هل إيران هي صاحبة فكرة إطلاق بنك طاقة إسلامي مع قطر؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 

أعلنت قطر 19 مارس عن إطلاق أكبر بنك إسلامي للطاقة في العالم برأسمال قدره 10 مليارات دولار، خلال فعاليات مؤتمر الدوحة الخامس للمال الإسلامي.

 

شريك إيراني

اللافت للنظر والمُثير للجدل هو أن شُركاء قطر في هذا المشروع مجهولون ولم تعلن عنهم حتى الآن، فالمشروع ضخم ومن لديه القدرة على الدخول في هكذا مشروع، هل هم رجال أعمال أم شركات، أم أن هناك دولة دخلت في هذا المشروع، وهو ما يطرح سؤال حول إمكانية أن تكون إيران هي شريك قطر في هذا المشروع، نظرًا لكون طهران قريبة من الدوحة ويتشاركان في أكبر حقل غاز في العالم، إلا أن الدوحة تحاول عدم الإعن عن إسم شريكها، نظرًا للعقوبات الأمريكية على إيران وهو ما يخشاه نظام الحمدين.

 

أول مصرف إسلامي للطاقة في العالم 

وقال المسؤولون عن البنك إنه سيركز على قطاع الطاقة، ومشروعات الطاقة الحكومية، في الداخل والخارج، وسيساهم في رفع صادرات قطر من الطاقة، عبر نظام عقود إسلامية صادرة من البنك بمجال الطاقة.

وحول هذا البنك قال الخبير الإقتصادي قصي جاموس مدير مؤسسة "بوليشماركس" للاستشارات الاقتصادية في تصريحات لسبوتنيك الروسية: البنك هو أول مصرف إسلامي للطاقة في العالم، والمبلغ المرصود هو 10 مليار دولار، والمبلغ المكتتب والمدفوع هو 2.5 مليار فقط، وحسب كلامهم يريدون الاستثمار وتمويل قطاع الطاقة التقليدية أو المتجددة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويضيف: السؤال هنا، هل هذا البنك مناسب لقطر، وللقطاع البنكي، قطر هي بلد منتج للطاقة، كما أنها ناشطة في قطاع المصرفة الإسلامية، لكن هناك الكثير من التحديات قبل القول إن هذا المشروع ناجح.

 

ماهية أهداف البنك

وعن ماهية أهداف البنك تحدث جاموس: أعتقد أن الفكرة ستكون ربحية أولا، أي الغاية هي تحقيق الأرباح للمستثمرين الذين سيضخون النقود في البنك، وثانيا إمكانية المزيد من التخصيص لقطاع الطاقة في العالم، فهم رصدوا وجود فرص تمويل مشاريع مختلفة في قطاع الطاقة حول العالم، والدليل وجود العديد من الدول التي لديها نقص في مشاريع الطاقة، على الرغم من أنها منتجة للطاقة، لكن المستثمرين خائفين من الذهاب إلى هناك، كمثال إيران وفنزويلا والعراق.

ويتابع جاموس: رأس المال جيد مبدئيا، ولا أدري هل هناك نية لطرح هذا المشروع على الاكتتاب العام والتداول في البورصة، لكنهم لم يفصحوا عن ذلك، كما أعتقد أن رأس المال المدفوع مليارين ونصف قليل، وبالتالي هم بحاجة إلى المزيد من المستثمرين، وبالتالي قد يكونون بحاجة إلى طرح البنك إلى الاكتتاب العام.

وأكد الخبير بأن الفكرة ليست جديدة، بل كان هناك تجربة مماثلة لبنك قطر ‏قبل 11 سنة في البحرين، ولا زال موجود حتى الآن، واسمه بنك الطاقة الأول First Energy Bank، برأس مال قدره 2 مليار دولار، والمدفوع منه ما يقارب المليار، وذكر بأن كل من السعودية والإمارات وليبيا بالإضافة إلى البحرين اشتركوا فيه، وكان لدى بنك الطاقة الأول نفس الأهداف تماما، حتى أن لديهم نفس الشعار تقريبا.

وتابع جاموس: البنك البحريني عانى الكثير من المشاكل، بسبب التقلبات الكثيرة في قطاع الطاقة على الرغم من حيويته، مع أنه جاء ليكون متخصصا في هذا القطاع، فبدأ ينوع محافظه الاستثمارية، ليشمل قطاعات غير مرتبطة بالطاقة كالقطاع الصحي والعقاري، بل وحتى قطاع تأجير الطائرات، نتائج البنك من الناحية الربحية لم تكن مرضية أبدا، فلم تتجاوز أرباحه الـ3%، بل وشهد في السنوات الأخيرة خسائر كبيرة، وفقط في العام الماضي بالكاد استطاع الخروج بنتائج إيجابية لكنها بقيت دون 3%.

ويؤكد الخبير: قطاع الطاقة صعب جدا، لأن الأسعار تتقلب بشكل دائم، وفي هذا البنك التمويل إسلامي وينحو منحى الإجارة أو الشراكة مع المقترض، وهذا النوع من العمليات يحتاج إلى الكثير من التقييمات، وأسعار البترول لا تعطي إرشادات ثابتة، لكن مشاريع الغاز أكثر استقرارا لدرجة كبيرة، يضاف إلى ذلك الكثير من الظروف الجيوسياسية في العديد من المناطق حول العالم حيث يتم إنتاج الطاقة، خصوصا في الشرق الأوسط، وحتى الدول المستوردة التي يمكن أن تكون عميلا جيدا، ليس بالضرورة أن تنجح لديها مشاريع الطاقة.

 

قطر ستزيد من صادراتها من الغاز من خلال البنك

وأخيرا قال مدير مؤسسة "بوليشماركس": قطر في طليعة الدول المصدرة للغاز في العالم، ولكنها ستزيد من صادراتها من الغاز من خلال البنك، حيث سيقوم بالتمويل والشراكة، ولنعطي مثالا على ذلك، هناك دولة أوروبية وتحتاج إلى الغاز بأسعار تنافسية، أو حتى أنها فقط تحتاج إلى الغاز، وليس لديها القدرة على استيراد الغاز بمفردها، وهنا سيقوم البنك بمشاركة أو تمويل شركة في تلك الدولة، أو حتى الدولة نفسها لتستورد الغاز من قطر، وهنا قطر ستضمن تصدير الغاز إلى تلك الدولة، وستربح من كونها شريك في العملية، والربح حتى في حال بيعه إلى طرف ثالث، وهذا ما يعزز صادرات قطر للغاز إلى الأماكن التي يستثمروا فيها.

أما الخبير في المركز المالي الدولي فلاديمير روجانكوفسكي فيرى أن خطوة الدوحة متوقعة، ويقول: أولاً لدى قطر علاقة صعبة مع جيرانها المنتجين للنفط، وقد حاولوا عزلها، وتم الضغط عليها، وسيبقى هناك توتر في العلاقة، وستحاول قطر تأمين مشاريعها ونظام التمويل لهذه المشروعات في العالم ، وقد تم تحديد وضع التمويل، أمريكا لم تعد تدفع الأموال كيفما اتفق، ويتم استثمار أموال كبيرة في الطاقة البديلة العصرية، و بشكل عام المستثمرون الكبار لا يستثمرون في الشرق الأوسط.