منال لاشين تكتب: المستشار.. أسرار وكواليس 335 يوما من حكم عدلى منصور

مقالات الرأي



السيسى رفض مكالمة الرئيس أوباما

بوتفليقة ساند مصر فى أزمة إفريقيا

نادى القضاة اعترض على تعيين وزير للعدل من مجلس الدولة

وزير خارجية الإمارات يمنع قطر وأمريكا من الانفراد بخيرت الشاطر


قراءة هذا الكتاب أشبه بمشاهدة فيلم سينما لسنوات من عمرك.. أشبه بالنظر إلى الطريق الطويل الوعر الموحل الذى استطعت اجتيازه بتعب، ولكنك نسيت كم المعاناة التى شعرت بها خلال طوال هذا الطريق. الكتاب هو 335 يوما من حكم المستشار للأستاذ عبدالقادر شهيب. والكتاب ليس مذكرات للرئيس السابق المستشار عدلى منصور، ولكن رصدا للمطبات والصعوبات وأيضا النجاحات التى شهدتها مصر خلال هذه الأيام المصيرية، ولكن الكتاب لا يخلو من قصص وأسرار من هذه الفترة الانتقالية الثانية التى مهدت لحكم ثورة 30 يونيه.


1- رئيس طفس

ينسج الكتاب تفاصيل المواجهة بين مصر 30 يونيه والكثير من دول العالم خاصة عزل مرسى وسجن بعض من قيادات الإخوان. أوروبا وأمريكا قادتا الصراع الأجنبى ضد الإرادة المصرية. ولا يخلو هذا الفصل من السخرية رغم خطورته. فقد طلبت آشتون ممثلة الاتحاد الأوروبى مقابلة الرئيس المعزول مرسى للاطمئنان عليه، واستجابت مصر للطلب، ولكنها حرمت آشتون من أن تكون الزائرة الأولى أو الوحيدة لمرسى. فسمح لوفد من المجلس القومى لحقوق الإنسان المصرى، ولوفد إفريقى بمقابلة مرسى قبل لقاء آشتون. والمثير للسخرية أن مرسى الذى كان الإخوان والأمريكان يسعون لعودته للحكم اهتم أن يؤكد لآشتون أنه بخير وأن ثلاجته مليانة أكل وكل الأنواع. وكانت تلك الملاحظة موضع سخرية من الجميع.

مرة أخرى حاول كل من وزير خارجية قطر والمبعوث الأمريكى أن يزورا خيرت الشاطر فى إطار التفاوض الدولى.. وحرصت مصر ألا ينفرد هذان الشخصان تحديدا مع الشاطر. ولمنع هذا الانفراد طلبت الرئاسة من الإمارات المساندة. فحضر وزير الخارجية الإماراتى الشيخ عبدالله بن زايد لمصر وحضر اللقاء مع خيرت الشاطر، فلم يجد الأخير فرصة للاتفاق مع القطريين والأمريكان. وفى هذا اللقاء اكتفى الشاطر بالقول إن الأمر فى يد مرسى والتفاوض يجب أن يكون معه.

ولم يكن الإخوان مهتمين بالوساطات المحلية ولذلك رفضوا كل الوساطات بدء من مشاركتهم فى أول حكومة لنظام 30 يونيه انتهاء بوساطات وقف نزيف العنف فى رابعة والنهضة. لدرجة أنهم هددوا شيوخ السلفيين بالقتل عندما ذهبوا إليهم فى رابعة للتوسط لفض رابعة والنهضة سلميا. ويرصد الكاتب أن وزير الدفاع السيسى فى ذلك الوقت قد رفض الرد على مكالمة الرئيس الأمريكى أوباما.


2 - جدعنة الأشقاء

يرصد الكاتب دور الأشقاء العرب فى دعم مصر فى هذه الفترة الانتقالية الحرجة. وربما يعرف الكثير دور السعودية والملك الراحل عبدالله ودور الإمارات والكويت والبحرين فى وقت لاحق. ولكن الكتاب يكشف أن الملك الراحل عبدالله هدد فرنسا رسميا بسحب الاستثمارات السعودية فى فرنسا مما فرمل الإدارة الفرنسية فى اتخاذ قرارات ضد مصر كما أن رسالة السعودية وجدت صداها فى عدد من دول أوروبا.

ودور روسيا والصين فى رفض تدويل الأزمة فى مجلس الأمن لأنها شأن داخلى. والموقف الشجاع لرئيس الجزائر بوتفليقة لعودة مصر إلى الاتحاد الإفريقى. حيث أعطى بوتفليقة أوامر صارمة لوزير الخارجية بدعم عودة مصر للاتحاد الإفريقى بكل الطرق. وما لم يذكره الكتاب أن الرئيس السيسى أرسل مبعوثا خاصا للرئيس الجزائرى وقد قدم بوتفليقة الكثير من الدعم لمصر خارج الدعم الإفريقى.


3- حكومة وأهالي

ويتوقف الكتاب عند تشكيل الحكومة فى فترة المستشار. ويرصد الكاتب أن نادى القضاة رفضوا ترشيح قاض من مجلس الدولة لمنصب وزير العدل. وعلى الرغم من غضب واستياء المستشار عدلى منصور من هذا المطلب إلا أنه وافق. وعين مستشار مجلس الدولة وزيرا للعدالة الانتقالية. كما يكشف أن ضياع رئاسة الحكومة من الدكتور محمد البرادعى قد أثر على علاقته بالرئيس المستشار وكل قيادات هذه الفترة، وذلك على الرغم من توليه منصب نائب رئيس الجمهورية. وعن مطالب البرادعى المغالى فيها وإصراره على التساوى مع رئيس الجمهورية. ومن القصص المثيرة أن الموقف المحرج الذى تعرض له الدكتور كمال الجنزورى، والذى كان أحد مرشحى رئاسة الحكومة.فى يوم 3 يوليو تمت دعوة الجنزورى لحضور اجتماع 3 يوليو الحاسم، ولكن شباب تمرد اعترضوا على حضوره لأنه فلول. وعندما علم الجنزورى غضب ولكنه اعتذر عن البقاء لأنه مرتبط بموعد طبيب.

ويكشف الكتاب أن اختيار الدكتور مصطفى حجازى مستشارا سياسيا لرئيس الجمهورية جاء بناء عن نصيحة الكاتب الكبير الراحل هيكل، بينما رشح الإعلامى أحمد المسلمانى الدكتور عصام حجى مستشارا علميا لرئيس الجمهورية الذى انقلب بعد ذلك على نظام 30 يونيو.

وأخيرا هذا كتاب مهم لأنه يذكرنا بنجاحاتنا. وعندما تقارن بين مشهد حضور كل قادة أوروبا فى القمة الأوروبية العربية بمشاهد الكتاب فى أوائل أيام 30 يونيو ستحمد الله وتدرك أننا قطعنا شوطا مهما وحاسما فى تاريخ مصر.