كيف تطورت "العلاقات المصرية الاماراتية" في عهد السيسي؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تتميز العلاقات المصرية الإماراتية، عبر عقود من الزمن، بالمتانة والاصالة، حيث وصلت العلاقات بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، ذروتها، بعد انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عام 2014 ، رئيساً للجمهورية ، حرص المسئولين بدولة الإمارات على زيارات متتالية للقاهرة ، كما يحرص الرئيس السيسى على إجراء زيارات لدولة الإمارات العربية الشقيقة، وهى حقا نموذج للتعاون والتكامل العربى المشترك.. "على عهد السلف نستكمل الطريق" شعار الفترة الحالية فى التعاون بين القاهرة ودبى، وبدأت الزيارات المتبادلة بين الدولتين فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى يناير 2018 بعقد مباحثات رسمية مع الحكومة المصرية.

 

وتوالت الزيارات واللقاءات حتى يوليو 2018 بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمصر للمشاركة فى افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية، ثم استقبلت الاسكندرية بالأمس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وكان فى استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسى، وشهد قصر رأس التين، مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون المشترك بين مصر والإمارات فى مجالات الإسكان والرى والتجارة والصناعة.

 

زيارات متبادلة

 

شهدت العلاقات بين مصر ودولة الإمارات الشقيقة، عدة زيارات متبادلة، حيث استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأربعاء 27 مارس، بمطار برج العرب بالإسكندرية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

 

وأقيمت مراسم استقبال رسمية لولى عهد أبو ظبي، بمطار برج العرب بالإسكندرية، حيث تعد هذه الزيارة العاشرة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر، منذ توليه منصبه، والمرة التاسعة التي يستقبله الرئيس السيسي فيها.

 

وكان الرئيس السيسي، قد اجتمع مع ولي عهد أبوظبي، في شهر أغسطس العام الماضي بقصر الاتحادية الرئاسي.

 

 

العلاقات السياسية

 

شهدت العلاقات السياسية بين مصر والإمارات دفعة قوية عقب "30 يوينو"، حيث أيدت أبوظبي تولي عدلي منصور رئاسة مصر، وأكدت دعمها الكامل والمستمر للشعب المصري في تنفيذ خارطة الطريق، التي أعلنتها القوات المسلحة بمشاركة القوي السياسية والدينية، وتبادل الطرفان الزيارات رفيعة المستوى، ولعبت الدبلوماسية الشعبية المصرية دورًا في دعم العلاقات مع أبوظبي، حيث أعربت عن تقديرها وشكرها لموقف الإمارات الداعم للقاهرة.

 

وقد شهدت السنوات الماضية تنسيقًا وثيقًا بين البلدين على الصعيد السياسي خاصة حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية وغيرها، و تعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسئوليها على كافة المستويات للتنسيق حيال تلك المواقف ، وهو ما أظهر نجاحًا كبيرًا فى العديد من الملفات التى تحظى باهتمام الجانبين، وكان استثمار تلك العلاقات السياسية المتميزة نصب عيني قيادة البلدين بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين.دعم مصر.

 

العلاقات الاقتصادية

 

شهد العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات تقارب وتعاون ودعم واستثمار بعد ثورة الثلاثين من يونيو، التي أطاحت بنظام حكم جماعة الإخوان في مصر، فالإمارات كانت على رأس الدول العربية التي أيدت الثورة المصرية بل ومدت يد العون للخروج بالاقتصاد المصري من عثرته، فبادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة ثلاثة مليارات دولار في إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت اثني عشر مليار دولار، ثم واصلت دعمها للاقتصاد المصري بعد توقيع اتفاقية مساعدات خلال شهر أكتوبر 2013 بقيمة أربعة مليارات وتسعمائة مليون دولار شملت منحة بقيمة مليار دولار وتوفير كميات من الوقود لمصر بقيمة مليار دولار أخرى إضافة إلى المشاركة في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية في قطاعات اقتصادية أساسية في مصر.

