نشوى: أنا بنت بـ 100 راجل عوضت أبويا عن خلفة الأولاد.. أسوق نقل وأحمل زلط ورمل من المحاجر وأساعده (صور)

محافظات

 نشوى شعبان الزهري
نشوى شعبان الزهري

لم يعد غريبًا على فتيات مصر وبشكل خاص فتيات الصعيد أن يكسرن العادات والتقاليد، التي لطالما قيدت المرأة ومنعتها من العمل في مهن يختلط فيها الرجال، وعهدنهن يقدمن نماذج نجاح يحتذى بها وأن يكن فخرا لأهلن بتحديهن العادات والتقاليد، ويرفعن شعار بنت ب 100 راجل.

في أقصى الجنوب الشرقي لمحافظة أسيوط، داخل منزل متواضع في عزبة يوسف بقرية قاو النووارة بمركز البداري، تكتب نشوى شعبان الزهري، طالبة بالصف الاول الثانوي العام، بحروف من ذهب قصتها كفاحها وتحديها للعادات والتقاليد لتثبت للجميع أنها بنت بـ 100 راجل، وأنها عوضت والدها عن عدم انجابه للأولاد، وأنها استطاعت القيام الأعمال الشاقة التي يقوم بها الرجال، فوضع البنت الكبرى وسط 4 اخوات بنات اخريات شكل ضغوطًا على الأب، الذي كان يحلم بإنجاب الولد لمساعدته فى المعيشة، وكانت هذه هي النواة لدفع نشوى ووالدها أن يثبتوا للقرية وأهل الصعيد أن نشوى بنت بـ 100 راجل وأنها تستطيع القيام بعمل الولد بل وأكثر.

نشوى الطالبة بالصف الأول الثانوي التي هزت عرش الصعيد وخاصة مركز البداري بأسيوط، تقول لـ "الفجر" أنا جمعت بين الدراسة بالمدرسة الثانوية والعمل الشاق، فكنت عقب عودتي من المدرسة، أتناول الغداء أستعد لقيادة سيارة نقل (قلاب) لتحميل الرمل والزلط من المحاجر في الجبل لتوصيله للقرى المجاورة، وأتقاضى أجر يومي من والدي ما بين 60 إلى 100 جنيه، بحسب عدد نقلات الرمل والزلط التي نقوم بتوصيلها من المحاجر لاصحاب العقارات التي يتم بناؤها، وأضافت أن المبلغ الذي اتقاضاه من والدي ادفع منه ثمن الدروس الخصوصية واشتري منه كل مستلزمات الدراسة، والحمد لله أنا متفوقة في دراستي وأتمنى أن ادخل تمريض عسكري.

وقالت نشوى: أنا سعيدة بمساعدة أبي دون النظر إلى الاخرين وخاصة أنني أكبر أخواتي البنات الأربعة، وأنا السند لوالدي، وبدأت معه الرحلة على الاسفلت وأنا في الصف الأول الإعدادي، حيث تحديت عادات وتقاليد الجميع وتعلمت قيادة السيارة النقل لتحميل ونقل الرمل والزلط بمركز البداري لمساعدة والدي.


وتابعت: عندما بدأت العمل على السيارة النقل واجهت سخرية من بعض السائقين الرجال الذين فوجئوا بخروج بنت لقيادة سيارة نقل والسير بها محملة بالرمل أو الزلط على الطريق وكانوا ينظر إلي بدهشة واستغراب، وبعد فترة اعتاد الجميع على الأمر وبدأت نظرتهم تختلف، ورحب أقاربي وجيراني وأهل قريتي بعملي كسائقة وشجعوني خاصة أنه مر نحو 4 سنوات من العمل المتواصل ولم أقصر في دراستي، وتفوقت بالمدرسة وأشعر بالسعادة دائمًا لأن قيادة السيارة النقل كانت الدافع لمواجهة لكل التحديات ومنها التفوق في دراستي.

وأشارت بنهاية كلامها: طموحاتي دخول معهد فني تمريض عسكري والعمل كممرضة بأحدى المستشفيات لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين، وأقول لكل الفتيات "أعملى ما تحبي ولا تخشي كلام الناس مادمت تقومين بعمل شريف لرضاء الأب والأم ومساعدتهم، وأتمنى أن يساعدني المسؤولين فى استخراج رخصة قيادة لأنها مشكلة لعدم بلوغي سن 18".