"رماني في الدار علشان يرضي مراته".. "الفجر" تحاور الأمهات المنسيات في عيدهن (تقرير)

صور

بوابة الفجر


"عيد الأم شكل تاني".. جحود الأبناء يقتل رحمة قلوب الأمهات


مديرة الدار: نستقبل الحالات الصعبة.. وإحدهن على فراش الموت


وآمنة: "أقاربي طردوني من منزلي".. وأم يوسف: "ابني جابني الدار إرضاء لزوجته"


نحتفل غدًا الخميس بعيد الأم، والذي يوافق 21 مارس من كل عام، وتقام المناسبات والاحتفالات كل منا بطريقته الخاصة في النوادي، والمنازل، ومن خلال السفريات أو الفسح والهدايا، ولكن آخرين أمهاتهم رحلت عن عالمنا ولكن على جانب آخر هناك أمهات لا يعلم عنهم الآخرين شيئًا ولا يسأل عنهم لا قريب ولا بعيد نستهم الدنيا فنسوا أنفسهم.


دور رعاية المسنين تنتشر في كافة أرجاء أنحاء الجمهورية تخفي خلف جدرانها قصص وحكايات أغرب من الخيال عن أناس بسطاء لا ينتظرون سوى كلمة حب وعطف من ذويهم الذين تركوهم في غياهب الحياة، وعلى بعض مئات الأمتار من مستشفى الوراق، تقبع دار أحباب النبي لرعاية الأيتام والمسنين، لافتة كبيرة على واجهة المبنى مدون عليها أرقام الهواتف للتواصل، وفي الطابق الثاني شقتين يفصلهما درج سلم داخلي.


وفي مدخل دار أحباب النبي تجلس مدام رباب محمد مديرة الدار، معها 3 سيدات يقمن على خدمة جليسات الدار وتقديم أوجه الرعاية لهم، من السيدات كبار السن التي جرفت بهم الحياة إلى أعتاب الدار بعد رحلة طويلة من الظروف الصعبة، وكان الجناة أقاربهن وأبنائهن.


"إحنا بنستقبل الحالات الصعبة جدًا ولا تقبلها أي دار أو مؤسسة رعاية وخاصة المعاقين وفاقدي الأهلية"، هكذا بدأت مديرة الدار حديثها مع "الفجر"، لتضيف: "لا ندخر جهدًا في رعايتهن، فكل سيدة من قاطني الدار تحمل في جعبتها قصص وحكايات أغرب من الخيال، البعض أسرهن استولوا على أموالهن وتركهن في الشارع، وآخرين ألقوا بأمهاتهم في الشوارع إرضاء لزوجاتهم".


وقالت إحدى قاطنات الدار: "مش عايزة أشوف حد فيهم، دول مش ممكن يكونوا ولادي، رموني في الشارع لحد ما ولاد الحلال وصلوني في الدار، وهقضي اللي فاضل من عمري ومش هسامحهم على اللي عملوه فيا".


وأضافت السيدة، في العقد الثامن، وكادت أن تجهش في البكاء: "بعد تعب السنين اللي عملته ليهم وسهري على خدمتهم وتربيتهم بنتي وابني هما الاثنين اتجوزوا وتركوني".


وفي الجانب الآخر من الدار، فتقبع إحدى المقيمات التي تتمنى أن تسير على قدميها مرة أخرى، موضحة أنها لا أحد يسأل عنها سوى سيدة تدعى "راندا" من عائلة والدها، مشيرة إلى أنها كانت تقيم لدى ابنة خالتها "هالة" بالوراق، وبعد وفاة والدتها بدأت التعدي عليها وإشعال النيران في قدميها وتعذيبها وكذا أطفالها فطلبت منها أن تقوم بإيداعها في إحدى دور رعاية المسنات.


أما الحاجة آمنة، فلها قصة أخرى، حيث توفى والدها في الثمانينات، وكان يمتلك من الأراضي الكثير والكثير ويشغل منصب عمدة قريتها ومن أعيانها بنطاق محافظة سوهاج، واستغل أقاربها وفاة والدهها واستولوا على كافة ممتلكاتها، حتى هجرت محافظة سوهاج خوفاً من بطشهم.


وتقول في حديثها لـ"الفجر"، إنها أصيبت في حادث سير وتم نقلها إلى مستشفى القصر العيني، وتعرف عليها أحد الأشخاص وقام بنقلها إلى الدار التي تقطن بها منذ أكثر من 10 سنوات، حيث تقيم فيها منذ 2009، مطالبة بأخذ حقها في الإرث المستولى عليه منذ أكثر من 20 سنة لكي تستطيع الإنفاق على نفسها.


وأوضحت أن نظام عائلتها لا يعترف بأن السيدات لهم إرث، فقاموا بالاستيلاء على ممتلكاتها بقوة السلاح، مؤكدة أن أوراق أملاكها لدى المحامي ولا تعلم عنه شيئًا.


فيما روت سيدة تدعى أم يوسف، أن نجلها لا يستطيع الإنفاق عليها، فقام بإحضارها إلى الدار إرضاءً لزوجته التي رفضت بقائها في الشقة معهما، قائلة: "ابني لا يسأل عني كثيراً، مشغول ابني مشغول، مش فاضي ييجي".


والتقطت أطراف الحديث الحاجة سميرة، في العقد السابع من عمرها: "أنا مقيمة بالدار منذ عدة سنوات، ونتلقى رعاية جيدة واهتمام من القائمين عليه، بس أحتاج إلى مساعدة بتركيب شرائح حيث أحتاج لتغير شرائح وإجراء عملية جراحية".


وأضافت أنه ليس لديها أبناء وتقيم منذ وفاة زوجها بالدار حيث لا يوجد من يهتم برعايتها.