 

كما ساندت دولة الإمارات الاقتصاد المصرى عقب قرار تحرير سعر صرف الجنيه المصرى، مما دفع شركة موانئ دبى السخنة، وهى إحدى الشركات الكبرى التى تمتلك موانئ على مستوى العالم، لاتخاذ قرار تاريخى بالبدء من أول يوم فى شهر فبراير 2016، بإلغاء التعامل بالدولار على الخدمات الأرضية المقدمة لأصحاب ومستلمى البضائع، والتعامل بالجنية المصرى، كما قدمت الإمارات العربية المتحدة وديعة مالية إلى مصر قدرها مليار دولار لدى البنك المركزى المصرى لمدة 6 سنوات لدعم سوق الصرف فى مصر.

 

وفي مطلع مارس من العام 2015، قدمت الإمارات مع دول الخليج 12 مليار دولار في مؤتمر الدعم الدولي في شرم الشيخ كما ساهمت الإمارات في بناء وتسليم أكثر من 50 ألف وحدة سكنية.

 

التعاون العسكري

 

وظهرت أهمية مناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية في مجال التعاون العسكري، وتطويرها خلال زيارات متبادلة بين وفدي البلدين في العديد من المجالات، و”إحداث نقلة نوعية في العلاقات العسكرية” بين مصر والإمارات.

 

حيث شهد مارس 2014، انتهاء التدريبات العسكرية بين الجيشين المصرى والإماراتي، بهدف تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين وكذلك تعزيز الجهاز التشغيلي لمختلف وحدات الجيشين.

.

والجدير بالذكر أنه يوجد ملحق عسكري مصري بالإمارات وأيضا ملحق عسكري إماراتي بمصر للإطلاع علي ما يجد فيما يخص الشأن العسكري وتنسيق التعاون بشكل دائم.

 

تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي

                          

ولم يقتصر التقارب بين البلدين على الجوانب الاقتصادية والسياسية، بل تعدى ذلك إلى التوافق الفكري، حيث استعانت الإمارات بمصر في تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي، من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجي لجامعة الأزهر في الإمارات.

 

المنح والقروض

 

وبلغ إجمالي المنح والقروض التي قدمتها حكومة أبوظبي لمصر ما يعادل 250 مليون دولار حتي شهر يونيو 2007، وقدم صندوق أبوظبي للتنمية منحا وقروضا إلي مصر تبلغ قيمتها 325 مليون دولار، ساهمت في تمويل عدد من المشروعات من أبرزها امتداد ترعة الحمام ومساكن الفلاحين بالخطّارة ودراسة جدوي اقتصادية لمشروع النقرة الزراعي.

 

وساهمت القروض التي بلغت قيمتها 236 مليون دولار في تمويل مشروعات فندق عمر الخيام وكهرباء أبو قير وتطوير قناة السويس واستصلاح الاراضي بغرب النوبارية والصندوق الاجتماعي للتنمية وسماد طلخا.

 

التبادل التجارى

 

وعلى صعيد التبادل التجاري، أظهرت بيانات حديثة للبنك المركزى المصرى، تحسنا كبيرًا فى حجم التبادل التجارى بين مصر والإمارات خلال أول 9 أشهر من العام المالى 2016/2017، إذ ارتفع حجم التبادل التجارى بين مصر والإمارات بنحو 300 مليون دولار، مقارنة بنفس الفترة من العام المالى السابق له، ليصل إلى 4.6 مليار دولار، ونمى حجم الصادرات المصرية إلى الإمارات بنسبة 14% خلال الفترة منيوليو 2016 وحتى مارس 2017 مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، بقيمة تصل لنحو2.3 مليار دولار، مقابل نحو 1.8 مليار دولار خلال الفترة المماثلة من العام السابق.

 

 

النقل والمواصلات

 

 فى مجال النقل والمواصلات تم تشييد وتسليم 4 جسور فى 3 محافظات إضافة إلى تصنيع وتسليم 600 حافلة للنقل الجماعى بدأت هيئة النقل العام بالقاهرة فى تشغيلها، وفى مجال الإسكان تم تسليم 50 ألف وحدة سكنية.

 

مجال الطاقة

 

بينما فى مجال الطاقة تم بناء وتسليم محطة "شعب الإمارات" لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية فى سيوة ويستمر العمل لإنجاز عدد من محطات الطاقة الشمسية فى المناطق البعيدة عن شبكة الكهرباء فضلًا عن أنظمة منزلية للطاقة الشمسية، ويجرى حاليًا تنفيذ مشاريع لتعزيز الأمن الغذائى من خلال بناء 25 صومعة تضيف مليون ونصف مليون طن من الطاقة التخزينية للحبوب.