم مثال له في القرن الرابع عشر الميلادي، وفي الجدار الشمالي لهذا الدور قاعة مدخل كبير من ثلاثة عقود شبه مدببة، ترتكز من الداخل على عمودين من الرخام ذات طراز أيونى، ويغلق عليهم حجاب ساتر من خشب الخرط مقسم إلى ثلاثة قطاعات رأسية، والأوسط منهم يشغله باب الدخول للحجرة ويغلق عليه مصراعي من الخشب مزخرفتين بشكل المفروكة مستطيلة الشكل.