بعد حادث نيوزيلندا الإرهابي.. الجفري يوجه رسالة للعالم

أخبار مصر

الحبيب علي الجفري
الحبيب علي الجفري


وجه الحبيب علي الجفري الداعية الإسلامي رئيس مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات عبر 6 لغات، الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الروسية، السواحيلية، إضافة إلى اللغة العربية ، رسالة لجميع المسلمين حول العالم بعد أول جمعة للحادث الإرهابي في نيوزلاندا.

وطالب الجفري المسلمين في أول جمعة بعد جمعة نيوزيلاندا الدامية التوجه نحو المساجد مبكّرين، قدر المستطاع، متطهرين من الأدناس الجسدية بالاغتسال المسنون، ومتطهرين من أدناس الكراهية والأحقاد المعنوية بماء محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقال الجفري في بيان له منذ قليل:  نحتاج إلى أن نملأ مساجدنا فتزدحم بالذاكرين المصلّين مُعلنين أنَّ إجرام المجرمين لن يمنعنا من ذكر الله تعالى وأداء الصلاة، آخذين بقوله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ  إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ.

وأضاف: ألسِنة أحوالنا شاهدة بأنّ الإرهاب مهما كان سواده فلن يُرهب قلوبًا آمنت بالله تعالى ورسخ يقينها بأنه لا راد لقضاء الله  مستشهدا بقوله تعالى": َلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ  فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً  وَلَا يَسْتَقْدِمُون، وبقوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ  وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً  وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ، ومطمئنين إلى خطابه القُدسي: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةَ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي.

ونوه بأننا نحتاج تأمل شرف الخاتمة التي أكرم الله بها عباده المُصلين في مسجدَي نيوزيلاندا وهم في بيته بين راكع وساجد، فتشتاق أرواحنا إلى جنة الرضوان والفوز العظيم، وندرك أنَّ ظلمة الكراهية لا تعود إلا على صاحبها بالأذى، وأنه كلما أمعن في إرادة تنفيس حقده ومرضه عبر إلحاق الأذى بالآخرين فلن يكون نتاج فعله إلا زيادة رفعة من يكرههم.

وأوضح أن نتيجة جريمة الاعتداء على المصلين قد قلّدَتهم أوسمة الشهادة عند ربهم، وحشدت العالم ضد من يحملون في قلوبهم مرض الكراهية، حتى اضطر كثير من المتطرفين المحرضين إلى إعلان استنكار الجريمة، وأصبح مَن يُبرِّر لفاعلها فِعلته محلَّ استهجان العالم.

وأكمل : ما أعظم حاجتنا إلى أن تحملنا هذه اللحظة القدسية من التأمل النوراني لمآل الفريقين على أن نرفض كل خطاب يحض على الكراهية ويعمل على إسكانها قلوبنا التي خلقها الله لتتنور بمعرفته، كي لا تتدنس أرواحنا التي هي في الأصل نفحة ربانية نفخها الله من روحه لتحمل جمال محبته إلى العالم الذي استخلفنا فيه: إنِّي جَاعِلٌ في الأَرضِ خَلِيْفة.

وجدد الجفري دعوته أن نجعلْ من هذه الجمعة فاتحة لإعلان الثبات والعزم على أن نعمر مساجد الله بالصلاة والذكر بثبات لا يزعزعه إرهاب أو تهديد، وبقلوب لا تقبل الكراهية ولا تُقبِل على من يدعو إليها سواء كانت دعوته من منبر مسجد، أو قُدّاس كنيسة، أو بوق كنيس، أو باسم أي ديانة، أو كانت من على منصة نيابية أو دعاية انتخابية، أو كانت عبر هوس الترويج العِرقي أو الجهوي، أو تكررت عبر إثارة إعلامية جرّدَت حرية التعبير عن مسؤوليتها لتتحول إلى معول هدم، أو جاءت عبر تحشيد سياسي يوظّف أيًّا مما سبق ذكره في سياق الاحتراب الاقتصادي الأعمى.

وقال إن المعتدي قد ينجح في إلحاق الضرر الحسي بك دون أن تكون هناك فرصة لتجنب اعتدائه، لا سيما إذا اتصف بالإرهاب الغادر الجبان، لكنه لا يستطيع إلحاق الضرر الأعمق بآدميتك فيملأ قلبك بالكراهية والحقد إلا إذا سمحت له أنت بذلك ورضيت بأن تنتصر ظلمته عليك فيهزمك ويجرد قلبك من النور  لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ، وقال تعالى إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ.

وتابع: رحم الله من رحلوا إليه في بيته مُصلّين مُسالمين، وتقبّلهم في الشهداء مع النبيين والصديقين والصالحين، وأمَدّ قلوب أحبتهم بِمدَدٍ مما أكرمهم به لحظة لقائه فتغمرهم سكينة التسليم والرضا.